أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ليث عبد الكريم الربيعي - فيلم مركب، يغوص في المشاعر الإنسانية














المزيد.....

فيلم مركب، يغوص في المشاعر الإنسانية


ليث عبد الكريم الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 1452 - 2006 / 2 / 5 - 10:10
المحور: الادب والفن
    


في السينما الأمريكية اليوم طليعة جديدة تلقت تعليمها ووفدت للعمل في هوليود أهم معقل لصناعة السينما في العالم على الإطلاق، هذه الطليعة تمتلك مؤهلات وقدرات فنية عالية، و أثبتت بالدليل القاطع إمكانياتها التعبيرية البليغة عبر مجموعة من الأفلام التي ظهرت مؤخرا، كأفلام المخرج الهندي الأصل م. نايت شيامالان، والمخرج الصيني انغ لي، والمخرج النيوزلندي بيتر جاكسون ..وغيرهم الكثير، وفي هذا الإطار فقد برز المخرج المكسيكي الأصل اليخاندرو غونزالز اناريوتو بفيلمه (الحب القاسي Amoures Perros- 2001) الذي حصل على جائزتين في مهرجان كان السينمائي، وجائزة في مهرجان الأفلام المكسيكية، ورشح لجائزة افضل فيلم أجنبي في مهرجاني الكرة الذهبية، والأوسكار. الذي يقدم هذا العام فيلمه الثاني (21 غراما) التحفة السينمائية الواقعية التي تتشابك فيها القيم الأخلاقية والمشاعر الإنسانية.
تبدأ أحداث الفيلم بحادث غريب يؤدي إلى لقاء بول (شين بين) أستاذ الرياضيات الذي يعاني من مرض عضال في القلب، و كريستينا (نعومي واتس) التي تفقد زوجها اثر حادث مفاجئ لميشيل (داني هوستن) مع ابنتيه الصغيرتين، وجاك جوردان (بينيشيو ديل تورو) المسؤول عن الحادث والذي يغوص في حالة من الإحباط والاكتئاب بسبب الشعور الدائم بتأنيب الضمير. لذلك ينقل قلب ميشيل إلى بول المريض. هذا الأمر يجعل بول يسعى لمعرفة الشخص الذي منحه قلبه بعد موته، ولذلك فإنه يصر على مقابلة كريستينا اكثر من مرة لتحدثه اكثر واكثر عن زوجها الذي منحه قلبه الجديد وحياته الخالية من التعب والألم وانتظار الموت، ليكتشف لاحقا انه يحب كريستينا اكثر من أي شيء آخر في حياته. وكريستينا تريد الانتقام من قاتل زوجها وبناتها فيقرر القبول بهذه المهمة, لكنه يفشل في اللحظة الأخيرة من تحقيق أمنية كريستينا.
الفيلم يعطي لمحات واقعية عن الحياة في مكسيكوسيتي ويتكون من ثلاثة أجزاء منفصلة كلها تدور حول حادث مروري واحد. إذ يلاحظ أن المخرج اعتمد المزج بين عدة حبكات في الفيلم كانت تظهر وتختفي فجأة طوال مدة عرضه، وبالفعل إن هذا المزج المقصود بين الحبكات هو أمر ينم عن درجة عالية من الذوق، فانه قد يصيب المشاهد بالدهشة والحيرة في اكثر الأحيان و يجعله يشعر بدرجة كبيرة من التوتر.
هكذا قدم المخرج اليخاندرو غونزالز اناريوتو دراما رائعة تحمل أبعادا إنسانية وتفاصيل حياتية صغيرة، ربما ينقصها العمق الكافي بسبب تركيزه على كشف قدرات الممثلين في التعبير عن حالاتهم الوجدانية وقوة البناء الدرامي والتفصيلات المرئية والتقنية للتصوير المكثف الذي أداره رودريغو بريتو، وبالتالي فقد تأرجحت المشاهد بين المونتاج السريع لـ ستيفن ميريوني والموسيقى الرائعة لـ غوستافو سانتاولالا المتناسبة مع تركيبة الشخصيات المطروحة، وبين تقليدية الإيقاع وحركة الكاميرا المهتزة، هذا فضلا عن القصة الرائعة لـ غيلرمو ارياغا، الذي تعاون مع المخرج في كتابة السيناريو لها، ويبرز واضحا اتجاه النص الذي يذم كثيرا التعاليم الدينية المسيحية ويخلص في النهاية إلى ذبح الصليب الموشوم على يد جاك بعد يقينه- كما يقول- أن جل مشاكلنا سببها المسيح، مثل هذه النظرة القاصرة نوعا ما تجعل من الفيلم محط انتقاد من قبل كل المشاهدين.
وإذا كان معظم الممثلين نجحوا في إبراز الأداء الدرامي العالي وتجسيد روح النص، فان شين بين و ناعومي واتس تميزا بوضع نفسيهما في مكانة إبداعية خاصة اتضحت بقدر ما في مشاهدهما المنفصلة وتجلت بوضوح في مشاهدهما معا، ويعتبر اختيار شين بين لهذا الدور مناسبا جدا فهو مشهود له بقدرته وموهبته على أداء الأدوار المركبة، والأدوار الدرامية ذات الطابع الخاص والمميز، كذلك فان ناعومي واتس عرف عنها تألقها في مثل تلك الأدوار وهي التي برزت في الفيلم الرائع (طريق مولهولاند- 2001) للمخرج ديفيد لينش، ولا ننسى أيضا الأداء الرائع للنجم بينيشيو ديل تورو.
بقي أن أوضح أخيرا إلى أن عنوان الفيلم يشير إلى الوزن الذي يقال إن الجسم يفقده لحظة الوفاة والذي يقول البعض انه وزن الروح.



#ليث_عبد_الكريم_الربيعي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة متأنية في تاريخ السينما العراقية 3-3
- في النقد البنيوي: تحليل مشهد من فيلم الشرف
- قراءة متأنية في تاريخ السينما العراقية 2-3
- قراءة متأنية في تاريخ السينما العراقية 1-3
- عازف البيانو....موسيقى من قلب المأساة
- لغة السرد في الفيلم المعاصر
- العِلاّقة بين الرواية العربيةِ الجديدة والفيلمِ العربي
- السينما الإيرانية تكسر حاجز الصمت وتثير أسئلة قلقةمن (سعيد) ...
- مشروع شامل للتكفل بقطاع السينما
- وقوف على أطلال السينما العراقية


المزيد.....




- صورة شقيق الرئيس السوري ووزير الثقافة بضيافة شخصية بارزة في ...
- ألوان وأصوات ونكهات.. رحلة ساحرة إلى قلب الثقافة العربية في ...
- تحدث عنها كيسنجر وكارتر في مذكراتهما.. لوحة هزت حافظ الأسد و ...
- السرد الاصطناعي يهدد مستقبل البشر الرواة في قطاع الكتب الصوت ...
- “تشكيليات فصول أصيلة 2024” معرض في أصيلة ضمن الدورة الربيعية ...
- -مسألة وقت-.. فيلم وثائقي عن سعي إيدي فيدر للمساعدة بعلاج مر ...
- رايان غوسلينغ ينضم لبطولة فيلم -حرب النجوم- الجديد المقرر عر ...
- بعد ساعات من حضوره عزاء.. وفاة سليمان عيد تفجع الوسط الفني ا ...
- انهيار فنان مصري خلال جنازة سليمان عيد
- زمن النهاية.. كيف يتنبأ العلم التجريبي بانهيار المجتمعات؟


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ليث عبد الكريم الربيعي - فيلم مركب، يغوص في المشاعر الإنسانية