عزالدين اللواج
الحوار المتمدن-العدد: 5550 - 2017 / 6 / 13 - 17:23
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كان من الطبيعي أن تفرض وضعية مقاومة المستعمر أولوية تقديم خيارالتفكيرفي تحرير الوطن على خيارالتفكيرفي حرية التعبير، كان من الطبيعي أن يحدث ذلك ،وأن تفرض الزعامات الوطنية نفسها كرموز للخلاص من المستعمرعلى المتخيل السياسي الليبي ، ويكون من المنطقي أن يكون التوقيت غيرمناسب للحديث عن حرية التعبيرفي مدلولها الحداثي.
لكن ما هو غير طبيعي هو ما حدث ويحدث منذ نهاية حقبة النضال ضد المستعمر إلى يومنا هذا ، وتحديدا عندما ظل السجال الإيديولوجي والسياسي الخاص بأولوية مصلحة الدولة أومصلحة حرية التعبير ،تغلب عليه ثنائية الغالب والمغلوب فكريا وسياسيا،وليس التوازن والتبيئة المفاهمية المبنية على استراتيجية إقناعية معتدلة تجيد التعامل مع واقع ثقل التاريخ والثقافة، ولاتبررمنطق إقصاء متغيرمصلحة بناء الدولة الحديثة أومتغير حرية التعبير.
الحال إن المركز الإيديولوجي والسياسي بمختلف تلاوينه ومعطياته الزمانية والمعرفية ،ظل مستفيدا من ذلك الصراع على المستوى المادي والرمزي ،في حين إنه على مستوى الأطراف "مستوى عامة الناس"ظت وبدون تعميم تتجذر سلوكيات أنانية وإ نتهازية فاسدة ، تستغل وبدون أي منطق حجاجي عقلاني ، الغبار المترتب على ذلك الصراع ، من أجل ممارسة إرهاب لفظي على المختلف معه في المصلحة الشخصية ، ولتكون المحصلة لادولة ولا حرية للتعبير ، ومن لم يفكر مثلي هو مشكوك في إيمانه، وخائن وعميل، وكلب ضال وزلم وطحلب وجرذ و وخارجي وبوذري وقهوي وداعشي ...إلخ من بضاعة سوق الإرهاب اللفظي الذي يمنع فيه عرض بضاعة المحاججة العقلانية التي تراعي التوازن بين مصلحة بناء الدولة وبين حرية التعبير .
#عزالدين_اللواج (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟