أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد هشام ميسرة - سندوتش لكل جائع














المزيد.....

سندوتش لكل جائع


محمد هشام ميسرة

الحوار المتمدن-العدد: 5564 - 2017 / 6 / 27 - 23:09
المحور: الادب والفن
    


لم أكن جائعا في حياتي أكثر من هذه المرة..كنت اركب ميكروباظ وكانت تجلس بجانبي فتاة..كان في يدها سندوتش..كانت تأكل السندوتش بنهم....وكأنها عاشت حياتها محرومة ..وكنت انظر لها نظرات خاطفة فلا تسقط عيني الا على السندوتش..ولمعت في رأسي فكرة ..اذا كان جميع البشر من أصل واحد واذا كان إله البشر واحد..واذا كانت جميع قلوب البشر هي قلوب واحدة لماذا الخجل ولماذا التفكير .. فنظرت لها بجدية والتفت اليها بكامل جسمي
-بعد اذنك انا جعان ممكن آكل معاكي..
ارتبكت واحمر وجهها واعطتني السندوتش كاملا..
-اتفضل ..انا خلاص شبعت..
كل الركاب نظروا لي ..حتى السائق أصبح يرمقني من المرآة بنظرات حادة ..حتى الناس الذين يمرون في الشارع نظروا لي..تخيلوا!! قلت لها برقة متناهية..
-شكرااا
وسحبت السندوتش من يدها...
ثم وجهت رسالة لجميع الراكبين بصوت عالي
-فيه ايه يا جماعه ما تبصوا ادامكو عمركو ما شفتو حد جعان ولا ايه؟
ثم فتحت شباك العربية وصرخت في المارة..
-فيه ايه يا ولاد المره!!
فاعتدل كل الناس في اماكنهم وهم في حالة ارتباك..وقل الزحام من على السيارة..
امسكت السندوتش في البداية ..وفتحته لأنظر ماذا يوجد بداخله..
الغريب انه كان فارغا !! عيش حاااف..نظرت لها وقبل أن اتكلم رأيتها تشعر بخجل فظيع..فلم اريد احراجها أمام الركاب وصرخت امام الجميع
-يا سلام يا سلام بتاكلي سندوتش لحمه حااف ..ايه الدلع ده..انا دايما باكل لحمه بالجبنه..لحمه بالخيار..لاكن لحمه بس ..يا زيدي يا زيدي..
وصرخت في السائق.
-على جنب يا اسطا عشان هشتري جبنه من السوبر ماركت ده..
ولكني فوجئت بإمرأة تجلس في الخلف تقول
-خد يا حبيبي معايا جبنه اهي..جبنه كيري من بتاعت التموين...
فصرخت في هذه الست الفاضلة
-شكرا يا ماما ..حبيبتي يا ماما...بقولك يا اسطى عندك اعنية ست الحبايب...
فنظر لي بحدة
-لا معنديش...
فقلت لها..
-تسمحيلي يا ماما اجي ابوس ايدك..
فضحكت الست..
-تسلم يا روحي..
ولكني صممت..
-اقسم بالله لاجي ابوس ايدك..
وفعلا تحركت ..ووصلت لها..وبست يدهاا..
وفي لحظتها باست رأسي..
وبدأت اضع الجبنة في السندوتش..ثم قطعته جزئين..وقلت للفتاة ..
-تاخدي الحته الكبيرة ولا الصغيرة
-ربنا يخليك انا شبعت..!!
-لا لا شبعتي ايه ..انا هاكل كل ده لوحدي..
-شكرا انا شبعت..
-طب خلاص خدي الحته الصغيره..
-لالا..انا نازله هنا..على جنب يا اسطا..
-والنبي ما تنزلي..دنا فخور بيكي ..قمة التعاون والحب اللي جواكي للناس..ادتيني السندوتش من غير اي اعتراض او طمع..
وبدأت السيارة تقف والناس يبحلقون في وجهي!!
واكملت كلامي..
-يا سلام لو كل الناس متعاونة زيك..ممكن اطلب من حضرتك طلب..انا محتاج اربعين جنيه عشان نفسي اشتري شوية حجات تسمحيلي اخدهم منك..
-معايا 30بس ينفع..
-ينفع ..شكراا بجد
واخرجت الفلوس وقدمتها لي..وقالت
-انا نازلة..سلام..
فقلت لها والدموع تفر من عيني..
-استني..انا جاي معاكي..انا مستحيل أضيعك من ايدي..
ورأيت السائق يضرب كف بكف وكأنه يتحسر على شبابه..وكانت الست التي اعطتني الجبنة تنظر لي بمحبة وابتاسمة سمحة..
وصرخت في الجميع..
-مش هنساكو ابدا..هفضل فاكركم..
فبدأ الجميع يشاورون لي بأيديهم ويقولون لي..
-واحنا مش هننساك..مع السلامة..
ونادوني..
-استنى..استنى
ورأيت الست الفاضلة تقلع طرحتها وتفردها ويضعون فيها العصائر والأموال والفواكه الخ الخ..
وقدموا لي لفة كبيرة وقالوا
-خد يا ابني دي ليك..
ولكني صرخت فيهم..
-طلعوا الحجات دي لكل الفقراء والمحتاجين أما أنا فلي رب كريم..
فنزلت دموع الناس ..وقالت الست الكبيرة
-لا اله الا الله يا ابني..
-محمد رسول الله يا ماما
وبدأ الطريق الطويل يبتلعني..وكان يبتلع معي خيال لأنثى اعطتني كل ما تملك..



#محمد_هشام_ميسرة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شم النسيم
- الفرخة التي تكلمت
- حب في حرم الجامعة
- البواب الجاسوس 1
- اعتقال الغراب
- القلم الحبر
- مشروع الأرنب
- اجرة التروماي
- بحر الاسكندرية
- روبابيكيا
- الطفل المسكين
- بائع الأسماك
- رسالة لمن لم تأتي
- الحب في زقاق الحارة
- صديقي العزيز
- حارة العيد
- دفة حياتك


المزيد.....




- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...
- مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
- مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن ...
- محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
- فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م ...
- ختام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الأفلام الفلسطي ...
- القاهرة السينمائي يختتم دورته الـ45.. إليكم الأفلام المتوجة ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد هشام ميسرة - سندوتش لكل جائع