|
المؤتمرلت السياسية
جواد البياتي
الحوار المتمدن-العدد: 5576 - 2017 / 7 / 9 - 04:37
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
المؤتمرات السياسية ليس من السهل اقامة المؤتمرات بشكلها العام والسياسية بشكلها الخاص ، فهي نشاطات تحتاج الى فعاليات وجهود واموال وخبراء في تنظيم تلك المؤتمرات ، بل وتشرف عليها شركات تختص بتنظيم المؤتمرات والمهرجانات الرياضية والفنية الكبيرة ، وهذه المهرجانات تتطلب الكثير من من الجهود والوقت والنفقات ، واذا كان هناك متسع من الوقت وتتوفر من الجهود الشابة التي يمكن ان تتحمل التعب والعناء لأنجاز ما يوازي الهدف المنشود ، فإن النفقات المصروفة على اقامتها لا يمكن ان يتخيلها عقل الناس البسطاء ، فالتحضير لها يبدأ من المناديل الورقية ولا ينتهي بالطائرات والحجز الفندقي والحفلات والجولات السياحية . بعد ان وجد الشركاء في العملية السياسية فشل مؤتمراتهم الخارجية وما كان يتخللها من خطب نارية وتصريحات بعضها متوتر والاخر متوازن وبكل الاتجاهات وتحت رعاية تلك الاماكن ، ان لم ينضم اليها ممثلون عن دول اخرى ، فضلا عن الانتقاد الواضح والمستمر لهذه المؤتمرات الخارجة عن ( الحدود ) ، فقد تحرك الشركاء على الاتفاق نحو عقد مؤتمر الداخل الذي تقرر ان يكون في بغداد اواسط تموز الحالي . ومنذ الاعلان عن عقد هذا المؤتمر ارتفعت الاصوات بين مؤيد ومعارض ، فالمؤيد ، من كان ينتقد اقامتها خارج العراق لعدم جدواها في امكانية تنفيذ قراراتها داخل العراق ، بسبب الشبهات التي تشوبها بل ويشم من خلالها رائحة التدخل الخارجي في وضع التوصيات ، ومن هنا فهي تولد ميتة لولادتها في بيئة مشبوهة . ويبدو ان عقلية المعارضة اقتنعت بضرورة الانحسار نحو الداخل في اقامة هذه المؤتمرات لسحب البساط من تحت اقدام المنتقدين الذين طالما اتهموهم بالتعاون والتبعية للسياسات العدائية لتلك الدول ، فعقدوا العزم على مؤتمر موسع يعقد في الداخل تحضره كل الاطراف ، خاصة وان الحكومة لم تمانع على ذلك ولكن المشكلة الرئيسية هي في حضور بعض الشخصيات المطلوبة للقضاء العراقي ، والتي لا تستطيع الحكومة التدخل في حلها كما اعلن ذلك السيد رئيس الوزراء بعدم التدخل في اختصاصات السلطات الاخرى انسجاما مع مبدأ الفصل بين السلطات ، وما اوضحها حين التقى رئيس مجلس النواب العضو في الحزب الاسلامي والمتعاطف مع اصلاح العملية السياسية وغض الطرف عن الهفوات التي وضعتهم في موضع الشبهات . الى هنا والكلام سليم في حال تثبيت حسن النوايا ، لكن من غير السليم ان يكون المؤتمر طائفيا يمثل مكونا بعينه بدعوى البحث عن مصالحه وصناعة مرجعية له ، وهذا يعني تخندقا واضحا ليس له علاقة بالعبور بالوطن الى ضفة السلم المجتمعي على اساس الانتماء لللارض وليس على اساس الاتكاء على المكون ن ، خاصة وان الوطن سيتوجه ما بعد داعش الى مرحلة خطيرة وصعبة تتطلب تظافر الجهود للملمة الشمل ونسيان مرحلة القلق التي ولدها وجود هذا التنظيم الارهابي بسبب الخوف او المجاملة او المصلحة المادية البحتة ، خاصة وان قيادات معروفة في مؤتمر بغداد المزمع عقده في بغداد والذي سمي ( مؤتمر القوى السنية ) قد حدد الصفة الاستفزازية للمؤتمر وكإنما يدعو الى مرحلة اعادة تنظيم فكرية وعسكرية في مواجهة الكيانات والقوى الاخرى ، بدل ان يرفع صوته ويمد يده على اساس وطني حقيقي يؤمن بوحدة ارض وشعب العراق . ان تزامن انعقاد هذا المؤتمر في هذا الظرف بالذات ، خاصة بعد التغييرات في مواقف الدول الداعمة للتكتل الطائفي والحاضنة والممولة له يعني انه ، محاولة استثمار النصر العراقي الثمين على قوى الظلام للحصول على بعض ثماره ، خاصة وان هناك بعض الاصوات الصدئة النشاز التى انطلقت على لسان بعض المخلوقات ن فمنهم من ادعى ( لولا قوات فلان ما تحررت الموصل ولما كان هناك قادة طالتهم شهرة الحرب ) وهناك من يقول قوات فلان ساهمت في عمليات التحرير ، اما الناطق بلسان مجلس قضاء الحويجة يحاول زرع الخوف والتحذير من الهجوم على الحويجة من طرف خفي عندما كشف عن دخول اكثر من 1000 مقاتل من الدواعش الى القضاء مع اسلحتهم بسيارات كثيرة في الايام الاخيرة جاءوا هربا من ايمن الموصل ، وهذا التصريح مثير للجدل والشك ايضا ، فكيف خرجوا من الموصل وهي محاصرة 360 درجة واي الطرق سلكوا حتى وصلوا كركوك وكيف لهذا العدد والسيارات ان يمروا من خلال الاف السيطرات ومعسكرات الجيش والشرطة الاتحادية والحشد الشعبي ، ربما هي احدى حكايات الخيال العلمي وسواها من الحكايات المضحكة التي يراد بها تمرير تعزيز الثقة بنفوس الدواعش في القضاء . ورغم كل تصريحات الترويج لهذا المؤتمر من قبل القيادات التي تساهم فيه لكنها لم تستطع التستر على الاهداف الحقيقية للمؤتمر وهي قطف ثمار النصر المؤزر الذي صنعته قواتنا المسلحة والحشد الشعبي ، والحصول على مغانم سياسية ربما كانوا بإنتظارها لو كتب للدواعش بناء دولة خرافتهم المسخ ، انهم يحاولون الان بكل الطرق التأثير على القضاء لغض الطرف عمن صدرت بحقهم الاحكام الغيابية او صدور اوامر القبض ، لتستكمل اللعبة من اجل ان يصح المثل القائل ( خربها وجلس على تلتها ) .
#جواد_البياتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الانظمة الوراثية الرثة
-
العراقيون ، وامنيات العيد
-
العلاج من جنس المرض
-
العاصفة الترامبية ومشايخ المناديل الورقية
-
قطر .. اللهم لا شماتة
-
التوازن يبدأ من بغداد
-
لا شيء يخلق من العدم
-
الرئيس المثير للجدل وزيارته المثيرة للجدل
-
المختطفون السبعة
-
الاحزاب والانتخابات واشياء اخرى
-
الجايجي ، ذاكرة الشارع البغدادي
-
السابع من نيسان
-
عندما يكون الزيف اخر الاسلحة
-
واقع الصراع بين البرلمان والعبادي
-
احتفالات التخرج في الجامعات
-
الجبير في بغداد .. يَجبر ام يُجبر
-
غلق ملف الدولة
-
شباط ليس اسودا
-
الفساد يلد
-
ترامب ليس لغزا
المزيد.....
-
بعد 45 عاما.. العراق يعتقل قتلة رجل الدين الشيعي محمد باقر ا
...
-
إمدادات الغاز الروسي عبر -السيل التركي- إلى أوروبا تصل لأعلى
...
-
شاهد كيف كان رد فعل أسرة الأسير الإسرائيلي الفرنسي عوفر كالد
...
-
-كلفتنا دموعا ودماء-: تهديد ترامب لقناة بنما يثير ذكريات الم
...
-
الموت يغيّب أسامة الخليفي، أيقونة -الربيع العربي- في المغرب
...
-
تفاقم العنف والاختطاف في اليمن يعصف بالمساعدات الإنسانية
-
دراسة تكشف علاقة الذكريات الغذائية بالإفراط بالسمنة
-
الصحة السودانية: مقتل العشرات في هجوم الدعم السريع على سوق ب
...
-
الحرس الثوري الإيراني يعلن أنه سيكشف عن انظمة صاروخية ودفاعي
...
-
برلماني مصري يطالب الدول العربية بالتوجه إلى مجلس الأمن ردا
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|