أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامح عسكر - الكارما الهندية والتقوى الإسلامية














المزيد.....


الكارما الهندية والتقوى الإسلامية


سامح عسكر
كاتب ليبرالي حر وباحث تاريخي وفلسفي


الحوار المتمدن-العدد: 5552 - 2017 / 6 / 15 - 03:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في الديانة الهندوسية مصطلح.."الكارما"..

ويعني وصول الهندوسي لحالة عليا من (الأخلاق) يكون فيها متناغم مع الطبيعة والكون والأشياء، يهدف لعمل الخير وبناء الإنسان وتقويم سلوكه على المستوى الفردي

الكارما هي هدف الهنود من التدين، بخلاف المسلمين فالمتدين المسلم يهدف لتكوين (دولة الإسلام وتطبيق الشريعة) بنزعة وصائية تحمله على العدوان وسلب الممتلكات ، وهو هدف تم اختراعه في العصر الأموي وصيغ حرفيا في التفاسير والأحاديث في العصر العباسي..

بخلاف ما يعتقده البعض

الهندوسية أفضل سمعة من الإسلام عالميا رغم أنها ليست ديانة تبشيرية، يعني بمجرد أن تحقق الكارما في نفسك تكون عند الهنادكة هندوسي حتى لو لم تعبد براهما، فالهدف هناك هو (الخير والسلوك القويم) أي أن آلهة الهندوس هم في الحقيقة وسائل لتحقيق الكارما وليسوا غايات في ذاتها، وهذه نقطة اشتبهت على كثير من المسلمين والمسيحيين، تعاملت شخصيا مع هندوس كثيرين .. يرون أن بمجرد فعلك الخير أصبحت إنسان بغض النظر عن دينك..

بالمناسبة: مفهوم الكارما عند الهندوس له مقابل في الإسلام وهو (التقوى) وقد حرض عليه القرآن كهدف أساسي من الشعائر والعبادات ومن التدين بشكل عام:

"يا أيها الذين آمنوا إذا تناجيتم فلا تتناجوا بالإثم والعدوان ومعصيت الرسول وتناجوا بالبر والتقوى واتقوا الله الذي إليه تحشرون".. [المجادلة : 9]

"يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون".. [البقرة : 183]

"إذ قال لهم أخوهم نوح ألا تتقون".. [الشعراء : 106]
"إذ قال لهم أخوهم هود ألا تتقون".. [الشعراء : 124]
"إذ قال لهم أخوهم صالح ألا تتقون".. [الشعراء : 142]
"إذ قال لهم أخوهم لوط ألا تتقون".. [الشعراء : 161]
"إذ قال لهم شعيب ألا تتقون".. [الشعراء : 177]

لاحظ أن كل دعوات الأنبياء للتقوى كهدف أساسي للعبادة، وهي تعني اتقاء الله بطاعته واتقاء الناس بالخير معهم

طبعا هذا التفسير للقرآن انتهى بتدخل فقهاء ومحدثي البلاط العباسي بحرف القرآن عن مقاصده واعتبار أن الدين جاء ليقيم (دولة الإسلام) وليس ليقيم (التقوى في القلوب) وهو الفيصل الذي جعل المسلم الآن يعاني من وصفه بالإرهاب..رغم أن كل صفات الكارما الهندية محققة في التقوى الإسلامية، لكن بعدوانية الشيوخ وجهل العرب شوّهوا الإسلام وتسببوا في اتهامه بالدين الوحيد المنادي بالإرهاب..

كذلك يوجد مفهوم آخر في البوذية إسمه.."النيرفانا"..وهذا يميل للذاتية والعزلة نوعا ما، ومختلف في الشكل عن مفاهيم الكارما والتقوى، لكن مضمونهم واحد.. نقدر نفهم بيه إن هدف التدين البوذي هو (الشعور بالسعادة) الناتجة عن التأمل والتفكر، ونقدر نربط بينه وبين الكارما والتقوى.. إن النيرفانا في الآخر تؤدي لنفس النتيجة وهي أن سعادة الإنسان تؤدي به لقناعات ذاتية يبتعد فيها عن الشهوات والشرور..

الخلاصة: أن الأديان الشرقية للهنود والصينيين تهتم أكثر بالأخلاق كهدف وغاية عظمى من التدين، ودا سبب لها سمعة دولية حسنة، أما شيوخ الإسلام حرّفوا هذا المشترك الإنساني الإسلامي معهم من التقوى لتكوين دولة الإسلام..وبالتبعية أثر على سلوك المسلمين بالسلب وجعلهم أكثر توحشا



#سامح_عسكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عدوانية آل سعود والخطر العربي
- الإعلام وخداع الألفاظ
- نظرات في الطائفية الإسلامية
- هذا ما فعله المتطرفون بالمصريين
- أكذوبة عدم تحلل أجساد الأنبياء
- لماذا تحتضن الدولة الفكر السلفي؟
- لا جهاد للطلب في الإسلام
- رؤية أخرى لتنوير محمد علي
- تضامنا مع د. عبدالعزيز القناعي
- حد الردة عقوبة سياسية وليست دينية
- هل الأزهر مرجعية للإرهاب؟
- جذور الإرهاب من التراث
- الإمارات تحتل جزيرة سوقطرى اليمنية
- الاستحسان في القرآن
- تحديات الإرهاب في الشرق الأوسط
- الغباء ودوره في أزمات العرب والمسلمين
- قراءة في الخلاف بين مصر والسعودية
- معضلة الجهاد في الفكر الإسلامي
- العرب وإيران..مرة أخرى
- متى ظهرت حضارة المسلمين..وكيف؟


المزيد.....




- حركة الجهاد الاسلامي: استشهاد القادة في الميدان اعطى دفعا قو ...
- الجهاد الاسلامي: استشهاد القادة بالميدان اجبر العدو على التر ...
- أختري للعالم: هدف الصهاينة والأميركان إقصاء المقاومة الإسلام ...
- اسعدي أطفالك بكل جديد.. ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي 2025 ع ...
- شاهد: لحظة إطلاق سراح الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود وتسليمه ...
- تسليم الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود للصليب الأحمر في خان يو ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد على القمر الصناعي النايل سات وال ...
- مستعمرون يقطعون أشجار زيتون غرب سلفيت
- تسليم رهينتين في خان يونس.. ونشر فيديو ليهود وموزيس
- بالفيديو.. تسليم أربيل يهود للصليب الأحمر في خان يونس


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامح عسكر - الكارما الهندية والتقوى الإسلامية