أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هيثم بن محمد شطورو - من يخون من؟














المزيد.....

من يخون من؟


هيثم بن محمد شطورو

الحوار المتمدن-العدد: 5540 - 2017 / 6 / 3 - 21:12
المحور: الادب والفن
    


قال:
ـ إنها ليست عاهـرة.. إنها..
قاطعته مزمجرة و هي تُـرعـد في قولها:
ـ تدافع عنها؟ تحبها؟ اوه.. أتريد الإمعان في احتـقاري؟ هل أتساوى لديك مع ساقـطة كتلك؟ هل هي أجمل مني؟ أذكى مني؟
ـ لقد أرادت ممارسة الحب معي.
ـ اوه. عـظيم.. و قد مارسته وبعد..
ـ لماذا لا تـفهمين؟ أنا أحـبـك فعلا..
ـ لذلك تخونـني فعلا..
ـ اوه.. أنا اقصد أنت حب الروح..
ـ و هي حب الجسد..هه..كـفاك سفسطة.. الروح و الجـسد.. هل تضحك على نفسك أم انك تعتـقد فعلا انه بإمكانـك إقـناعي؟.. في الحالتين أنت أبله.. الحقيقة واضحة.. أي حب و أي حـشرجة أنفاسك المريضة.. ما يبكيني أني اكتـشفـت هذه الخديعة المهولة لديك..أوه.. أي فضاعة تـقبع بين وجهك الظاهر و ضلك الحقير المراوغ؟ هل أنت حالة شيزوفرينيا أم بكل بساطة مئات السنين قد تطبعت بالنفاق و الازدواجية..
قال بصوت منخفض:
ـ ما أتعس مآلات المعرفة حين تُساق إلى العـقول الصغيرة.. نصبح وجها لوجه ليس مع الشخص التافه و إنما مع المعرفة التافهة..
أشعلت سيجارة و مالت نحو بلور الشباك و نـفخـت موجة من الدخان الغـزير. أتراها تكظم غيظها أم تـقاوم رغبة صفعه بقوة ثم تـقبيله بقوة مثلما هي عادتها؟
قالت بنبرة بعثـت الطمأنينة لديه للخط النازل فيها:
ـ الأنثى لديك وليمة مشتهاة. كنت مجرد غلة مشتهاة..يا ويلي..بعد كل ذلك أكون مجرد موضوع اشتهاء و إرواء لحيوانك المريع المتخفي..
رفع كفه إلى مستوى وجهها كعلامة للصمت. قال بهدوء:
ـ أعـتـقد انك كنت ترتوي أكثر مني.. بالاهي كفاك من هذه الأفكار البائسة التي استعملت في الستينات من القرن العشرين لأجل فعل الزحزحة عن المجتمع التـقـليدي.. ما أتعـس أن تصنعوا منها مبيدات حشرية.. هناك اعتراف متبادل بالمتعة الجنسية و بالجنس و لا داعي إلى هذه البكائيات الرخيصة..
مالت برأسها إلى البلور الداكن من جديد، و سيجارة أخرى هرولت إلى فمها الشهي الشبيه بورقة برتـقال صغيرة..
سمعها و كأنها تهذي و هي تـقول:
ـ تـقول التوراة أن آدم هو الإنسان الأول و أبو الجنس البشري. خلقه الله على صورته و وضعه في فردوس عدن و خلق حواء من ضلعه و جعلها امرأته. و عصى آدم و حواء أوامر الله فطردا من جنة الفردوس و لكنهما وُعـدا بمخلص هو المسيح..
ثم طاف شبح ابتـسامة على محياها، و أردفـت قائلة:
ـ أتخيل نـفـسي أهرول هاربة. أشجار الصنوبر و السرو.. صهيل خيل يقوى و يقـترب.. حوافر الخيل تحاصر المكان.. أهرول بسرعة و هلع.. يا الله..يقـفز الخيال المختال و يرتمي علي و يحيطني من كل جانب بل كأنه يرجع الضلع إلى جنبه..
تخيل سوق النخاسة.. ضجيج هائل و غبار .. يتساقط القماش و عارية تماما أمام الناس و في النهار و أستدير و .. فظيع..
قال هو معـلقا:
ـ تـقصدين متعة فظيعة.. قولي انك تـشتهين أن تكوني عارية أمام الناس.. هذه الشهوة التي يكابر عقلك المكابر لتـقبلها، تصيغ نفسها بصياغة الجارية المختطفة المسكينة التي يفرض عليها التعري.. أليس النظام الذي أدمنت مسبته حقق لك ما تريدين و بدون إحساس بالذنب لأنه نزع عنك حرية الإرادة التي تحدث إحساس الذنب.. لقد أعفاك سوق النخاسة من مسئولية التعري.. ايه و أمتع غلة مشتهاة و لكن الاشتهاء مزدوج و لست أنا المزدوج أيتها التافهة الجميلة.. طوبى للايروس..
و تـقـفـز من كرسيها و تـقـذفه بصفعة مدوية ثم تهجم عليه بقبلة مدوية في فمه في المقهى أمام الناس..



#هيثم_بن_محمد_شطورو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضرورة الانبعاث الفكري للثورة العربية
- انبعاث ثورية السلطة في تونس
- معركة -المصالحة- في تونس
- الأخلاق حرية
- يوم الإضراب العام
- دولة الثورة
- الهجوم الصاروخي الامريكي على سوريا
- الثورة المخاتلة
- الإصلاح التربوي ليس من مشمولات الوزير
- سلفنا السعيد المفقود فينا
- قراءة في الإصرار على إقالة وزير التربية
- المشهد الثقافي التونسي يعكس حقيقة ما يدور بالمشهد السياسي
- تونس أمام نهاية الانتقالي ام الثوري أم كليهما؟
- طبول الحرب تقرع من جديد في تونس..
- بين الاحتجاج و دوافعه في تونس
- في الذكرى 31 لتأسيس حزب العمال التونسي
- علاقة -دستويفسكي- بالتحرر الفلسطيني
- في الانتقام ل-شكري بالعيد-
- رسالة الى السوريين حكومة و معارضة
- الصفعة الروسية لايران


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هيثم بن محمد شطورو - من يخون من؟