|
نكسة فتح والشيزوفرينيا السياسية
مصعب محمد عيسى
الحوار المتمدن-العدد: 5552 - 2017 / 6 / 15 - 03:14
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كسة فتح والشيزوفرينيا السياسية بعد كل الزهايمر الذي أصاب حركة فتح وتصريحاتها السياسية المصابة بالعجز الثوري أصبحت أقرب إلى الأنظمة الكهلة التي لاتمثل الشعب ومؤسساته بأي شكل من الأشكال فمن ثورة بنادق لكامل التراب الوطني الفلسطيني إلى تنسيق أمني مقدس يستجدي الكنيست الإسرائيلي للحصول على تصريح عبور لقائد حركة فتح محمود عباس من أجل حضور مؤتمر خارج حدود السلطة أو الإستجداء في طلب رضا الجانب الاسرائيلي للسماح لقيادات لجنتها المركزية بالعبور بين حواجز الضفة الغربية الواقع أغلبها تحت سيطرة الحكم الذاتي الأوسلوي لكن الزهايمر الفتحاوي ذهب أبعد من اعتبار الخيانة وجهة نظر من خلال تصريحات عضو لجنتها المركزية المدعو جبريل الرجوب الذي تخلى في تصريحاته عن أهم معلم من معالم فلسطين التاريخية وهو حائط البراق في المسجد الاقصى الأمر الذي وصفته قيادة فتح بالمرفوض وقامت بإجراءات ضد رجوب من خلال فصله من قيادة حركة فتح وسحب كل صلاحياته ولكن رجوب لم يأتي بهذه التصريحات الخيانية من بيت أبيه وهو ليس قاعدة شاذة عن قيادات حركة فتح فتصريحات عباس القائد السياسي لحركة فتح قد أعطت الضوء الأخضر لرجوب وغيره للكشف عن الوجه الحقيقي لسياسة هذه الحركة التي لادين لها فقبل أعوام صرح عباس من خلال أحد المؤتمرات أنه تخلى عن مسقط رأسه صفد كونها لاتتناسب وطبيعة الخرفنة الفتحاوية. إلى أبعد من ذلك طارت عقول قيادات حركة فتح لتصل لحد الشيزوفرينيا السياسية وهي اختصاص فتحاوي بحت فمنذ أيام مرت علينا الذكرى الخمسين لنكسة حزيران التي أجهزت على ماتبقى من فلسطين وبعض الأجزاء العربية وفي ظل هذه النكسة يطل علينا أحد قيادات اللجنة المركزية لفتح المدعو فاروق القدومي أبو اللطف من وكره بقلب العاصمة التونسية في لقاء صحفي مع إحدى وسائل الإعلام العربية حيث شرق أبو اللطف وغرب في سرد محاضرة مدرسية عن الآثار الجانبية للنكسة وأضرارها وفوائد حركة فتح بعد النكسة وكيف أن فتح أعادت الكرامة للعرب بعيد نكستهم بأقل من سنة واحدة ولكن يبدو أن أبو اللطف نسي أن الثورة لمن صدق وليس لمن سبق ومانفع أن احفظ ذكرى النكسة واحفظ ماضي فتح عن ظهر قلب في حين أن التسوية السياسية بدأت بشكل فعلي بعد أعوام على معركة الكرامة منذ برنامج المرحلة الذي مهد لاوسلو ولمسخ الدولة بقيادة الزعيم عرفات ومعه مهندس التسوية محمود عباس الذي يتراس حركة فتح الآن واليوم وبعد مرور عقود على معركة الكرامة أصبحت فتح بلا كرامة سياسية ولاقاعدة أخلاقية ولا حاضنة فكرية فقد أصبحت عبارة عن طبول تسحيجية تقرع لمناصب وأموال زجت في معركة السياسة الكيدية. في سياق النكسة وذكراها يسهب أبو اللطف في هرطقة لاتسمن ولاتغني من جوع حين بدأ يمارس دور المسحج الهرم بتوجيهه تحية كبيرة لقيادة حركة فتح ولجنتها المركزية مشيراً إلى دورها البطولي والصامد كما يدعي في وجه المحتل الإسرائيلي ، هنا يبدو الزهايمر السياسي جلياً واضحاً في هذه الهرطقة المفرطة بالتملق السلطوي لذا وجب علينا أن نتمعن في هذا الكلام الغوغائي الذي لانقد فيه ولا تصحيح لحركة تحتل مركز الريادة في العمل الوطني الفلسطيني فبعد غيابه عن وسائل الإعلام كان الأجدر بأبو اللطف أن ينتقد سياسة حركة فتح وتبعيتها لسلطة اوسلو التي حولت الحركة من تنظيم ثوري يضم كوادر وناشطين ومقاتلين إلى حزب سلطوي حاكم للدولة والمجتمع يفرض سياسته التسووية بالطغيان والقمع والإنفراد بالقرار. لم يتطرق أبو اللطف إلى الخلل الذي أصاب حركة فتح ولازال يصيبها منذ بداياتها وخاصة بعد توقيع اوسلو حين بدأت قيادة فتح المتمثلة بياسر عرفات بتهميش المناضلين الشرفاء إما بإبعادهم أو تهميشهم أو باغتيالهم أو زجهم بالسجون واستبدالهم بطبقة روتشيلدية صاحبة امتيازات رأسمالية متعددة الجنسية الأمر الذي أدى إلى ولادة مافيات داخل صفوف حركة فتح كلها تسعى إلى الهيمنة على السلطة لتنفيذ مصالح فئوية معينة ضاربةً عرض الحائط بثوابت الحركة أو الثوابت الفلسطينية في الدولة المستقلة والقدس وعودة اللاجئيين. كل هذا لم يتطرق له أبو اللطف افندي ولم يتطرق إلى نقد خجول لحركة فتح التي تحولت إلى نكسة بفعل سياساتها القذرة للحقيقة اتحفنا ابو اللطف بهذا الكاركوز السياسي والأنكى من ذلك أنه يعتقد نفسه لازال ممسكاً على ثوابت القضية بإدعاءه كمايقول أنه لن يدخل إلى فلسطين إلا محررة هذا كلام وطني بإمتياز يا أبو اللطف لكن لايتناسب وطبيعة التسحيج الفتحاوية هذا يسمى في الأدب بديع وفي السياسة عهر وفي علم النفس شيزوفرينيا لعل أنسب ما ينطبق على قيادات فتح ماقاله مظفر النواب يوماً أبشع العهر عهر هرم ما غريب يقبل دعر عزيزته نسب سافلٌ يلتحم الاجدر بك يا قائد ان تعلن تنحيك او انشقاقك عن هذا التنظيم لربما ذلك يمنحك ميتتة مشرفة اولى من الشيزوفرينيا الفتحاوية المتازمة
#مصعب_محمد_عيسى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مفارقات فلسطينية
-
مؤتمرات الشتات ...محاصصة فصائلية
-
قدود من دم
-
عمر النايف ...بين الذكرى والانطلاقة
-
الجالية الفلسطينية من تمثل ومن يمثلها
-
ديمقراطية الجبهة لاتحمل سوى اسمها
-
تيار المسار الثوري
-
يا ظلنا المكسور ..
-
فلسطينيو سوريا في تركيا ...اغتراب جديد
-
للمخيم رب يحميه
-
اليسار الفلسطيني بين سندان النظام ومطرقة pyd
-
المثقف اليساري الفلسطيني من اقصى اليسار الى اقصى اليمين
-
اليسار الفلسطيني من الثورة والتحرير الى السلطة والتبرير
المزيد.....
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|