أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كمال عبد الله - استراتيجية الوباء...الاسلام السياسي














المزيد.....

استراتيجية الوباء...الاسلام السياسي


كمال عبد الله

الحوار المتمدن-العدد: 5570 - 2017 / 7 / 3 - 00:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


(1)استراتيجية الوباء...أو...الإسلام السّياسي...

لو تمعنّا جيدا في استراتيجية الوباء لوجدناها تقوم على مبدئ بسيط جدا...ويعتمد هذا المبدأ على الفكرة التي تقول بأنّه و لكي يكون الوباء وباء فسيكون عليه أن يقضي على أكثر ما يمكن في أقل وقت ممكن وعلى أكبر مساحة ممكنة...وهي نفس الفكرة التي ينتهجها تجار الدّين من السياسيين و الشيوخ والدّعاة و غيرهم...فالمسألة ليست محصورة على فئة منهم دون أخرى...سوف لن أعود إلى ما قاله أسلافهم أو ما يقوله المعاصرون منهم لما ستمنحه هذه العودة من طوق للنجاة لهم لأنها سوف تجعلنا نتوه وراء ما يسمونه علم الجرح و التعديل أو اختلاف التفاسير...أو...أو...أو...وهذا جوهر ورقتي الحقيقية...وهذه هي الإستراتيجية المعتمدة من طرف هؤلاء...و"هؤلاء" تفيد كل من أخرج الدّين من العلاقة العمودية بين المؤمن و ربّه إلى أي شكل سياسي آخر للدّين...أيا كان هذا الشكل الذي ينطبق على الجمعيات الخيرية كما ينطبق على جمعيات تحفيظ القرآن خارج مؤسسات الدّولة الرسمية...سيكون القول بأنّ ظهور الإسلام السياسي حديث العهد مجرد سخافة لا يقبلها أي عقل...لأنّ الإسلام السياسي قد ظهر منذ انتقال محمد النبي إلى المدينة...ولم يكن خوف القرشيين من وجوده في مكة خوفا دينيا... فلم يكن خوفهم على دياناتهم يعنيهم إلا بالقدر الذي كان يشكله دين محمد من خطر سياسي على تجارتهم و سقايتهم و قيامهم على الحج فالمسألة مسألة صراع على السّلطة و ما الدّين في كل هذا سوى مظهر من مظاهر الصراع الخفيّ على السلطة العاجزة عن فهم حركة التاريخ و التحوّل من شكل ما قبل الدّولة إلى شكل جديد و هلاميّ للدّولة وإن لم تتضح معالمه بعد...وقد يبرّر هذا موقفَ سادة قريش اللذين لم يفهموا بعد ما يحصل ويجعلهم يقترحون على محمد اقتراحا لحلّ الإشكال السياسي القائم...ونجد هذا في تفسير أسباب نزول سورة "الكافرون" حيث يقول الطّبري في جامع البيان 24/703 ما نصّه : عن ابن عباس رضي الله عنهما قال أن قريشا وعدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعطوه مالا فيكون أغنى رجل بمكة ، ويزّوجوه ما أراد من النساء ، ويطئوا عقبه ، فقالوا له : هذا لك عندنا يا محمد ، وكفّ عن شتم آلهتنا ، فلا تذكرها بسوء ، فإن لم تفعل فإنا نعرض عليك خصلة واحدة ، فهي لك ولنا فيها صلاح . قال : ما هي ؟ قالوا : تعبد آلهتنا سنة : اللات والعزي ، ونعبد إلهك سنة ، قال : حتى أنْظُرَ ما يأْتي مِنْ عِنْدِ رَبّي . فجاء الوحي من اللوح المحفوظ : (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ) السورة....ونرى بأنّ قول القرآن " لكم دينكم و لي ديني " لا علاقة له لا بحرية الضمير و لا بحرية المعتقد و بأن هذه الآية قد كانت أساسا موقف سياسيا بين محمد و سادة قريش الذين كما أسلفنا لم يفهموا أصلا شكل الحراك التاريخي الذي كان يحصل...ولم يكن محمد يفهم هذا أيضا فقد كان تفكيره سياسيا أكثر مما كان دينيا و لعلّ عدم فهم محمد لطبيعة المجتمع الذي كان قائما و فهم سادة قريش لما قد يحصل لو استقر دين محمد بمكة هو الذي دفعهم إلى هذا الاقتراح الغريب...أن يعبد دين محمد سنة و أن يعبد دينهم سنة...و توضّح الأحداث اللاحقة هذه النظرة و تفسرها أكثر...فمنذ أن أصبح لمحمد أنصار خاصة عندما انتقل إلى المدينة فقد اختفى هذا المبدأ التّسامحي وحلّ محله موقف جديد صارم ...ورد في صحيحي مسلم و البخاري ما يلي نصه :
عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال :
أمرت أن أقاتل الناس ، حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، ويقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة ، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام ، وحسابهم على الله تعالى...و لن نستطيع بأي حال من الأحوال تفسير الكثير من التناقضات الواردة في الأحاديث أو في السور القرآنية إلا بإعادتها إلى الحقائق المادية التي حفّت بها...وعلى هذا المستوى أيضا تعمل ماكينة الوباء السياسي للدّين فنجد أن رجال الدّين و الذين هم في الحقيقة سدنة المعبد السياسي للإسلام، يقتطعون هذه الآيات من محتواها الحقيقي ليلبسوها مظاهرا حداثية لا تتفق أصلا مع الواقع المجتمعي الذي انتجها...و لو حلّلنا هذا النص لوجدناه يوضح مهمة محمد وأصحابه وتتمثل في شيء أصيل...حرب كل من لا يشهد أن لا إله إلا الله...أليس هذا ما نسميه اليوم بالشرعية...وهي ليست بشرعية انتخابية هي شرعية السيف... ولأن شرعية السّيف وحدها لا تكفي لأنه لن يكون هنالك فرق بينها و بين أي منطق عِصَابَوِيّ...فقد كان عليه أن يضيف إليها شرعية الدّين....يقول مسلم في كتاب الإمارة بالحديث رقم 3528 ما يلي نصّه :
حَدَّثَنَا يَحْيَي بْنُ يَحْيَي التَّمِيمِيُّ ، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، وَاللَّفْظُ لِيَحْيَى ، قَالَ قُتَيْبَةُ : حَدَّثَنَا ، وقَالَ يَحْيَى : أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْأَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبِي وَهُوَ بِحَضْرَةِ الْعَدُوِّ ، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ أَبْوَابَ الْجَنَّةِ تَحْتَ ظِلَالِ السُّيُوفِ " ، فَقَامَ رَجُلٌ رَثُّ الْهَيْئَةِ ، فَقَالَ : يَا أَبَا مُوسَى آنْتَ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ هَذَا ؟ ، قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : فَرَجَعَ إِلَى أَصْحَابِهِ ، فَقَالَ : أَقْرَأُ عَلَيْكُمُ السَّلَامَ ، ثُمَّ كَسَرَ جَفْنَ سَيْفِهِ فَأَلْقَاهُ ثُمَّ مَشَى بِسَيْفِهِ إِلَى الْعَدُوِّ فَضَرَبَ بِهِ حَتَّى قُتِلَ ."...

وإلى هذا الحدّ تكون الصورة أشدّ وضوحا...فالدين الجديد لن ينتشر إلا بحدّ السيف و لكي يكتسب هذا الانتشار شرعية فعليه أن يتسربل بشيء مقدّس...الدّين...

كمال عبد الله...تونس



#كمال_عبد_الله (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- تحذير أمريكي للصين بعد مناورات عسكرية حول تايوان
- مرشح ترامب لرئاسة أركان الجيش الأمريكي: على واشنطن الاستمرار ...
- مقتل بلوغر عراقية شهيرة في العاصمة بغداد
- ترامب يزور السعودية في مايو المقبل
- مصر: السيسي بحث مع ترامب استعادة الهدوء في الشرق الأوسط
- الداخلية الكويتية تكشف ملابسات جريمة بشعة وقعت صباح يوم العي ...
- البيت الأبيض: نفذنا حتى الآن أكثر من 200 ضربة ناجحة على أهدا ...
- -حزب الله- ينعى القيادي في صفوفه حسن بدير ويدعو جمهوره لتشيي ...
- نصائح حول كيفية استعادة الدافع
- العلماء الروس يرصدون توهجات قوية على الشمس


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كمال عبد الله - استراتيجية الوباء...الاسلام السياسي