أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أياد الزهيري - في الصراحه راحه














المزيد.....

في الصراحه راحه


أياد الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 5545 - 2017 / 6 / 8 - 01:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بالصراحه راحه
بالوقت الذي تكون فيه الصراحه مبعث لأثارة المواجع , تكون بنفس الوقت بداية النهايه لها , كما أن صاحبها شخص يتصف بالشجاعه والنقاء بسبب ما يجتاح مجتمعنا من معاير غايه بالأنحطاط , مثل النفاق والتزلف والرياء و.. . حتى بات الصريح محل تعاطف الكثير لتوقعهم لما يلاقيه من صد وجفاء وتنكر من المجتمع الذي الف الزيف والكذب . الصراحه أصبحت في مجتمعاتنا مصدر للمعانات ومبعث للخلافات . فالويل والثبور لصاحبها , وهذا ما دعى عليآ (ع) أن يقول (ما ترك الحق لي من صديق) , فالصراحه هي الوجه الآخر للحق.
أتذكر عندما كنت شابآ يافعآ جذب نظري كتاب( العقد الأجتماعي) لجان جوك روسو , وهو كما معروف من المفكرين والكتاب الذين مهدوا للثوره الفرنسيه , والذي ذكر في مقدمة كتابه أنه تعرض للتحرش الجنسي, وقد أعتدي عليه جنسيآ , فقلت في نفسي كيف لأنسان يشهر بنفسه , وقد لا يعلم بهذا الأمر الا هو ومن أعتدى عليه, فقلت في نفسي أنها وقاحه وأن الأوربيين لا يقيمون وزنآ للحياء , ولكن بعد حين تبين الأمر غير ذلك , حيث أن الرجل كان يرمي من ذلك الى الكشف عن عورة مجتمعه ورفع ستار التعفف الكاذب الذي يدعيه, معتبرآ ماحدث له جريمه أجتماعيه أقترفها المجتمع بحقه. أنه أعتداء يجب معاقبة مرتكبيه, وهي صوره تعبر عن مشكل أجتماعي ينبغي مكافحته ووضع الحلول له.
أنطلق هذا المفكر من خطوه جريئه وبطوليه في وقتها , قد لا يتجرأ غيره في أعلانها بسبب ما يسود مجتمعه من تعفف كاذب , وسلوك منافق, ولكن كان الرجل يعتقد أن جرئته هي الخطوه الآولى للأصلاح , عن طريق التأشير على الخطأ وفضح المظاهر الكاذبه فيه, ولكن لم يكتفي جاك روسو بهذا فساهم ووضع وأقترح الحلول القانونيه لحماية الفرد والمجتمع عبر عقد أجتماعي جديد للمجتمع الفرنسي. أن السبب الذي أثار في ذهني هذه القصه هو مروري بالآيه القرآنيه ( ولو أن أهل القرى آمنوا وأتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون).
القرآن لا يجامل ولا يحابي أحد . أنه كتاب الله , أنه فصل الكلام , وخاصه ونحن مسلمون وندعي الأيمان به . حسنآ هل هذه الآيه تحتاج الى فقيه أو لغوي ضليع باللغه كي يفسر مغزاها. لا أعتقد هذا لما تتميز به هذه الآيه من وضوح اللغه فيها مبنآ ومعنآ. أنها تحمل معادله بسيطه أحد أطرافها الأيمان والتقوى بكل ما تحمل هذين الكلمتين من معنى يقابلها بالطرف الآخر من المعادله , هو أن البركات سوف تنزل عليهم من السماء وتتفجر عليهم الخيرات من باطن الأرض مقابل ذلك ,ولكن مانعيشه من بؤس بكل أنواعه هو نتيجه كما صرحت به الآيه الكريمه في مقطع ( ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون) أنها حقيقه صارخه.
أن مجتمعنا لا يخلو من عوق أجتماعي فيه الكثير من المفردات التي تعبر عن السلبيه المقيته , منها ( النفاق, الكذب, السرقه, الغيبه, ,,,,,,ماذا نتوقع من مجتمع تنخر به هذه الآفات. ظبعآ لا مجتمع يخلو من كل هذا ولكن مجتمعنا بلغت فيه مستويات مخيفه , حتى أنك تشاهد وتلمس تداعياتها بوضوح مما أوصلته الى حافة الهاويه .
لاشك أن صم الآذان وغلق العيون عما يجري في مجتمعنا من سوءات وأنتشار للأوبئه الأجتماعيه , هو السبب فيما وصلنا اليه من حال يرثى له , وبالمقابل أن ما وصلت اليه أوربا من تطور للحياة , هو بما يمتلكوه من صراحه مع أنفسهم , وأعترافهم بكل ما يحصل في مجتمعاتهم أو شركاتهم من سلبيات , أو تداعي للأنتاج أو أنحراف للسلوكيات , حيث يعتبروه الخطوه الأولى للأصلاح, ولا يمكن وضع الحلول الناجعه والحقيقيه الا بكشف الحقيقه ومواجهة الواقع كما هو بدون تزيف أو تضليل له.
نحن في حاجه ماسه لتأصيل ثقافه تمتلك المصداقيه والشفافيه في المواقف الفرديه والأجتماعيه, رافضه لكل ما هو زائف ومجافي للحقيقه , وأن ينتقد بشجاعه من غير تردد , وبصوت عالي وغير مرتعش من خفافيش الظلام.
أياد الزهيري



#أياد_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رمضان صناعة أنسان
- الأعراب وعقدة النقص
- أجتماع الشر
- التناشز السياسي في المجتمع العراقي
- مالكم والأقليم
- المثقف النخبوي
- دعوه لهندسه أجتماعيه
- أحتفظوا بطلقاتكم الأخيره
- من هم صناع الطائفيه
- تسويه سياسيه أم أنبطاحيه
- تاجر الشر
- دماء أم ماء
- دولة أولاد الملحه
- قطار العبادي يواصل مسيرته
- الأختلاف نعمه أم نقمه
- المهمشون مشروع فوضى
- الزاد الثقافي ودوره في الخروج من الأزمه (الحلقه الأولى)
- من يخدم من
- وعادت حليمه
- السعوديه وحلم الوصول الى أعالي الفرات


المزيد.....




- بـ-ضمادة على الأذن-.. شاهد ترامب في أول ظهور علني له منذ محا ...
- الشرطة العمانية: مقتل 4 أشخاص وإصابة آخرين في إطلاق نار قرب ...
- مقتل أربعة أشخاص على الأقل وإصابة آخرين في إطلاق نار في العا ...
- 4 قتلى على الأقل بإطلاق نار في محيط مسجد بسلطنة عمان
- بضمادة في أذنه.. فيديو لأول ظهور علني لترامب
- بايدن: أنا صهيوني وفعلت للفلسطينيين أكثر من أي شخص آخر
- الحوثيون يعلنون مسؤوليتهم عن مهاجمة سفينتين قبالة سواحل اليم ...
- إطلاق نار في مسقط يؤدي لمقتل أربعة أشخاص وإصابة آخرين
- قد تسكن البيت الأبيض إذا فاز ترامب.. من هي أوشا فانس؟
- أمريكا.. مديرة -الخدمة السرية- تكشف عن رد فعلها عندما علمت ب ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أياد الزهيري - في الصراحه راحه