حمدى عبد العزيز
الحوار المتمدن-العدد: 5550 - 2017 / 6 / 13 - 09:53
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
إيه ... دنيا !!!
_____________
سبحان مغير الأحوال
نطقتها الآن وانا أقرأ في كتاب (عبد المنعم ابو الفتوح شاهداً علي تاريخ الحركة الإسلامية في مصر )
عندما أقرأ ما رواه عبد المنعم أبو الفتوح نفسه عن مطاردته للطلاب اليساريين داخل الجامعة وأوامره لجماعته الإسلامية وقتها بكسر الأبواب واقتحام قاعات النشاط الطلابي واحتلال مدرجاتهم وإفساد أنشطتهم بالقوة البدنية (الصفحات من ص 49 إلي ص 57)
مع ملاحظة أنه لم يقل بإدانة هذه الأفعال ولم يعتذر عنها ولم يعتبرها صفحة مطوية من تاريخه ولم يعتبرها سياق من سياقات الفاشية والإرهاب الديني بل علي العكس فهو يدافع عن كل ذلك ويبرره بفخر في صفحة 53 من الكتاب الذي صدرت طبعته الأولي عام 2010 وهو يتذكر تلك الأحداث كشاهد علي تاريخ حركة الإسلام السياسي في الفترة من 1970 إلي 1984 إذ يقول أحد أهم أمراء الجماعات الإسلامية ومؤسسيها وكذلك كواحد من أهم مؤسسي الجيل الثالث من جماعة الإخوان المسلمين المصرية :
(كانت مواجهتنا مع الطلبة "الشيوعيين" تعبيراً عن حسنا الجهادي الذي كان يدفعنا أحياناً إلي السعي إلي تغيير المنكر باليد أي بالقوة ... )
سبحان مغير الأحوال
فعبد المنعم أبو الفتوح لم يتغير "فكره" فكل ماهنالك أن عبد المنعم ابوالفتوح الفخور بتاريخه الفاشي لم تعد يده ممسكة بالجنازير وإن كانت تحمل ذاكرتها ولم يعد عضواً بجماعة الإخوان المسلمين لأنها لخلافات علي " التكتيك" داخل الجماعة ولرغبته في استدعاء النموذج الأردوغاني كمشروع لاستخدام أدوات الديمقراطية والدولة المدنية وآليات التحالف مع القوي المدنية الديمقراطية لتفجير مشروع الدولة المدنية من داخله وتمكين مشروع التأسلم السياسي بطرق أكثر تدريجية وانفتاحاً علي المجتمع المدني من مشروع الإخوان المسلمين الذي كان متعجلاً وغير ناضج لذلك التمكن
الآن هو نفسه عبد المنعم أبو الفتوح الذي لازال يفاخر بإنضمامه لجماعة الإخوان المسلمين وهو نفسه الذي يطالبهم الآن بالتوحد والعودة لممارسة دورهم (الدعوي) و( التربوي) و( التنموي) فالوطن حسب رأي أبو الفتوح في أمس الحاجة إليهم !!!
هو نفسه الذي يتحالف معه ويوقع خلفه الآن في البيانات السياسية بعض من طالتهم جنازيره هو وجماعته أيام كانوا طلاباً في جامعات القاهرة وغيرها في سبعينيات القرن الماضي وبعد أن أصبحوا ساسة كباراً وأسسوا أحزاباً ثورية يسارية كانت أو قومية ،
أو ماركسية كانت ، أوناصرية
إيه ... دنيا
#حمدى_عبد_العزيز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟