مروة التجاني
الحوار المتمدن-العدد: 5555 - 2017 / 6 / 18 - 05:11
المحور:
الادب والفن
أيتها الريح العنيفة ، يا صيادة السحب ،
يا قاتلة الكآبة ، يا كناسة السماء ،
أنت يا من تئنين ، كم أحبك !
ألسنا البشائر
لذات البواكير
ذات المصير الواحد منذ الأزل ؟
هنا ، على الطرقات الصخرية الزالجة ،
راقصاً إلى لقياك أهرع
راقصاً على إيقاعك وغنائك :
أنت يا من بلا مجاذيف وقارب ،
يا شقيقة الحرية ،
تثبين فوق البحار المتوحشة .
ما كدت أفيق حتى سمعت نداءك ،
فأسرعت نحو الجرف ،
نحو الصخور الصفراء على حافة البحر ،
مرحبا ! ها أنت شبيهة المد المضىء .
السيل الماسي ،
تنزلين من الجبال منتصرة .
على سطوح السماء الملتحمة ،
رأيت خيولك تعدو ،
رأيت العربة التي تحملك ،
رأيت حتى حركة اليد
على ظهور الخيل ،
كالبرق تهوي بسوطها .
من العربة رأيتك نازلة
تستعجلين السباق ،
قصيرة كما السهم رأيتك
مستقيمة تطلعين في الوادي ، _
كشعاع مذهب يعبر ورود بداية الفجر .
على ألف متن ارقصي الآن
على متون الصفائح الخادعة
التحية لمن أبدع رقصات جديدة !
لنرقص إذن بألف طريقة ،
ليكن أسم فننا - الحر !
ولنسم مرحاً - عرفاننا !
لننتزع من كل نبتة زهرة
على شرفنا ، ورقتين لتاج !
ولنرقص
كما الشعراء الجوالون
مع العاهرات والقديسين ،
رقصة ما بين الله والعالم !
الذي هو
مع الريح لا يعرف الرقص ،
الذي كما العجوز بالمحارم يلتف ،
الذي هو
منافق وفخور وخير عن خداع ،
عليه بترك جنتنا .
لنطرد غبار الطرقات
من فوق أنوف العليلين ،
لنروع الواهنين ،
لنطهر كل السواحل
من لهاث الصدور الناشفة
والعيون معدومة الجرأة .
لنطرد ما يكدر السماء ،
وما يعتم العالم ، وما يجذب السحب !
لنضئ مملكة السماوات !
لنجأر .. أنت الحرة
أكثر من كل العقول الحرة ،
معك ، سعادتي تجأر مثلما العاصفة .
وخذي ،
كي تكون ذكرى السعادة هذه الخالدة ،
خذي إرث هذا التاج !
وارمي به عالياً ، وارمي به نائياً ،
مباغتة به السلم الملائكي
وثبتيه على النجوم ، هنا .
- ديوان نيتشة / أناشيد العقول الحرة
#مروة_التجاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟