عامر هشام الصفّار
الحوار المتمدن-العدد: 5548 - 2017 / 6 / 11 - 17:35
المحور:
الادب والفن
الزنجيلي.. قصص قصيرة جدا
1. الشوارعُ مقفرة.. والأشجار مثل أجداث شاخصة على جانبي الطريق.. النَّاسُ في سراديب بلا طعام.. أجسامٌ هزيلة هدّها الرعبُ والتعب...لا أحد يهّم بالكلام.. العيونُ وحدها تنظر بخوف نحو فوهة في جدارٍ عالٍ .. ينظر " رب البيت" نحو السماء.. يحّس أن شيئا من نوعٍ ما قد بدأ يحصل الآن.. فغر فمه وراح في غيبوبة...
2. القنّاص يرصد الضحية.. أنه أبو يونس في الزنجيلي الذي يحاول أن يأخذ نفَساً عميقا حتى يركض مسافة مائة متر ليبتعد عن مكان مشبوه.. القنّاصُ يبتسم مثل دمية قبيحة.. وحده أبو يونس مَنْ ظلّ يلهثُ حتى أنقطاع النفَس.
3. أمي .. أمي.. يصيح الطفلُ أياد... تلك هي أمي التي قرب الجدار جالسةً دون حراك...كان الطفلُ يبكي.. والعسكري صاحب الخوذة المتربة يحاول في هذه اللحظة أن يصطاد الملثّم القابع فوق سطح بناية تناثرت تحتها جثثُ الأبرياء....
4. بائعُ الخضروات في سوق المدينة.. تذكرّته وأنا أرى المشهد الأسود الذي أمامي.. تحوّلت السماءُ الى فضاءٍ غاضب يملأه الدخان، وتحت الأنقاض يرقدُ البائعُ الذي أنهار عليه بيتَه إثر صرخة شيطانٍ قابعٍ في مكانٍ قريب....
#عامر_هشام_الصفّار (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟