حسام عبد الحسين
الحوار المتمدن-العدد: 5558 - 2017 / 6 / 21 - 12:49
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الدولة الكردية حلم أم حقيقة؟
"حلم الدولة الكردية" كلمة أطلقها القادة الكورد على إمكانية تحقيق الاستفتاء العام في كردستان، تمهيدا للاستقلال الجزئي ثم الكلي، وهذا حلم تأريخيا؛ منذ ان هرب "ملا مصطفى" من مضايقات "شاه ايران"، لان الأكراد في تلك الفترة قاموا بأعلان دولة كردية اسمها "جمهورية مها اباد"؛ فيها أكراد ايران وتركيا وسوريا؛ وأعلنوا ان "ملا مصطفى" وزيرا للدفاع، الا ان شاه ايران ضرب هذه الحركة، وانهزم "ملا مصطفى" إلى روسيا، وفي عام 1958 منحه "عبد الكريم قاسم" حق العودة إلى وطنه، وبعد مدة وجيزة طالب بالاستقلال.
"الاستقلال" حق مشروع؛ واحترام مطالب الجماهير واجب مقدس؛ والشعب الكردي عانى وظلم لمئة عام، من ابادات جماعية، ومعاملة من الدرجة الثانية، في زمن البعث المجرم وماسبق؛ لكن هل الغاية من طرح الاستفتاء إرادة جماهيرية ام دعاية حزبية؟، وهل له تأثير سلبي داخل الشعب الكوردي؟، وهل الوضع الدولي منسجم مع هذا المشروع؟، وماهي الإمكانية الاقتصادية لتحقيق الاستفتاء؟.
إن فشل الحزبين الحاكمين جماهيريا، وظهور احزاب جديدة، مع تزمت السيد البارزاني بالسلطة منذ عشرين سنة، والمنتهية فترة حكومته منذ اب 2005، كان الهدف الأساسي لإجراء الاستقلال في هذا التوقيت؛ أضافة إلى الصراعات الأهلية التي ستحدث بسبب الرفض والقبول، والحصار المتوقع بسبب الرفض الدولي والغير المنسجم مع الاستقلال.
الاستفتاء بحاجة إلى أموال هائلة، وكردستان تمر في ازمة مالية خانقة، والخلاف الاقتصادي مع الحكومة المركزية في بغداد، مع رفض ألمانيا للانفصال والتي تقدم مايساوي مليون دولار معونات عسكرية لمواجهة "داعش"، وتركيا ايضا تهدد بقطع علاقتها مع اربيل، ومنع تمرير نفط الاقليم الذي يمر عبر انابيبها ان قامت بالانفصال.
ولهذا أصبح "حلم الدولة الكردية" لا يمكن تحقيقه في ظل المعطيات الحالية، والتوجهات الاقليمية والدولية، والشأن الداخلي في قضية "كركوك"، وعدم وجود حاضنة لكردستان سوى العراق، رغم الدعم السعودي لاستقلال الكورد الذي يريد خلق قوة ثالثة له في المنطقة، والدعم الإسرائيلي الحليف للحكومة الكردية.
#حسام_عبد_الحسين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟