الموصل والمستقبل

اميرة بيت شموئيل

الحوار المتمدن-العدد: 5577 - 2017 / 7 / 10 - 15:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

مع اقتراب تحرير محافظة موصل التي قلبها داعش رأسا على عقب وحولها إلى اللون الواحد بعد أن قتل وطرد ما استطاع من أهلها ليستولي على أموالهم واملاكهم بلا حياء يتوقى الجميع لمعرفة ما ستكون عليه الأوضاع ما بعد داعش.
الكثير من أهلها عندما نزحوا تحدثوا إلى الوسائل الإعلامية المختلفة ووصفوا أسلوب التهجير الوحشي الذي اتبعه الداعشيون في طردهم وذكروا أيضا أن من هؤلاء الوحوش كانوا يعيشوا معهم في نفس المدينة وفي مناطقهم فكانوا جيران لهم أو موظفين وعمال وحتى مسؤولين في دوائرهم وهنا المعضلة.
الاعتداءات الداعشية على أهالي الموصل ليست بجديدة أي لم تكن مع بداية داعش بل كانت قبله بسنوات نتيجة السياسات الهمجية التي أتبعت بزرع العنصرية القومية والدينية والطائفية والتي أنتجت الأحقاد بين أبناء المدينة الواحدة حتى وصلت اليوم إلى تجاسر جار على طرد جاره لغرض الاستيلاء على بيته دون خجل أو مسؤول يتجاسر بطرد موظفين دون حياء ليسرق مجهودهم أو تاجر في السوق يستولي على محلات الاخرين دون وجهة حق وهكذا متخذا من تواجد داعش ذريعة لتسيب أخلاقه.
يحاول الكثير من المهتمين بالشأن العراقي بشكل عام والموصلي بشكل خاص إظهار منتمي داعش وكأنهم اغراب دخلوا موصل والعراق وسيخرجوا منها بعد أن ينتصر عليهم أهلها وهذا ليس صحيحا بل إنه هروب من الواقع الذي يؤكد أن ثلاث أرباع داعش عراقيين يتواجدون بيننا وسيبقوا بيننا مستقبلا ايضا فكيف ستكون نتيجة التغيير وكيف تخدم أهلها لاحقا؟؟؟؟؟
علينا أن نعلم ان تشخيص الداء بالشكل الصحيح مهم جدا لنتمكن من ايجاد الدواء المناسب لحالة ما دون ان نتسبب في ظهور داء جديد يزيد من معاناة أهلها، وداء موصل يكمن في السياسات الشوفينية العنصرية التي مارسها المسؤولين فيها على مر الازمنة وأدت إلى النتيجة التي وصلت إليها من الفرقة والتشرذم وانحلال اجتماعي بحيث يعتدي جار على جاره الذي عاش جنبه لسنوات ويستولي على املاكه دون وازع ولا ضمير وغيرها من الأحداث التي لا تعقلها في المجتمعات المستقرة.
فالمسألة لن تحل بالغلبة على تنظيم داعش ولكنها تحل بتثقيف المجتمع لأهمية الوان المدينة المتنوعة واهمية التعايش السلمي بينها اجتماعيا وسياسيا ودينيا لتعيش الاستقرار الحقيقي الآن ومستقبلا.

#اميرة_بيت_شموئيل (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات