|
الدجال و شهداء كميرة
المصطفى العربي
الحوار المتمدن-العدد: 5576 - 2017 / 7 / 9 - 18:59
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الدجال قلت لك يا زانغارا مرارا بأن التراث العربي الإسلامي لم يفهمه أحد وكل ما يقولون عنه هو افتراء و جهل ، إن التراث العربي الإسلامي يشترط باحثا و عالما ذو مميزات خاصة ليعلمه حقا و يجتهد و يوضفه، من أجل النهضة و التقدم و العقلانية الفاضلة . الدجال هدا لإسم الذي حيرك و تطلب مني أن أشرحه لك و أبينه لك في الواقع ، طبعا من لا يمتلك أدوات المعرفة ومنها علم البلاغة فليبتعد من التراث خير له لأن هذا العلم جليل و نافع ومن العار أن تمسه أيدي الجهلة و الحاقدين و دعاة الكراهية و الجهلة المقنعين باسم الحداثة . الدجال هو من بني أدم و قد يكون شيء أخر و لكن هو من البشر عامة . من صفاته الجهل المطلق و الشجاعة في ادعاء العلم و الكذب و النفاق و هو أجهل الجاهلين و لا أمل له في أن يصبح عارفا حقا بل هو الجهل عينه . يظهر الدجال في آخر الزمان . ما معنى هذا الكلام ؟ معناه عندما يفسد العالم أو تفسد المجتمعات و يصبح الحق باطلا و الباطل حقا و الجهل علما و العلم جهل فتقلب الأمور و يختلط الحابل بالنابل كما هو عصرنا الأن ، و إذن فعصرنا عصر الدجال أو الجاجلة بامتياز . خذ التعليم مثلا أنت لا تنكر أن ما يسمى بالمعلمين و الأساتذة و الدكاترة و كل هذه الأسماء التي لا مسمى في الواقع لها هم أجهل الجاهلين ، أنت تعرف هذا فلا تخفيه يا دجال . تذكر ما يجري في الأقسام و الكليات كلهم لا يستطيعوا تكوين جملة سليمة بالعربية و يكذبون وتاريخهم تاريخ الغش من أجل سرقة ديبلومات زائفة فهم أجهل البشر في الجغرافيا و التاريخ و الدين واللغة وهلم جرة ، ولكن موظفون بأجور يسرقونها باطلا و يدعون أنهم ينشرون العلم و المعرفة و أنت تعرف هذا في واقعهم المدرسي أو ما يسمى بالهذر المدرسي أو علم الجهل و معرفة الجهل و عموما التجهيل المطلق و نهب أموال الشعب بالباطل : أفهمت الأن الدجال التعليمي و الدجاجلة ؟ كل ما هو جهل وكذب و ضد الحق و العلم هو الدجل أو الجهل أو الدجال بلغة تراثنا الجميل . في وزارة الصحة أنت تعرف مجموعة من الممرضين و الممرضات و بل حتى الأطباء جلهم يمارسون المهنة و لا علاقة لهم بها و تعرف كذلك المنكر الذي يقع في المستشفيات و العلاجات إن كانت هنالك علاجات ، هذا الفساد هو من معاني الدجال . خذ الدين ، اعلم دائما بأن أجهل الجاهلين بالغة العربية العرب و أجهل الجاهلين بالدين الحقيقي العظيم و الحنيف هم المسلمون و تذكر جيدا أن الفرق كبير جدا بل لا وجود لعلاقة بين الإسلام الحق العظيم و بين المسلمون الجهلة المنافقون الضانون الأميون . أنت تعرف المتاجرة و تجار الدين ، لا شك أنك تعرفهم و تعرف ألبستهم المسرحية و تفرق بين الكواليس أو المخزون المستور ، بين التمثيل فوق خشبات المسرح و قلت لك مرارا إذا أردت أن تفهم هذا الأمر فاقرأ ليل نهار مسرحية الخالد Molière هي Le Tartuffe . هذه الفئة من البشر أو المنافقون فيها و بها يحقق الدجال مآربه و إذا كانت هذه الطبقة دجالية و هو الواقع الكائن فها أنت عرفت معنى الفساد و الإستبداد و اللصوصية و الجهل أو التدجيل و الدجاجلة و الدجال و أمامك الأمثلة كثيرة فأنت تعرف فيديوهاتهم و صراخهم و سعرهم و خبائثهم و حقدهم فهم المنافقون و هم في الدرك الأسفل من النار . لا شك أنك تريد تمظهر الدجال في الشعب و عن أي شعب تتحدث ؟ قل من الأحسن أعشاب أو عشب الشرور . خذ مباراة في كرة القدم مثلا: هل تسمع و ترى هذه الوحوش المسعورة التي تلسعها الحشرة المعلومة في ما تعرف ؟ أيوجد دجال فيهم أكثر من هذا إنهم النمل المرعب و الخبيث ينبحون و يعبدون الأصنام من ميسي و رولاندو و رولاندو : هل فهمت أعمال الدجال ؟ و أين الزراعة و العناية بالحقول و إنتاج الثروة ؟ أفهمت جيدا عصر الدجال و أن الساعة ساعة الفساد و الإستبداد هي هذه . أما الحكومة ففيها و وسط هذه الأغوال و الغولات التي تحثي النقود حثيا دون أي عمل ، هنا يتجلى أمامك السيد سيدك الدجال . أمامك كل شيء فأنت ترى كرة أخرى في البرلمان و اللصوصية و الجهل اللغوي و الديني و الفكري و عدم الإيمان بالمسؤولية و الدوران حيث يدور الفلك : الأن عرفت جيدا الدجال . إن بقي العمر سأشرح لك نار تخرج من اليمن ، مطلع الشمس من مغربها ، دابة الأرض ، الرويبضة : هو الجهل عينه في التعليم و الحكومة و الطب و وزارة حقوق الإنسان و وزارة السكن . و صديقي حي بن يقظان إنتبه ليس ميت بن نائم ألح علي بأن أشرح له عبارة يسمعها و لايفمها : شهداء كميرة . أجل يا حي بن يقظان أتمنى منك ألا تكون من الفيسبوكيين عبدة الدجال السفهاء و أدواته الفسادة و المفسدة نجانا الله و أياك من هذا . عبارة شهداء كميرة يجب أن نحللها فالشهداء معروفون و هم المقتولون من طرف القاتلين الظالمين . أما كلمة كميرة فهذه لهجة من لهجات العامية و هي مأخوذة محرفة من الفرنسية : un Parisien وهي خبز على شكل عصا قصيرة ليست دائرية ظهرت لأول مرة في باريس . أما كميرة فهي لفظ إنجليزي ظهرت عام المجاعات حيث كان الأروبيون يوزعون الخبز على الجوعى فينادون الجائع : تعال الى هنا خذ الخبز come here وعكسها تقوله الحكومة للجائع : إنسحب إذهب إبتعد مت جوعا go out و بالهجة العامية كلكم تعرفونها و مخزونة في أدمغتكم يا أوغاد الدجال . ها نحن فككنا الأمر لغة أما تاريخا فقد كان هناك حلاج أو وزير الداخلية واجه الفقراء الجوعى و هم يطالبون بالخبز فتهكم عليهم و قال هذه العبارة : يا شهداء كميرة ! بعد أن قتلهم و هنا نقف قليلا للغوص في أمر مهم و خطير . الغني لا يحس أبدا بعذاب و ألام وجوع و معاناة الفقير ، لأن الأمر هو الوجدان و اللإحساس الفاضل و هذا هو معنى العقل عندنا . هذا الوزير الذي قال هذه العبارة متهكما على قتلاه هو يتوفر على كل الأطعمة الرفيعة و الكثيرة و الغنية و شبعان دائم كالغول أو الثور الذي لا ينقطع عنه الأكل فكيف يحس هذا بجوع الأخرين و أمراضهم و هو لم يعرف الجوع و المرض و لن يعرفهما في حياته ؟ هنا المعضلة التي يترتب عنها كل المعضلات الأخرى . الأغنياء العشرين أو الأغنياء الكبار في العالم و عددهم العشرون بالأمس كانوا في مؤتمرهم فهل هم أحسوا بعذاب جوعى العالم و مرضاه ؟ أبدا و كان بالقرب بدار بلقيس الأخرى جماعة أو شهداء الخبز يصروخون لكن الحلاج يقتلهم و لم يسمع العشرون صراخهم و لايعرفونهم هم و وجوعهم . إذن الحكومات الإنفصالية تجهل مطالب الشعوب و لا تحس بها و لاتعرفها و لن تعرفها لأن الشبعان لم يشبع إلى على حساب تجويع الجائع فكيف يحس به و يقسم معه كسرة الخبز ؟ هنا نفهم معنى مطلع الشمس من مغربها و نفهم منطق حكومة الدجال . سنعود إلى النبش و الحفر في عقدة شهداء كميرة قادما . و لنتذكر دائما أن الحلاج تهكم على القتلى أي سخر و ضحك منهم و عليهم فلا يجب التقليل من قيمة هذا الأمر : الحكومات و انتخابات و السخب و التدجيل معناه الضحك على الشعوب بالمعنى الحلاجي و القاروني و الكليوباتري و الفرعوني : هاهو المعنى الحقيقي للضحك .
#المصطفى_العربي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بين شكري و الزفزافي
المزيد.....
-
مراوح قارب تسحق ذراع شاب أثناء غطسه في البحر.. والسائق معتذر
...
-
ترامب يعلن مواصلته عقد تجمعات بأماكن مفتوحة بعد محاولة اغتيا
...
-
ألمانيا.. ازدياد شعبية الحزب المعارض لإمدادات الأسلحة إلى ال
...
-
-سرايا القدس- تعلن السيطرة على طائرة استطلاع إسرائيلية في خا
...
-
فرنسا لا تستبعد ضلوع طرف أجنبي في أعمال تخريب شبكة القطارات
...
-
أستراليا تحظر استخراج اليورانيوم من أحد أكبر المناجم في العا
...
-
صحيفة أمريكية: نتنياهو بين نارين بعد طلب واضح من قادة الديمق
...
-
إسرائيل تقدم للإدارة الأمريكية مقترحا معدلا لصفقة التبادل وو
...
-
نعيم قاسم: أعيش أفضل حياة لن أتخلى عنها وحسن نصر الله أسعد إ
...
-
سلسلة انفجارات تدوي في مدينة دنيبر الأوكرانية
المزيد.....
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
-
تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1
...
/ نصار يحيى
-
الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت
...
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
هواجس ثقافية 188
/ آرام كربيت
-
قبو الثلاثين
/ السماح عبد الله
-
والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور
/ وليد الخشاب
-
ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
المزيد.....
|