أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - لماذا التهجم على ثورة العشرين الآن؟














المزيد.....

لماذا التهجم على ثورة العشرين الآن؟


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 5572 - 2017 / 7 / 5 - 14:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا نكاد ننتهي من التصدي لحملة أكاذيب وشتائم وتشويه لرمز من رموز العراق والعرب والمسلمين، حتى يبدأ النفر المشبوه من مدرسة بول بريمر ومعاهد الصحافة الممولة من بريطانيا وغيرها حملة أخرى. فلم تكد تنتهي حملة التشنيع والهجاء الطائفي ضد العرب والعروبة والإسلام "الدين والتراث الإيجابي"، وضد صلاح الدين الأيوبي، و ما استتبع ذلك من إنكار لوجود المسجد الأقصى في القدس - الأمر الذي سيثلج قلب ليبرمان وأمثاله - حتى دعا كاتب معروف على مواقع التواصل لتحويل موقع المنارة الحدباء إلى مراحيض عامة متبعا خطى من سبقوه في الدعوة لتحويل ما تبقى من مساجد الفلوجة إلى مراقص وملاهي ليلية بعد قصفها، ثم تبعه بيومين أو ثلاثة شخص آخر تسانده كاتبة على الفيسبوك إلى إطلاق حملة معادية لثورة العشرين الوطنية ضد الغزاة المستعمرين البريطانيين. و لن أذكر أسماء المتطوعين الجدد في هذه الحملات المشبوهة والتي يبدو أنها مخطط لها جيدا، لن أذكر أسماءهم، إذ يبدو أن البعض منهم يريد أن يشتهر على طريقة المفضوح هيروستراتوس الذي أراد أن يدخل التاريخ بأقذر فضيحة أخلاقية ، فأحرق معبد الجميلة أرتيميس ( إلهة الصيد الأغريقية).
المشكلة هي أن هؤلاء الكتبة لا يقولون ما يمكن الرد عليه علميا، بل هم يهرفون بما لا يعرفون ولا يفهمون. إنهم يجهلون حتى ما يهاجمونه ويشتمونه بضراوة البلطجي الغبي المستأجَر. فثورة العشرين عندهم مجرد ( حلف منفعة بين إقطاعيي الأرض وسدنة الكهنوت رفضوا مشروع عراق حديث ثم هزوا ذيولهم كالكلاب بعد أن ألقى لهم البريطانيون بعظمة الإقطاع!). و هذا الشخص الشتام هنا يجهل حتى ما يشتمه، ففي الجملة نفسها يفهم القارئ أن الاقطاعيين قادوا الثورة ثم يقول أن الثورة فشلت حين ألقى المحتلون بعظمة الاقطاع للثائرين، فهل تحالف الإقطاع العراقي ( هو يقصد هنا العشائر العربية العراقية وشيوخها ) غير الموجود، مع سدنة الكهنوت (هو يقصد رجال الدين الوطنيين الذين انحازوا الى الثورة)؟ هل حدث ذلك قبل أن يفبرك البريطانيون الإقطاع كطبقة مصطنعة من خلال قانون "اللزمة" الذي هندسه الخبير الاستعماري البريطاني السير آرنست داوسن و طبقته حكومة النظام الهاشمي التابع لبريطانيا في الثلاثينات، أم بعدها؟ إن الاقطاع والإقطاعيين بشكلهم ومضمونهم الطبقي المعروف لم يكن لهم وجود في العراق آنذاك، بل كانت هناك قبائل وعشائر تعيش اقتصادا زراعيا مشاعيا والقبيلة أو العشيرة هي مكون مجتمعي وليست طبقة اجتماعية كالإقطاع يا فهيم!
وقبل البريطانيين حاول الوالي العثماني مدحت باشا تطبيق قانون الأراضي العثماني وذلك ببيع ومنح الأراضي الأميرية الى القبائل وسكان القرى ولكن محاولته فشلت وانتهت بانتهاء حكمه.
إذن في عراق العشرينات من القرن الماضي، لم يكن هناك إقطاع تقليدي، بل كان هناك ما يسميه حنا بطاطو اقتصاد الديرة المشاعي أو الممالك المشاعية المكتفية ذاتيا / ثلاثية العراق ك 1 ص100". أما عن سدنة الكهنوت، فهم كأي فئة اجتماعية، وقف قسم منها ضد أسيادك البريطانيين المحتلين ومع الثورة، و وقف قسم آخر ضد الثورة، أو اختار الصمت والحياد ظاهرا والتآمر ضدها سرا، كما يروي علي الوردي تفاصيل الثورة في مجلداته الستة التي تحمل عنوان " لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث" رغم تحفظاتي الكثيرة على منهجية الوردي التأليفية.
أما زميلته الأخرى التي تشتم ثوار العشرين وتصفهم بالعبيد، وتصف الثورة بأنها ( ثورة قبيحة أضاعت فرصة العراق بالوصول للعالمية كمثيلات للوجود البريطاني أمثال الهند وهونغ كونغ والارجنتين وسلطنة عمان والخ ) فهي تختم منشورها الركيك مخاطبة آباءنا وأجدادنا الثوار بالصراخ : ( بئساً لكم ولتاريخكم الاسود المليء بالأخطاء الشنيعة ). إن هذه السيدة ليست أكثر ذكاء من زميلها القائل بوجود الإقطاع العراقي في العشرينات والذي ألقى له البريطانيون بعظمة الاقطاع في الثلاثينات، فهي لا تعرف - مع أن الخبر معروف حتى للصبية في المدارس الابتدائية - أن الهند حررها المهاتما غاندي من الاحتلال البريطاني بالقوة الشعبية المنظمة والهائلة، و بثورة لا تختلف عن ثورة العشرين إلا بالأسلوب التطبيقي، فغاندي اختار طريق المقاومة والثورة السلمية "أسلوب اللاعنف" وثوار العشرين امتشقوا أسلحتهم البدائية كالفالة والمگوار لمقاومة الغزاة! فقليلا من الخجل و نزرا يسيرا من الدقة في اختيار شتائمكم وتلفيقاتكم وإلا طردكم مشغلوكم وأسيادكم من الخدمة!
*السيدة المذكورة تعدد إنجازات المحتلين البريطانيين وتذكر من بينها إنشاء "نادي العلوية"! هنيئا لها ولمن معها في هذا النادي.. بقي أن نعرف من رعى وأدار ويدير هذا النادي .. حزر فزر؟!
* وأخيرا هل يعلم هؤلاء الشتامون أن ثورة العشرين ( بدأت في بغداد - حيث لا إقطاع ولا سدنة كهنوت كما يقول المشنِّع الجاهل - في صيف 1920 بمظاهرات شعبية خرج فيها العراقيون ضد الاحتلال البريطاني للعراق/ موسوعة المعرفة، مادة ثورة العشرين)، ثم امتدت إلى الفرات الأوسط لتتحول إلى ثورة مسلحة بالأسلحة البدائية وهزمت جيوش الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس في معارك ملحمية عديدة منها : الرارنجية والدغارة والعارضيات وتلعفر و الرميثة وبشنة والجسر وغيرها وقتل فيها المئات من جنود ضباط بريطانيين كبار؟

*رابط موسوعة المعرفة - مادة ثورة العشرين:
http://www.marefa.org/%D8%AB%D9%88%D8%B1%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B4%D8%B1%D9%8A%D9%86
*كاتب عراقي



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حملة جاهلة وشتائمية ضد ثورة العشرين.. لماذا الان؟
- ج3/قراءة اقتباسية في كتاب تشومسكي(من يمتلك العالم)
- ج2/قراءة اقتباسية في كتاب تشومسكي(من يمتلك العالم)
- ج1/قراءة اقتباسية في كتاب تشومسكي(من يمتلك العالم)
- بغداد العباسية 10: الأطباء والمستشفيات والمكتبات
- استفتاء كردستان وحصار قطر
- أسرار المالكي غير السرية
- الاستفتاء الكردي من وجهة نظر الرفيق رائد فهمي
- البنية الخدماتية في بغداد العباسية
- إلى عادل مراد ..بالكردي الفصيح : فايده ي نيه = ماكو فايدة!
- صفة -رفيق- في بغداد العباسية و كبف استعملها العيارون والشطار ...
- العيارون والشطار البغداديون واستخدامهم لرتبة وصفة -رفيق-!
- نسخة طبق الأصل للمحاصصة الطائفية العراقية عن سيريلانكا
- برنامج مرشح اليسار الجذري الفرنسي ملينشون
- لماذا هذه الحملة التشنيعية ضد الروائي الراحل عبد الرحمن منيف ...
- الدين والدولة والعلمانية والمثال العراقي -2من 2-
- الدين والدولة والعلمانية والمثال العراقي -1من 2-
- التطهير العرقي في كوك كما كشف عنه وزير حقوق الإنسان العراقي
- بالطائفي الفصيح: لن يقبل العرب السنة بحكم الشيعة كطائفة أبدأ
- ج2 : حول رسالة عزة الدوري لحسن العلوي


المزيد.....




- بعد تصريحات متضاربة لمبعوث ترامب.. إيران: تخصيب اليورانيوم - ...
- بغداد تستدعي السفير اللبناني.. فماذا يجري بين البلدين وما عل ...
- الجيش الإسرائيلي يُباشر إجراءات تأديبية ضد أطباء احتياط دعوا ...
- قبيل وصوله طهران- غروسي: إيران ليست بعيدة عن القنبلة النووية ...
- حزب الله يحذر.. معادلة ردع إسرائيل قائمة
- الخارجية الأمريكية تغلق مركز مكافحة المعلومات ضد روسيا ودول ...
- رغم الضغوط الأوروبية… رئيس صربيا يؤكد عزمه على زيارة موسكو ل ...
- البرهان يتسلم رسالة من السيسي ودعوة لزيارة القاهرة
- كيف تنتهك الاقتحامات الاستيطانية للأقصى القانون الدولي؟
- حرائق غامضة في الأصابعة الليبية تثير حزن وهلع الليبيين


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - لماذا التهجم على ثورة العشرين الآن؟