عبد الرزاق عيد
الحوار المتمدن-العدد: 5559 - 2017 / 6 / 22 - 13:59
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تعلق الأستاذة المحترمة نوال السباعي على أرائنا السابقة المتصلة بموضوع الانشقاق القطري عن الموقف الخليجي الموحد في التصدي للتهديدات الإيرانية ، فترى أنها لا يمكن لها الانحياز إلى أي من الموقفين، وهي تقصد بذلك ( بين السعودية وقطر) ...ومثلها الكثيرون من القراء العرب الشباب المخلصين الذيى يثير اشمئزازهم الانقسامات العربية ...
وفي حقيقة الأمر من وجهة نظرية معرفية ثقافية يستحيل الحديث عن (انحياز بين الشقيقتين الخليجيتين) ،وذلك لأنه ليس ثمة تمايزات نوعية (سوسيو –ثقافية –فكرية – واقتصادية) تستدعي انحيازات نوعية بينهما ،بل هي تمايزات تستدعيها الوظائف الاقليمية لكل دولة على حدة تجاه المجتمع الدولي المصنوع (غربيا : أوربيا وأمريكيا -إسرائيليا ) ...
فربما من حسن حظنا الاقليمي أن انتهت المرحلة (الأوبامية السلمية المغشوشة أمريكيا) مع مجي ترامب ممثل المرحلة ( الغضبية ) بعد عشر سنوات من النعومة (الأوبامية ) في السكوت على إطلاق المخالب والأنياب الإيرانية لمعرفة حدودها القصوى بالخمش والتوحش ، بما فيها الصمت الإسرائيلي المشجع لحزب الله لذبح السوريين نيابة عنه ...فكان عنوان المرحلة الجديدة، هو أن تأخذ أمريكا (ترامب ) باليمين مأعطته أمريكا ( أوباما) لإٌيران باليسار، وترافقت مع مجيء نخبة سعودية شابة لم تعد تحتمل صبر الأباء
(الأيوبي) على العنجهية والغطرسة الإيرانية ...فاندفعت هذه القيادة الشابة لكسب أمريكا إلى جانب الخليج والعرب، بعد الصهيل الإيراني بانهم احتلوا أربع دول عربية ....
لا نظن أن السعودية دفعت مايعادل نصف تريليون دولار لأمريكا، خوفا واتقاء لشر المواجهة مع العدو القطري الرهيب والخطير !!! حيث سارعت قطر بعقدتها القزمية المنتجة أمريكيا وإسرائيليا علنا دون حياء لتتشبه بإسرائيل في صغر حجمها، وذلحك لتتفه الموقف الخليجي وتعتبره موجها ضدها، وفي أحسن الأحوال ضد إيران (الإسلامية ) التي لا يحوز محاربتها حتى لو احتلت أربع دول عربية حسب اعترافها .....
الموقف الأمريكي شديد الوضوح لتنفيث الثقة الخليجية بالنفس حتى بعد النصف تريليون دولار، بتشجيع إحدى دوله الأصغر
( قطر) للانشقاق، لكي يقال إعلاميا أمريكيا ( هل من مزيد ؟؟؟)، إذ ثمة ما هو مطلوب أكثر من ذلك بكثير لكسب الموقف الأمريكي إلى جانب العرب ضد إيران ...
وعلى هذافإن الأمر لا يستدعي انحيازا في المنظومة الفكرية والسياسية نحو دول الخليج المتشابهة كتشابه الأوراق في الغابات ، بل إن الأمر يتطلب موقفا نزيها مع الذات والهوية والأنا القومية الحضارية والثقافية : أي إما أن تكون مع العروبة (الحاف بدون أي غطاء ايديولوجي يساري أو يميني) أو مع (إيران حاف فارسية انتقامية بدون أية رتوش إسلامية تخترق من خلالها وحدة العالم الاسلامي طائفيا ...
#عبد_الرزاق_عيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟