شذرات 3

شعوب محمود علي

الحوار المتمدن-العدد: 5560 - 2017 / 6 / 23 - 04:57
المحور: الادب والفن
    

فرشت بالجمر قرطاسا من الناري
وعدت أخمده في ثلج أسفاري
ومن ذراعيّ ريشاً قد غرست لها
لكي تدور محيطاً في سما غاري
000
كم قد غرست من الحروف مشاتلاً
ملأت سلالي فواكهاً ونجوما
فشكرت من أعطى وكان عطاءه
فيضاً يغطّي العالمين كروما
000
ديلاب نحسي دوّار على أٌفقي
وقد يغادرني ظلّي على نفق
لم اتّعظ زمناً في يومي أحترقت
أوراق عمري على نار من الأرق
000
تلوح كلّ النجوم الخضر مزهرة
في بئر ماء طغا وانساب للحدق
تضيء لي عتمة البيداء تغمرني
والماء جاء يهنّيني على رمقي
000
كلّ المواكب مرّت من بوادينا
تشدوا ويرسم وجه الأرض حادينا
كلّ الكؤوس هنا جفّت وما رويت
وخمر كأسي يروّى النخل والتينا
000
مرّ الصبا وقناديل من العنب
معلّقات على الاغصان كالذهب
هتفت (أُمّ جميل) اين ذاهبة
فالباب موصد حتى عن (ابي لهب)
...
لقد ضعنا وبوصلة البراري
تؤشّر عند صبح ام دجاه
فكلّ لا يدوم على مقام
وكلّ لا يغير ما اعتراه
...
في سومريّة بستان اجول بها
والسحب مثل حليب التين تمطرني
عمري يذوب كشحم فوق مقلات
وبثّ عطر حروفي من عذاباتي
...
مللنا من الجمال وما ادّعاه
وعدنا للقبيح وما اصطفاه
فايّاً نقتدي عجزت عقول
مقارنة الظهور وما خفاه
...
ففي الاضداد حيرة كلّ راج
لمن يكن السموّ وما رجاه
تعالى الله ذاك له صفات
وتحت الجلد ربّ سناً طواه
...
ونجم الحسن حين نراه نجماً
تألّق بيننا ودنا سناه
ركضنا في الزمان ونحن نشقى
ولا ندري هوانا ام هواه
...
شربنا مرارة الايّام جيلاً
وجيل التال في زمن الصفاء
وهذا النخل جفّ عليه سعف
وقد لويت رؤوسه في النماء
...
تمرّ عصور هذي الأرض فتحا
وتخدشها هوام الأرض جرحا
فلا قمر يضئ ولا نجوم
بظل العمر ليلي كان صبحا
...
لكم غذّيت ثعباناً تورى
وتحت الجلد ما ستر اللحاء
لعين انت عن كبر تولّى
بواد حيث باء الاشقياء

وان طال الزمان فقد بطرنا
على ما كان يرفعنا الاباء
...
حيّرتني واشعت النار في بدني
والثلج كان غطائ الثلج دثّرني
حتى النجوم بكت حالي وقد ذرفت
دمعاً من الجمر ما يجري فيحرقني
...
قلت الحدائق ضجً الورد منتشياً
بالعطر ينشر افراحي على سنني
طهر الدماء تجلّى تجرحه
والجرح يرفض لمّا حيط بالدمن
...
غضّت سفائني طرفيها لهجرتها
دارت معانقة الشطآن في يوطن
هو المدار مدار الشمس بها
والبدر يأتي على مهل بلا منن
...
سبّحت الفاً وقبّلت الحجاربه
ولست انحر قرباناً الى وثن
وما كسرت قيوداّ غير واعدة
وما عبدت على كفر يراودني

#شعوب_محمود_علي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات