أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد جابر الجنابي - التكفير مطلقا..والتكفير الديني خصوصا.














المزيد.....

التكفير مطلقا..والتكفير الديني خصوصا.


محمد جابر الجنابي

الحوار المتمدن-العدد: 5558 - 2017 / 6 / 21 - 02:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن خطر التكفير( مهما كانت ايديولوجيته وانتماءاته) لا يقل عن بقية المخاطر التي يواجهها المسلمون خصوصا والبشرية عموما ، بل هو الخطر الأكبر و مصدر كل الأخطار والشرور والأزمات والدمار، لأنه يتحكم بالأوطان والشعوب بطريقة تقوم على أساس الفكر والخطاب القمعي والانفعالي، واستنفار الصراعات، وإشعال الفتن، وتفتيت النسيج المجتمعي، وتقطيع أواصر الوحدة والتماسك والمحبة، وإشاعة الفوضى والأزمات التي تتغذى وتعتاش عليها، وتغليب المصالح الشخصية والنفعوية والفئوية على مصلحة الوطن وبني البشر،
والتكفيرعبارة عن تشدد وتعصب وتحجر فكري وسلوكي، يحيط نفسه بسور يدفع به نحو الانغلاق والتقوقع فيشعر صاحبه متوهما بأنه الحقيقة المطلقة التي يجب أن يذعن إليها الجميع ولو قسرا مما يدعوه إلى ممارسة العنف والقمع وإلغاء الآخر، ولذلك نجد أن مَن يتبنى هذا المنهج الإقصائي لا يملك إلا قناعات وأفكار ورؤى جامدة لا تنطلق به نحو آفاق الحياة الواسعة وثقافة التعايش السلمي واحترام الآخر، ولهذا يعمد اصحاب هذا النهج دائما إلى تغذية قواعدهم بثقافة مضطربة تقوم على أساس الغلبة وتقديم المصالح الفئوية على المصالح العامة، وعلى هذا المنهج تصدر الفتاوى والأحكام والقوانين والسنن والمواقف وتُرسم المشاريع وتُحاك المخططات فهم يهيئون الأجواء والظروف والأفكار والنفوس لمشروع تكفيري اقصائي قاتل سافك للدماء تحت عنواين برّاقة لخداع واستقطاب القواعد الشعبية من حيث لا يشعرون حتّى الوصول إلى استحكام المشروع، ثمّ الانقلاب على شعوبهم إن استلزم الأمر، وتصفيتِهم بالمبررات نفسها في تصفيّة الآخرين، وتشتد خطورة التكفير عندما يُغلَّف بغطاء ديني كما هو الحاصل في اغلب الأحيان،
ولهذا صار لزاما على جميع من يعيش في هذا الوطن خصوصا، والبشرية عموما دراسة وتحليل الأثر المدمر لنزعة التكفير وما بثه ويبثه من سموم الفرقة التي ادت الى تمزيق وحدة المسلمين خصوصا وغيرهم عموما بعمق ودراية وحساب ما تثمره هذه النزعة المقيتة من اشواك الكراهية والاحقاد، وفق ضوابط موضوعية لحصد ما يترتب عن ذلك من تشرذم وانقسامات فيها ضياع المجتمع، وكذلك لابد من مراجعة مراجع التعليم في عموم مدارس وجامعات الدول الاسلامية، وغيرها واحكام السيطرة التربوية والتعليمية على الآليات والبرامج المنهجية التي تخلف فوضى الحكم بالكفر والفسق على الاديان السماوية عموما والمسلمين خصوصا، فضلا عن غيرهم من بني البشر، حتى نقطع دابر التنظيمات المتشددة التي اخذت من التكفير وخصوصا فكر ابن تيمية منهجا وفكرا ورسالة لتستعيد الأمة وحدتها وقوتها وقدرتها على مواكبة الأمم المتقدمة، وتنعم البشرية بالسلم والسلام والوئام والتحضر بعد ان يتم استئصال كل الوان التكفير الديني وغيره.



#محمد_جابر_الجنابي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعاير الشرعية العلمية...لا معايير التكفير والرجعية.


المزيد.....




- اتهمت جيفري إبستين باستغلالها جنسيًا.. رواية فيرجينيا جوفري ...
- فيديو: انهيار ناطحة سحاب في بانكوك جراء الزلزال يثير تساؤلات ...
- إسرائيل تعلن توسيع نطاق عمليتها العسكرية في غزة مع إخلاء -وا ...
- عملية أمنية أوروبية تطيح بشبكة ضخمة لاستغلال الأطفال جنسيا و ...
- اتهام موظف رفيع في وزارة أمريكية بالقرصنة الإلكترونية
- مستشار ترامب: الرئيس قادر على إيجاد طريقة للترشح لولاية ثالث ...
- مشروبات الجمال والصحة
- -ما حدث في غرينلاند يمكن تكراره في إسرائيل- - هآرتس
- ترامب يستعد لـ -أم المعارك- التجارية: العالم على شفير هاوية؟ ...
- مناورات صينية بالذخيرة الحية حول تايوان تحاكي ضرب موانئ ومنش ...


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد جابر الجنابي - التكفير مطلقا..والتكفير الديني خصوصا.