صموئيل ميشيل نسيم
(Samuel Michel Nessiem)
الحوار المتمدن-العدد: 5567 - 2017 / 6 / 30 - 09:33
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في 17 ينايرعام 1977 كانت توجيهات السادات برفع الدعم عن بعض السلع الاساسية وبالتالي ارتفاع الاسعار من وجهة نظره الاقتصادية خطوة لابد منها لمحاولة بناء اقتصاد قوي عندما تُباع كل سلعة بثمن تكلفتها الحقيقي .. لكن نزل أباؤنا إلى الشوارع في انتفاضة الخبز - او انتفاضة الحرامية كما لقبها السادات – مما اضطر بالحكومة لإلغاء قرارتها رضوخاً لانتفاضة الشعب .. لتتوالى الأعوام وتزداد عجز الموازنة كل عام ويرتفع الدين الخارجي للدولة ويستمر انخفاض قيمة الجنية المصري من 0.4 للدولار عام 1977 في حكم السادات إلى 5.5 للدولار عام 2007 في حكم مبارك إلى 18.85 للدولار عام 2017 في حكم السيسي ....
رحلة قضتها مصر في خلال 40 عام من انتكاسات اقتصادية متلاحقة كانت من الممكن أن نتجنبها نحن أبناء هذا الجيل أن مرر أباؤنا منذ أربعين عام قرار السادات برفع الدعم .. في زمن كان عدد السكان ثلث عدد السكان الحالي .. ونسبة البطالة أقل بكثير من الآن .. ومستوى تعليمي لم يكن الأفضل لكن بالتأكيد أفضل من الآن .. وسكن بأيجار دائم مُيسر للكثير غير ماوصلت إليه أسعار السكن الآن ..ألخ .......
نحن الآن ندفع ثمن كان لابد أن يدفعه الجيل السابق منذ أربعين عام لكنه رفض فتفاقمت الأوضاع الاقتصادية والتعليمية وكل الأمور الخدمية مثل الصحة والتعليم إلى الحضيض .. فإما أن ندفع ثمن الجيل السابق أملاً في حياة أفضل لأجيال لاحقة – إن استطعنا أن ننجب أجيال لاحقه من الأصل !! - .. أو نتملص من دفع فاتورة اخفاقات الاجيال السابقة وننتظر جيلاً قادماً لتسديد فواتير أجيال ظلمها حكامها فظلموا من أتوا بعدهم أيضاً ....
تعديل نواميس الاقتصاد المصري لابد وأن تتغير أملاً في تغيير حقيقي آجلاً أم عاجلاً .. برضا الشعب أم بانتفاضته .. فمصر وصلت إلى مرحلة من التردي منذ عبدالناصر إلى الآن إلى أشده .. الأمر الذي يستوجب التغيير بحلول جذرية بعيداً عن الترقيع الاقتصادي الذي هوى بكل الخدمات التعليمية والصحية وغيرها إلى ماقبل العصر الطباشيري ....
حلول لابد منها وإن كانت بالطبع تفاقم لمعاناتنا الآن فاخفافات دولة في عشرات السنيين أمر مرهق جداً في حله لكنه شئ لابد منه قبل رحيل السيسي - الذي لابد منه أيضاً - في العام القادم ..
#صموئيل_ميشيل_نسيم (هاشتاغ)
Samuel_Michel_Nessiem#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟