حيدر ناشي آل دبس
الحوار المتمدن-العدد: 5552 - 2017 / 6 / 15 - 00:12
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
اسفي على بلدي، الذي اصبح مشاعاً لكل من هب ودب، يسلب ما يمكن سلبه من هذا البلد الجريح، فتكالبت عليه كل رعاع الكون حتى لا يبقى منه صافر نار، فمن مشروع يملؤه الفساد والسرقة الى اخر، يتناوبون عليه من باعوا ضمائرهم ووطنهم حتى وصلنا لهذه المرحلة المأساوية، المواضيع كُثر، والشجن يملئ الصدور، والانتهاكات مستمرة، ليكون اخرها سرقة اثارنا بشكلٍ رسمي وبعلم وتسهيل مسؤولين في الدولة.
ان ما استدعاني لكتابة هذه السطور هو ما يحصل في شركات النفط الاجنبية العاملة في العراق، حيث تجلب هذه الشركات معها خبراء آثار تحت مسمى خبراء نفط، وتبدأ بالتنقيب في الرقع الاستكشافية التي تتعاقد عليها مع وزارة النفط، وحينما تجد المواقع الاثارية تشرع في الحفر واستخراج هذه الاثار ليتم تهريبها خارج البلد وبيعها في السوق السوداء.
ان كلامي ليس اعتباطاً وانما وقائع حصلت وبكثرة، اذ قامت هيأة الاثار اكثر من مرة بتغريم وزارة النفط على هذه الانتهاكات الصريحة لحضارتنا، إلا ان وزارة النفط لم تتخذ اجراءات كفيلة تحفظ من خلالها مواقعنا الاثارية، وشركات النفط الاجنبية كذلك لا زالت مستمرة في هذا الجرم الانساني الجلل، والانكى من ذلك ان مسؤولين في الدولة وعلى مستوى رؤساء لوحداتٍ ادارية مشتركين معهم. والجدير بالذكر ان هذه الانتهاكات تحصل بحماية احدى المليشيات «الوقحة» التي استأثرت بأخذ الاتاوات من كل الشركات الاجنبية العاملة في جنوب العراق، وبدون دفع «الجزية» لا يمكن للشركات القيام بعملهم.
هذه العمليات مستمرة لغاية الان والكثير منها وصل خبرها لوزارة النفط وهي تعتّم عليه حتى لا يصل لهيأة الاثار في وزارة الثقافة والسياحة والاثار.
لذا نطلب من كافة الجهات المعنية اجراء مسح شامل للاراضي التي تدخل ضمن خطة وزارة النفط الاستكشافية وتحديد المواقع الاثارية وحمايتها، حتى لا تنهب حضارتنا، وكذلك يتم مراقبة عمل هذه الشركات والزامها بعملها المحدد فقط، كذلك على الحكومة الحد من سيطرة المليشيات التي تبتز جميع الشركات في المحافظات الجنوبية، وكفى سمفونية الحشد الشعبي التي تطلقها هذه المليشيات لحماية نفسها وتجاوزاتها فقد وصل سيلها الزبى، فنحن لا نقبل ان يساء الى تضحيات الحشد الحقيقية من قبل اللصوص وقطاع الطرق.
#حيدر_ناشي_آل_دبس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟