أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيف الامارة - السياسة الخارجية لأدارة ترامب (اشكالية العلاقة بين المنظور المؤسسي والشخصي)














المزيد.....

السياسة الخارجية لأدارة ترامب (اشكالية العلاقة بين المنظور المؤسسي والشخصي)


سيف الامارة

الحوار المتمدن-العدد: 5559 - 2017 / 6 / 22 - 23:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تتسم ادارة دونالد ترامب في مجال السياسة الخارجية بالتعارض الواضح من حيث ما يتمتع به اغلب اعضاء فريق ترامب من خبرة كبيرة في المجال الخارجي، بجانب تمسكهم بالطابع المؤسساتي، اي التيارات التقليدية التي تحكم السياسة الخارجية للولايات المتحدة منذ الحرب العالمية الثانية، والتي تؤهلهم ان يكونوا اعضاء في ادارة هيلاري كلنتون لو اتيح لها الفوز من جهة، وبين ما يمثله الرئيس ترامب من تيار معاكس لتوجهات فريقه من حيث عدم امتلاكه خبرة حقيقية في المجال الخارجي، ورفضه للتيارات التقليدية التي تحكم السياسة الخارجية الامريكية، وهذا ما يمكن لمسه في موقفه ازاء الصين، ورفضه حل الدولتين بخصوص القضية الفلسطينية، وتأكيده فكرة انتفاء اهمية حلف الناتو، ورفضه للتجارة الحرة.
عليه، ان السوأل المهم في هذا الاطار هو هل بامكان التعارض اعلاه ان يسير الادارة الامريكية بشكل ناجح؟ الجواب هو ربما.
ان التركيبة المتعارضة للادارة الامريكية المتمثلة بفريق يسير وفق التيار التقليدي، ورئيس يسير عكس التيار يسهم باعادة انتاج نظرية (الرجل المجنون النكسونية)، التي اوجدها الرئيس الامريكي ريتشارد نكسون (1969-1974) ووزير خارجيته هينري كيسنجر، والتي تقوم على دفع اعداء الولايات المتحدة على السير وفق نهج معين، لما يساورهم من شكوك ازاء رئيس مجنون لا يمكن التنبؤ بتوجهاته، ثم يقوم كيسنجر بالتعاون مع نيكسون بتوظيف مخرجات هذا النهج للضغط على اعداء الولايات المتحدة.
ان نهج ادارة ترامب المتمثل بالتصعيد على مستوى الرئيس، والمرونة على مستوى فريقه ربما يجلب ثماره في التعاطي مع الاعداء والاصدقاء على حد سواء، وهذا ما يمكن رؤيته باعلان الصين قبل عدة اسابيع وقف استيراد الفحم من كوريا الشمالية طوال عام 2017، مما جعل هذا الاعلان الضربة الاقوى التي تعرض لها الاقتصاد الكوري الشمالي، كون الصين تستورد ثلث الفحم الذي تنتجه بيونغ يانغ.
ان اعلان الصين اعلاه جاء بعد عدة ايام من قيام كوريا الشمالية بعمل استفزازي تمثل باطلاق صواريخ، وبعد فترة قصيرة من تولي ترامب الرئاسة، وتبنيه موقفا صلباً تجاه الصين، الامر الذي جعل ذلك الاعلان بمثابة رسالة الى واشنطن.
بخصوص القضية الفلسطينية اكد ترامب عدة مرات رفضه لحل الدولتين، لكن الملاحظ ان سفيرة الولايات المتحدة في الامم المتحدة (نيكي هيلي) عادة ما تؤكد دعم الولايات المتحدة لحل الدولتين.
ان توجه ترامب بخصوص القضية الفلسطينية يمكن ان يفسر كرسالة الى الفلسطينيين مفادها ان عقودا من الرفض الفلسطيني ربما لا تستمر بافراز ثمارها ضمن اطار السعي نحو نيل الدولة. اي ان هناك ثمن ينبغي دفعه من قبل الفلسطينيين لعدم تقديمهم تنازلات كبيرة، وانتظارهم الولايات المتحدة لمنحهم الدولة.
من جهة اخرى، ارسل ترامب الى المانيا فريقه المتمثل بنائب الرئيس بينس، ووزير الدفاع جيمس ماتس، ووزير الامن القومي جون كيلي، ووزير الخارجية ريكس تيلرسون لطمأنة حلفاء الولايات المتحدة الاوربيين بالتزامات الولايات المتحدة التقليدية بامن اوربا. اضافة الى ذلك لم يشر فريق ترامب بشكل صريح في زيارته اعلاه الى بعض مطالب ترامب كرفع ميزانية الدفاع لتلك الدول، الامر الذي جعلهم يجسدون نهج الاستمرارية في السياسة الخارجية.
بعد عدة ايام من تلك الزيارة اعلنت المانيا توسيع قواتها المسلحة باضافة 20000 عنصر، ومن المتوقع ان تنتهج الدول الاوربية الاخرى، بما في ذلك الدول الصغيرة نهج المانيا.
ان السياسة الخارجية ذات النهج المزدوج التي تجمع بين التصريحات الراديكالية والسياسة التقليدية تتسم بالخطورة ومن الممكن ان تاتي بنتائج معاكسة، لكن الاشهر الاولى من ولاية ترامب بينت بان تلك السياسة افرزت ثمارها بدفع الاعداء والاصدقاء بانتهاج سلوكا افضل من وجهة نظر الولايات المتحدة.



#سيف_الامارة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- سوريا.. نفل سفيري دمشق في السعودية وروسيا إلى -الإدارة المرك ...
- طبيبة: أمعاء الإنسان تمتص الحديد من المصادر الحيوانية بسهولة ...
- دراسة أمريكية: السمنة ترتبط بـ16 مرضا مزمنا
- إسرائيل تبرر قتل 15 مسعفا في رفح بـ-الشعور بالتهديد-
- -تايمز أوف إسرائيل-: نتنياهو يغادر واشنطن بخيبة أمل
- ترامب لأردوغان: لقد فعلت ما عجز عنه الآخرون على مدى ألفي عام ...
- العلماء الروس يعتزمون إنشاء نموذج رقمي يحاكي -معبد المرجان- ...
- طريقة بسيطة للسفر عبر الزمن!
- العلماء يؤكدون إمكانية تصنيع ألواح شمسية من الغبار القمري
- أطعمة على العشاء تسرّع خسارة الوزن وحرق الدهون


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيف الامارة - السياسة الخارجية لأدارة ترامب (اشكالية العلاقة بين المنظور المؤسسي والشخصي)