أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبيل عودة - اسطورة -الجماهير الشعبية-














المزيد.....

اسطورة -الجماهير الشعبية-


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 5574 - 2017 / 7 / 7 - 00:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



يمكن القول ان انتخابات السلطات المحلية في البلدات العربية قد ابتدأت.
في مدينة الناصرة، المدينة المركزية للعرب في اسرائيل، أعلن عدد من الأشخاص عن جاهزيتهم لخوض انتخابات بلدية الناصرة، طبعا الهدف رئاسة البلدية وليس أي دافع تطويري .. هذا مؤجل لما بعد فرز الأصوات !!.
من المؤكد ان الوضع في القرى العربية أكثر حرارة حيث تجري المنافسة بين مرشحي العائلات بالأساس، وطبعا لا اتجاهل تأثير التنظيمات الاسلامية ودورها في هذه الانتخابات.
السؤال الذي يطرح نفسه: أين دور الأحزاب السياسية، خاصة الجبهة، التجمع، الديمقراطي العربي وغيرهم من تنظيمات (غير الطائفية)، نعرف نشاطها لكن دورها يتلاشى في أخطر وأهم قضية في مجتمعنا: انتخابات السلطات المحلية .. اذ انها تفقد تأثيرها المباشر وهي ليست ذات دور في إدارة شؤون الحكم المحلي ..أعني انها فقدت في السنوات الأخيرة مكانتها الرائدة في إدارة السلطات المحلية العربية!!
لا بد من التأكيد ان المشاركة في المنافسة على مقاعد ورئاسة السلطات المحلية، هي حق ديموقراطي لا غبار عليه، لكني اتساءل، هل الهدف هو خدمة البلدات العربية وتطورها ام ان المنافسة لها طابع قبلي، عائلي او ديني بات يسود مكان الطابع السياسي؟
المعيار العقلاني والسليم هو انتخاب الشخص المناسب القادر على ادارة جهاز بلدي والتخطيط للتطوير، وليس مجرد تحويل كادر السلطة المحلية الى كادر للرئيس المنتخب... وهي ظاهرة سادت حتى تحت ادارة الأحزاب السياسية. لذلك لوم القوائم العائلية هو نوع من رفع العتب. اذ لا ارى أي نشاط سياسي ضد العائلية السياسية والطائفية السياسية، وهي ظواهر لا تخدم مجتمعنا بالمفهوم الاجتماعي الواسع، بل تقود الى زيادة ظواهر الشرذمة وربما تعميق ظاهرة العنف أيضا!!
هناك حقيقة لا يمكن نفيها، وهو ان وصول رئيس على اساس عائلي او طائفي، لم يغير من واقع السلطة المحلية، لم تتوقف المشاريع، لم يجر تراجع في النشاط البلدي وربما التغيير كان في كادر السلطة المحلية فقط.
ما زلنا نسمع حتى اليوم قوى اليسار الراديكالي، والحركات القومية تطرح شعارات حول ما تسميه "الجماهير الشعبية". وتدعي انها قاعدتها السياسية والنضالية.
يبدو لي بثقة ووعي كامل، ان مفهوم "الجماهير الشعبية" هو وهم موروث، او حلم سياسي رطب لم يثبت نفسه اطلاقا، بل هو غير قائم الا في مخيلات قادة انتهى زمنهم وبات من الصعب ان يستوعبوا ان احلامهم الرطبة هي مجرد احلام غير قابلة للتحقق. الملاحظة الهامة هنا ان تلك المفاهيم الوهمية أضحت تشكل جزء كبيرا من الفكر السياسي للقيادات الجديدة. طبعا دون ان يفكر أي منهم ان كانت تلك النظريات صالحة اليوم ايضا رغم انها تاريخيا لم تكن الا تخيلات ذهنية.
هل كلامي بعيد عن الواقع؟
اذن فسروا لي كيف خسرت الأحزاب السياسية مكانتها الطليعية بإدارة السلطات المحلية، رغم مئات أعضائها ونظرياتها ودورها السياسي والاجتماعي في بلداتها؟ كيف فقدت مكانتها القيادية في السلطات المحلية؟ كيف هُزمت من افراد لا احزاب وكوادر نشطاء منظمين تدعمهم؟
النماذج امامنا ولا تحتاج الى تكرار.
هذه الانتخابات أيضا ستجري بظل الفقدان الكامل للتنظيمات الحزبية لدورها في السلطات المحلية، حتى المدينة الأكثر مسيسة في الوسط العربي، لم تعد "الجماهير الشعبية" للتنظيمات الحزبية قادرة على حسم المعركة الانتخابية لصالحها .. لأنه بصراحة لا توجد هذه الجماهير الشعبية الا في المخيلات !!
صحيح ان قوة هذه الأحزاب تبرز في كوادرها المنظمة. لكن لا شيء أبعد من ذلك. لا شيء يجعلها مميزة... خاصة بعد تجربة رؤساء ليسوا من تنظيمها، اثبتوا انه يمكن ان تدار السلطة المحلية بشفافية ووضوح وابواب ليست مغلقة امام "الجماهير الشعبية"!!
اذن هل من وجود حقيقي في الشارع الشعبي لما يسمى "الجماهير الشعبية"؟ لنفترض انها موجودة. هل نجحوا حقاً في تجنيدها بمعاركهم السياسية؟

[email protected]



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعيدا عن المنطق..!!
- الأصدقاء الثلاثة...!
- ساتيرا قصصية: الحمير تعقد قمة طارئة..!!
- الهوس الثقافي!!
- علي بابا والحرامية في عرض راقص لفرقة موال
- لقاء بين شقي البرتقالة
- من أجل عقلنة مفاهيمنا الثقافية
- المهمة الإنسانية
- يوميات نصراوي: كيف صار ثابت عاصي قاتلا للجنديين وهو بريء؟!
- الهدية ...
- عرض أزياء جبهوي في بلدية الناصرة
- ايام لا تنسى مع محمود درويش
- مواقف فكرية وقصة ساخرة (3)
- اربعة مواقف فكرية... وحوار بين ابن الأله زيوس وصديقه
- نموذج يحتذى للمرأة العربية المصممة على التقدم
- خمسة مواقف وحكاية واقعية ساخرة
- وقع باسمه..
- فلسفة مبسطة: اطلالة على عالم الفيلسوف نيتشه
- يوميات نصراوي: من ذكريات عيد البشارة في الناصرة
- نبيل عودة كاتب، ناقد، باحث واعلامي فلسطيني في حوار مفتوح مع ...


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبيل عودة - اسطورة -الجماهير الشعبية-