إبراهيم مشارة
الحوار المتمدن-العدد: 5549 - 2017 / 6 / 12 - 03:12
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
للسيد الراحل حسين آيت أحمد- رحمه الله- معزة وإكبار في نفسي منذ أن وعيت ما يجب أن يعيه الإنسان في بلدنا ودنيانا التي تموج بالأحداث، فهذا الرجل الفارس المتحلي بصفات النبل والأريحية والفروسية في زمن فقدنا فيه عبق القروسية ولذة "لا" في وجه المسخ والسلخ وابتذال الكرامة الإنسانية مقابل بريق كاذب للدرهم والصولجان،ألا إن الراحل تحلى بالبطولة حيا وميتا ومرقده في "عين الحمام" محجة لعشاق الرفض والإباء والابتذال كما في هبات نسيمها وهزيم رعدها ونقاء ثلجها رحمات نستنزلها من السماء في هذه الليلة عرفانا بفضلك ونزاهتك وغيرك كثير لكن لك البريق والأبهة وأناقة الفرسان الذين لا ينازلون إلا بقواعد النزال كم من "دون كيشوت" مسكين يتخذ السياسة زلفى إلى مآرب ذليلة وهو يحسب نفسه في منزلة الكبار ،ألا ما أشد الحلكة في زمن غابت فيه بهجة الألوان وكأن الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري عبر عن موقفك بلسان عربي مبين وعبرت أنت عنه في المحافل الدولية وفي الأممية الاشتراكية وفي جامعات العالم المتحضر الذي تلعب فيه الجامعة دورها كقطب للإشعاع الفكري والفلسفي وليست مجرد مفرخة دواجن كحال جامعاتنا هاهو الجواهري يعبر بهدير كلماته المحتجة عما قلته أنت حيث حللت :
ما تشاؤون فاصنعوا** فرصة لا تضيع
فرصة أن تحكموا**وتحطوا وترفعوا
وتدلوا على الرقاب** وتعطوا وتمنعوا
ما تشاؤون فاصنعوا** الجماهير هطع
مالذي يستطيعه** مستضامون جوع؟
لكن لله حكمته وللتاريخ كلمته تموت الرغبات وتندثر الشهوات ويحتوي ظلام التاريخ بريق الأسماء الكاذب وكما تعود مياه السحب إلى البحر بعد رحلة أرضية تعود للحق كلمته وللمصداقية نفسها المكتوم وتعود للرجال كلمتهم في ضمير شعوبهم ألا إن الحلكة دامسة والنفق طويل والألوان غائبة والأسماء مكتومة في الضمير حتى إذا جاء وعد التاريخ عاد الحق إلى نصابه.
رحمة الله عليك وعلى كل رجل بذل نفسه وماله ووقته في سبيل الفقير والمسكين والمحروم وابن السبيل من أجل أن تشرق شمس العدل والحرية والعلم والخبز والكرامة على كل الناس بلا تمييز بين الكبير والصغير و الرجل و المرأة و النبيل والوضيع والثري والكادح فالناس سواسية تحت شمس الوطن.
#إبراهيم_مشارة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟