أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - مسعود محمد - من قتل جورج حاوي ... أحقاً لا تعلمون














المزيد.....

من قتل جورج حاوي ... أحقاً لا تعلمون


مسعود محمد

الحوار المتمدن-العدد: 5558 - 2017 / 6 / 21 - 08:54
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


يوم صيفي حار، كنت أشعر بدخيلتي بالقلق دون أن اعرف السبب، كنت أريد في قرارة نفسي أن أكون في لبنان، وليس في الكويت، كنت أريد أن أكون بين رفاقي في ثورة الأرز، كان يوم 21 حزيران 2005 ليس كمثله يوم، رن هاتفي ذلك اليوم باكرا، لم أكن معتاداً من وليد أن يتصل باكرا فهو ليس ممن يستيقظون في الصباحات الباكرة، أتى صوته من بعيد باكيا قال ثلاث كلمات وأقفل الخط " قتلوا أبو انيس". بقيت واقفا مذهولاً غير مصدقاً للخبر، ذهبت الى بيت نبيل حاوي شقيق جورج كان يبحث عن طائرة تقله من الكويت الى بيروت، كنت أنوي أن أرافقه، كان هناك مقعد واحد، أوصلته للمطار وحجزت لنفسي على طائرة العصر. استقبلني وليد في المطار وأقلني الى منزل أبا أنيس دون أن أقول كلمة واحدة، انها المرة الأولى التي لا يستقبلني فيها جورج حاوي بابتسامته الأبوية، كانت المرة الأولى التي لا يعلق فيها على وزني عند الباب بمجرد أن يستقبلني، كنت أبحث عن طيفه في البيت، كنت أبحث عن بسمته لم أجدها، كان الحزن مخيماً على الجميع، لم أحتمل البقاء، فقد البيت فجئة كل حيويته.
قبل أسبوع من وفاته إتصل بي وسألني إن كنت أستطيع أن أحضر الى بيروت، أتيت وإلتقيته قال لي سنعود للعمل، وإتفقنا أن نسافر معاً الى ليبيا، واليمن وكردستان، ذهبت للسفارة اليمنية في بيروت وضعت الفيزا على جوازي، وكان يجب أن نلتقي لنسافر معاً، تركني في محطة الإنتظار وسافر لوحده، إنها أول مرة يخلف أبا أنيس وعده معي.
طال ارتحالك ما عودتنا سفرا أبا المساكين فإرجع نحن ننتظر
سألته حين التقيته قبل مقتله، عن سبب إستخفافه وعدم إتخاذه تدابير أمنية، ضحك وقال لي " لا تقلق يا رفيق، لا أحد يريد أن يقتل جورج حاوي". أخطأ هذه المرة أبا أنيس فهو لم يقدر مدى حقدهم عليه، وهو المقاوم الأول، والمحاور الأول، صاحب المبادرات الوطنية، لم يكن إغتيال جورج حاوي صدفة، بل كان قراراً واعياً الهدف منه تعطيل منطق الحوار، والتغيير، فمن كان أقدر منه على الحياد، وخوض الحوارات مع المتناقضين.
في ذكرى اغتيال جورج حاوي، لن أتكلم عن دوره في مقاومة إسرائيل، ولن أتكلم عن وطنيته، ولن أتكلم عن أدواره العربية والقومية، سأطرح سؤال واحد على رفاق جورج حاوي المخلصين لقضيته، من قتل جورج حاوي؟ هل فعلاً لا تعلمون؟ الم يكن هناك أي دليل في سيارته؟ من كان داخل سيارة جورج حاوي قبل الإغتيال؟ وماذا ترك خلفه؟ هل تخافون من الإشارة الى قاتله؟
أخرج علينا يا سيد حسن نصرالله وأحلف يميناً أن لا يد لحزبك بإغتيال قائد مقاومة إسرائيل؟
أخرج علينا يا حنى غريب وقل لنا أن قاتل جورج حاوي لا يعيش بين ظهرانينا.
كان أكثر ما يقلق النظام السوري بعد إغتيال الرئيس الحريري وجود شخصية مثل جورج حاوي في صفوف ثورة الأرز وذلك لفكره ولقدرته على المناورة، والحشد، والمواجهة، لبنانياً وعربياً، فهو من أشجع قادة الرأي في لبنان، فضح عمالة الطبقة السياسية للنظام السوري، وقال لهم " عيب ان يقبل السياسي اللبناني بأن يستدعيه ضابط سوري ويقبل منه الإهانة لأنه مرتبط به بالسمسرات، والسرقات، والمصالح الإقتصادية"، كان يريد إسقاط رأس النظام الأمني الذي نصبه النظام السوري حاكماً على لبنان، كان يريد إسقاط ذلك القاطن في قصر بعبدا، ويحتفي بقتل شهدائنا، ويبارك قتلهم، ويمشي بجنازتهم، وقف يومها البطريرك صفير بوجهه ورفض إسقاط الرئيس الماروني في الشارع، رغم كل تاريخه النضالي الناصع، أخطأ البطريرك صفير وتسبب منعه باسقاط إميل لحود، بسقوط مزيد من الشهداء، وبإطالة عمر النظام الأمني اللبناني السوري، وتكريس وجوده في لبنان.
النظام السوري ليس بريء من دم جورج حاوي.
لو خرج علينا بشار الأسد، وحلف بكل الكتب السماوية إنه لم يأمر بقتل جورج حاوي، لما صدقناه.
دم جورج حاوي بعنق أهل بيته الذين كانوا أكثر من أهانوه في مماته بتجهيلهم قاتله، رغم علمهم به.
أظنها طلقات الغدر حين هوت تكاد لو أبصرت عينيك تعتذر.



#مسعود_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقسيم سوريا بانسجام أممي وايراني
- رسالة الرؤساء السابقين ... عودوا للشارع
- ابا عدنان ... بسمة تغيب كغروب الشمس
- الخلاف السعودي الايراني و دور الكرد والأقليات الايرانية
- 2016 عام التخلي والهزيمة ... الأمل بأكراد ايران
- حزب الله ثقافة الموت واللون الأسود
- بشتونستان ... حلم يخنق بين باكستان وطالبان ... حكايات البحر ...
- حزب الله ... يعري الحريري وعون
- شيوعيو لبنان هزموا اسرائيل ... وسوريا ذبحت مقاومتهم
- تمام سلام وجبران باسيل ... وجهي العملة
- كرد سوريا ما بين الوحدة والبحر
- الإمامين الخميني والصدر ... علاقة شائكة لحد التخلي
- الحسكة هل تعيد رسم خريطة التحالفات
- حلب ... حرب الدولاب والطيران
- استيقظوا ... هو أبا محمد وليس محمداً
- خير أمة ... تستعرض بالقتل
- ناجي العلي ... حنظلة ... فلسطين
- اردوغان والسيسي ... وجهان لعملة واحده
- ليليان ... هي مصر وهي حريتها
- لرفاق جورج حاوي ... لا تخذلوه


المزيد.....




- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...
- رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51 ...
- العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل ...
- أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - مسعود محمد - من قتل جورج حاوي ... أحقاً لا تعلمون