أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخميسي - قطر صغيرة قد تشعل حربا كبيرة














المزيد.....

قطر صغيرة قد تشعل حربا كبيرة


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 5554 - 2017 / 6 / 17 - 11:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أسئلة كثيرة بحاجة إلي التفكير يثيرها إعلان مصر والسعودية والبحرين والإمارات واليمن وحكومة شرق ليبيا قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر واحتمال تعليق عضوية قطر في الجامعة العربية، وذلك كله بسبب" تدخل قطر في الشئون الداخلية ودعم الإرهاب". ويترافق قطع العلاقات بالتلويح بمواجهة"الإرهاب"– أي قطر- بالاعتماد على"التحالف العسكري العربي". نحن إذن نواجه احتمال شن حرب تأديب صغيرة أو حرب كبيرة على قطر. ومما يثير الاستغراب و يدعو للتأمل هنا أن طرفي الصراع : قطر من ناحية، ثم مصر ودول الخليج الأخرى من ناحية، تدور كلها في فلك الهيمنة السياسية الأمريكية التي تبلغ حد وجود قواعسد عسكرية أمريكية ضخمة فيها، وهي دول لم يسبق لها أن قامت بمعارضة أي خطوة أمريكية من قبل حتى أن القواعد الموجودة بها استخدمت في الحرب على العراق، ولا تستطيع تلك الدول– سواء قطر الإرهابية أو السعودية عدوة قطر الارهاب – أن تؤجج صراعا يمس المنطقة من دون ضوء أخضر أمريكي أو موافقة صريحة. ولا يتقبل العقل هنا أن تشن دول تجسد المصالح الأمريكية حربا على طرف منها يجسد هو الآخر المصالح الأمريكية، وإلا أصبحنا إزاء أمريكا وهي تحارب أمريكا. لذلك تحديدا فإن قطر الصغيرة قد تكون مخلب قط لجر الخليج إلي حرب مع إيران، يتحقق فيها لأمريكا وإسرائيل الكثير من المكاسب الاستراتيجية. في مقدمة تلك المكاسب ضرب إيران وتصفية ما تمثله، أو قد تمثله، من خطر عسكري، نووي، على إسرائيل. وبالمرة تصفية حزب الله الذي يستمد بعض قوته من التسليح الإيراني، وهو الحزب الوحيد الذي أثبت للمرة الأولى في 2006 أن من الممكن هزيمة إسرائيل بحرب شعبية غير نظامية. استدراج إيران للحرب – ويقوم النظام المصري بدور فعال في تلك الخطة- سيضمن لأمريكا وإسرائيل أيضا استكمال الإجهاز على النظام السوري. أما الأشد خطورة فهو أن تتكفل تلك الحرب التي قد تتخذ قناعا دينيا – سنيا شيعيا – بتقويض دول الخليج في حربها على إيران، خاصة بعد أن استطاعت أمريكا أن تهدم الدولة في العراق وليبيا واليمن وتحاول ذلك في سوريا الآن. وربما – من وجهة نظر أمريكية – يكون قد آن الأوان لهدم دول الخليج، وإضعاف مجلس تعاونها الخليجي كشكل اقليمي، وإجبارها على اتخاذ آخر خطوات تسوية سياسية سلمية مع إسرائيل، تسوية صريحة وعلنية لا تكتفي بفتح مكاتب تجارية أو باتصالات وزيارات سرية، بل باتفاقيات علنية صريحة تقر بيهودية الدولة الاسرائيلية وحدودها والتطبيع الاقتصادي والسياسي معها. من ضمن ما قد يكفله المخلب القطري أيضا تصفية " حماس" التي تتهم قطر بإيواء قادتها وتمويلهم ودعمهم، وقد تجد إسرائيل في حرب خليجية إيرانية فرصة ذهبية للصراخ حول ضرورة تصفية " الارهاب" وحماس في غزة، ويؤكد ذلك ما كتبه " سيث فرانتسمان" في صحيفة " جيروزاليم بوست" الإسرائيلية من أن هناك خمسة فوائد لما أسماه الخروج القطري، أهمها " كسر شوكة حماس وإضعاف قوتها". وتتزايد الشكوك حول أن المقصود بمواجهة الارهاب هو إيران وليس قطر إذا لاحظنا أن التصعيد الأخير جاء عقب زيارة الرئيس الأمريكي ترامب للسعودية في 20 مايو وصدور بيان مشترك كان أهم مافيه تأكيد الطرفين على أن:"التدخلات الايرانية تشكل خطرا على المنطقة والعالم، وأن الاتفاق النووي المبرم مع إيران يحتاج إعادة نظر.. ونزع سلاح التنظيمات الارهابية مثل حزب الله"! إن البيان السعودي الأمريكي الذي توجت به زيارة ترامب للرياض يكاد أن يكون وثيقة تجسد المطالب الاسرائيلية بشأن إيران وحزب الله. أما قطر فإنها تكاد أن تكون ذريعة لا أكثر، يؤكد ذلك ما كتبه " سايمون هندرسون" مدير برنامج الخليج في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى- في صحيفة " فورين بوليسي"- وقوله إن الهدف الشكلي لتحرك السعودية ودول الخليج هو قطر.. لكن تلك الدول كانت منذ وقت طويل تمهد لحرب مع إيران"، أما قطر فإنه يمكن مقارنتها مع اغتيال الدوق فرانز فرديناند في سراييفو عام 1914، حين لم يكن اغتياله سوى شرارة لاشعال الحرب العالمية الأولى. في سبيل تحطيم دول الخليج، بعد العراق وليبيا واليمن،وفي سبيل استنزاف إيران، ومن أجل خلق مناخ مناسب لكسر شوكة حماس، وضرب حزب الله، في سبيل خريطة جديدة للمنطقة يمكن لأمريكا أن تحتمل صورة حليفها الصغير قطر وهو يتلقى عدة صفعات إلي تفتح باب الحرب المقصودة. في كل الحالات يظل الاتهام السعودي لقطر بالارهاب غير مقنع كذريعة للاجراءات السعودية، وهذا بالضبط ما يثير التساؤلات حول الأسباب الحقيقية لقطع العلاقات مع قطر، على الأقل لأن السعودية ذاتها – التي يغضبها الإرهاب القطري- متوغلة في ذلك الطريق، على الأقل لأن مصر حينما أشارت في ديسمبر العام الماضي إلي الدور القطري في تفجير الكنيسة البطرسية في القاهرة، كانت السعودية على رأس مجلس التعاون أول من دافع عن قطر! وجاء دفاعها في 16 ديسمبر على لسان الأمين العام للمجلس عبداللطيف الزياني الذي أعلن أن "التسرع في إطلاق التصريحات دون التأكد منها يؤثر على صفاء العلاقات المتينة بين مجلس التعاون ومصر". فما الذي جرى وما الذي جد ما بين دفاع السعودية عن قطر الارهابية منذ نصف عام وإعلان السعودية الحرب على قطر الآن؟. ليس الارهاب ما يشغل السعودية، لكنه شيء آخر.
د. احمد الخميسي. كاتب مصري



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طلعت حرب .. نحن والماضي
- في المرأة يكتمل ظهور الحقيقة
- عبقرية عبد الوهاب وتهمة السطو الفني
- مازن معروف .. نكات للمسلحين
- أبناء الورق والانترنت
- تحرش - قصة قصيرة
- الصحافة .. بداية ولا نهاية
- بيسا - قصة قصيرة
- الغنيمة - قصة قصيرة
- عرفانا ومحبة في عيد المرأة
- طاهر البرنبالي .. انتصار المستحيل
- هل نطالب الأزهر بتكفير داعش؟
- على ربوة - قصة قصيرة
- أماني الخياط دعوة إلي إبادة الشعب !
- أبو المعاطي أبو النجا .. كل كلمات الوداع مرة
- أبو المعاطي أبو النجا .. سلامتك !
- محمود عبد العزيز .. ألفة النجوم
- وداعا دكتور محمد محروس
- في البحرين أزمة من الطبل والزمر !
- من الذي لم يبصق في وجه الشعب المصري؟


المزيد.....




- رئيس وزراء إسرائيل السابق: السبيل الوحيد لحماية إسرائيل هو ا ...
- قطر تستضيف مفاوضات جديدة حول غزة وألمانيا تدعو للتوصل لاتفاق ...
- البيت الأبيض: على مادورو الاعتراف بفوز منافسه زعيم المعارضة ...
- حميميم: طيران التحالف الدولي بقيادة واشنطن انتهك قواعد أمن ا ...
- رجل أعمال ألماني يؤكد أن روسيا ستستحوذ مستقبلا على جميع الأس ...
- منسق العمل السري: الضربات على ميناء أوديسا استهدفت ترسانة لل ...
- ليبيا تعلن حالة الطوارئ الصحية لمواجهة جدري القردة عقب تفشيه ...
- روسيا تهدد.. عمق أوكرانيا مقابل كورسك
- -القسام- تنشر مشاهد استهداف جنود إسرائيليين متحصنين داخل الم ...
- رئيس الأركان الإسرائيلي: جاهزون لقرار القيادة السياسية سواء ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخميسي - قطر صغيرة قد تشعل حربا كبيرة