سامي البدري
روائي وكاتب
(Sami Al-badri)
الحوار المتمدن-العدد: 5558 - 2017 / 6 / 21 - 22:07
المحور:
الادب والفن
كان بغل عربة متعب لا أكثر
سامي البدري
في آخر ساعة في الذاكرة//
كنت ألقي خطابا على نادل البار العجوز،
رغم أنه لم يكن متعبا مثلي..
كان - كأي هندي أحمر، وكأي غجري يؤمن بأشيائه الخاصة -
يمسك بتلك القشة التي تسند العالم وتحول
دون سقوطه في بؤرة الخطايا التي تغضب الرب.
لم يكن خطابي ثوريا
كان عما تساقط من حكايات،
في براميل أزبال الشوارع الخلفية،
التي تصر ادارة البلدية على تحنيطها في تلك الزوايا.
ربت النادل على كتفي متفهما
وطلب مني الذهاب إلى البيت،
كأي مراهق لا يجيد مداراة سكرته الأولى.
كنت سكرانا نعم، لكني كنت بحاجة لمن يسمعني...
لمن يعيرني إنتباهه وأنا أصف الحالة للمرة الأخيرة//
كنت متأكدا أن السماء ستسقط بعد لحظات...
وكنت بحاجة لمن يسمعني وأنا أصف الحالة..
كنت بحاجة لأحد يعيرني إنتباهه، أي أحد،
قبل أن تسقط السماء على الرؤوس المكشوفة..
سقطت أنا،
كبغل أي عربة لبيع الخضر في الأحياء الفقيرة
وبقيت السماء في مكانها،
وبكامل إصرارها الذي يخرس الفقراء...
لم يكن علي أن أسقط... لكني سقطت وصمت
كهيكل أي بغل غرق في الطوفان القديم.
#سامي_البدري (هاشتاغ)
Sami_Al-badri#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟