بابلو سعيده
الحوار المتمدن-العدد: 5575 - 2017 / 7 / 8 - 13:35
المحور:
الادب والفن
مأساة الرّفاق الثلاثة " 8 "
في الستّينات من القرن 20 كانت ساحات بيوت دمشق واسعة وجميلة، وجامعتها أجمل، ونساؤها الأجمل. وكان شارع الصالحيّة أهمّ شوارع دمشق للمشوار ، والتبضّع ، وتبادل النظرات . وكان يزدحم بالشباب ، لحظة إطلالة جودي الشاميّة، والأنظار مشدودة إليها > وتنافس على حبّها ... واستملاك مشاعرها وعواطفها " رفيقان " أحدهما من سكان المرتفعات ، وثانيهما من lattakia . وبعد جهْدٍ شاقٍ وطويل ، فاز مؤقتاً في حلبة السباق " أبو رَباح " على " أبو حُطام ". لأنّ الأول اصدر حكما عُرفيّا يقضي بحبس مغنيّة قاسيون ... والوطن.... مدّة شهر ... كامل. أُعْجِب بها الفتيان . وهام بها الكثيرون قائلين . ــ كانت جودي نجمة زمانها. وقنبلة الربيع . ومن عينيها يشعّ بريق من نور. وكانت الشوارع تهتزّ طرباً لحظة تسمع أغانيها. والثلج على جبل قاسيونً يشـعر بالغيرة عندما يرى طلعتها ، وهي تردد أغنية دلال الشمالي " من قاسيون أُطلّ يا وطني " أمّا أهلها فقد أضناهم التّعب نتيجة البحث عنها في أحياء دمشق القديمة والجديدة .ولم يجدوا لها اثراً في أيّ حيّ ، أو سجنٍ . وعرِفوا اخيراً أنّها تُقيم في حيّ الشعلان في شقّة فاخرة مفروشة، استأجرها أبو رباح .... وقضى معها اجمل الأيام ... وامتع شهر .... عسلٍ عاشه في ...حياته. وافترق الرفاق ، . جُودي ... تهاجر إلى الولايات المتحدة . ابو حُطام ... يُقْتل . أبو رباح ..... يموت في سجنه .وكانت المحصلة مأساوية الرفاق.... الثلاثة .
.
#بابلو_سعيده (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟