حسام عبد الحسين
الحوار المتمدن-العدد: 5545 - 2017 / 6 / 8 - 18:35
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
وردة البنفسج عطاء الحزين!
عين الصحراء تربة رملية صفراء في شمس ملتهبة حارقة، تتناثر دقائق التراب على شكل امواج مكثفة داخل قلوب بنفسجية هائمة؛ تمنح الروح دون بديل، وتبتسم وفيها العويل، حزينة معطاء.
عندما يعشق الانسان، ويريد من معشوقه أن يعامله بالمثل فهذا ليس بعاشق، فالعشق عطاء مطلق دون مقابل، فالكثير من الناس يطبقون في علاقاتهم مع الآخرين مبدأ المعاملة بالمثل، فمن كرمني كرمته، ومن زارني زرته، ومن هاتفني هاتفته وهكذا؛ كل شيء محسوب وموزون وفق سياسة متبادلة.
إن أسباب عدم التسامح والاصرار عند بعض الناس تعود الى تجذر مرض الانا في ذاتهم، ووجود الأفكار النمطية والسلبية عند بعضهم، والمتمثلة بأن من يتسامح ويبادر اولا هو الأضعف، ولا قيمة له، بل ربما يظلم أكثر!.
اخي او صديقي لم يزرني عندما دخلت المستشفى، وها هو الان مريض لن أفكر بزيارته، سأتظاهر بعدم سماع الخبر، زوجتي لم تغازلني وتهتم بي؛ فأنا ايضا لا اغازلها ولا اهتم بها!، فما هذه الحياة؟!، وكيف يشعر البعض منا بأنه إنسان؟!، ألا نتمنى الترافة والسعادة في حياتنا؟!، كم هو العمر لكي نقضيه بضيق التفكير؟!، وما هو عطاء النفس الذي نريد أن نبذله لمن حولنا؟.
لذا نرى ان وردة البنفسج خلقت للعطاء؛ والعطاء مهنة؛ والاغنياء لا ينظرون المثل من دونهم؛ فعلى المرء ان يجعل من نفسه كهذه الوردة؛ بحالة الاكتفاء الذاتي، وزيادة الثقة بالنفس، والسير وفق المبدأ المصمم في غايته، وتجاهل الافعال السلبية من الاخرين ونسيانها، والبعد عن المبالغة في تعظيم النفس امام الآخرين، فالمبادرة الأولى من أعظم الدلائل على تكامل الانسان؛ وسخاء نفسه؛ ونضج عقله.
سلاما على لون الحزن في قلبك المعطاء؛ وسلاما على وردة البنفسج دائمة العطاء.
#حسام_عبد_الحسين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟