|
الاسكندريه التي كانت...!!
امجد المصرى
الحوار المتمدن-العدد: 5540 - 2017 / 6 / 3 - 00:17
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الاسكندريه التي كانت ...!!
كتب : أمجد المصرى ربما لم يذكر التاريخ فى اى زمان ان ارتبط اهل مدينه بمدينتهم مثلما يرتبط ابناء الاسكندريه بمعشوقتهم الساحره فقلما بل ربما نادرا ما تجد مواطنا سكندريا يقرر طواعية ان يهاجر الى مدينه اخرى بحثا عن الرزق او لأى سبب اخر من الاسباب المعروفه التى تؤدى الى انتقال البشر بين المدن داخل الدوله الواحده مثلما نرى من نزوح اهل الدلتا والصعيد الى القاهره والاسكندريه والمدن الكبرى فأهل الاسكندريه كما اعتادوا ان يصفوا انفسهم كالسمك يموت اذا خرج من حضن البحر .. انه العشق الابدى الذى وضعه الله منذ القدم للاسكندريه فى قلوب سكانها والذى لن تستطيع ان تجد له مبررا او سببا مقنعا وان اجتهدت ..انها الاسكندريه التى طالما تغنينا بها واسميناها عروس البحر الابيض لمتوسط فهل شاخت العروس ام خانها ابناؤها ام ان السنوات العجاف قد اجادت تماما فى ترسيخ حالة الانفصام بين المحبوبه وعشاقها لدرجه انها لم تعد حقاغاليه عليهم مثلما كات ...!!
سنوات سبع مرت او كادت ان تمر حققت فيهم الاسكندريه الحزينه رقما قياسيا ربما يستحق ان يسجل فى موسوعة الارقام القياسيه العالميه حيث تعاقب على حكمها الداخلى 9 محافظين بواقع بضع شهور لكل منهم وكانما حلت لعنات جميع الفراعنه على كرسى الحكم فى المدينه المنكوبه فلم يعد صاحب الكرسى يطيق ان يجلس عليه عاما كاملا فيرحل مجبرا او مختارا او ربما لم يحسن اصحاب القرارخلال تلك السنوات السبع اختيار الشخصيات التى تليق بحكم هذه المدينه العريقه والعاصمه الثانيه للبلاد فبعد استقرار نسبى دام لمده 30 عاما تعاقب على ادارة امور الاسكندريه خلالهم 4 محافظين فقط كان لهم بصمه واضحه نوعا ما على الاقل فى الحفاظ على الشكل الجمالى والحضارى العام للمدينه وهو الانجاز الذى مكنهم من نيل رضاء ابناء الاقليم وعشاقه ولو نسبيا الا ان الحال منذ يناير 2011 قد تغير فلا جديد يتم اللهم الا تحقيق الرقم القياسى الثانى للمدينه فى اكبر عدد من مخالفات البناء فى اى مدينه على مستوى العالم وربما ايضا الرقم القياسى الثالث وهو الرقم الذى حطم كل النظريات الهندسيه والمعماريه فى العالم والخاص باسرع مدد زمنيه لانهاء اقامة اى عقار جديد اذ لا تتجاوز المده احيانا شهرا او اسابيع معدوده ويكون كل شىء جاهزا للسكن وهو ما ينذر بالكارثه التى بدات نذرها تظهر بالفعل فالمدينه التى تحاصرها المياه من كل اتجاه سواء من البحر او المجارى المائيه الخاصه بالري او شبكات الصرف الصحى المتهالكه والتى صممت لتتناسب مع ارتفاعات لا تتجاوز الثمانى طوابق على الاكثر لن تتحمل كل هذا الضغط الهائل على تربتها الهشه وكل هذا العدد الرهيب من الطوابق والمبانى التى اصبحت تتزاحم فى شكل سرطانى فلا تكاد تمر بشارع او حاره فى افقر احياء المدينه وازقتها الا وتجد عشرات العمارات الجديده تعانق السماء وتناطح المنطق والواقع وتؤصل لقيم القبح والبشاعه المعماريه المثيره للاشمئزاز .. والاعجب من ذلك والذى ربما لا مبرر عقلانى له ان عدد الوحدات السكنيه التى تم بناؤها خلال سنوات الفوضى يتجاوز ربما عدد الاسر التى تعيش منذ سنين طويله على ارض الاسكندريه فلمن تبنى كل هذه العقارات الجديده فى الوقت الذى يجمع المتابعين للموقف ان نسبة البيع بها لا تتجاوز 1% من عدد الشقق والوحدات ..هل هى خطه ممنهجه لقتل الاسكندريه واهلها ام انه الجشع الذى اصاب من لا ضمير لديهم ولا وطن لهم سوى المال واكتسابه ليتنافسوا فى بناء هذه الوحدات باى شكل وباكبر عدد من الادوار طمعا فى حصد اى مكاسب تاتى من بيع بعض الادوار او المحلات او تأجير الجراجات اسفل العقارات والتى تغطى اثمانها تكلفة بناء العقار باكمله او تزيد . انها سنوات الفساد الذى استشرى وساعده على ذلك غياب الرقابه الشعبيه الممثله فى المجالس المجليه المنتخبه التى تراقب عمل الاجهزه التنفيذيه فى الاحياء والوزارات المختلفه وتقاعس المنوط بهم مراقبة وازالة هذه الفوضى المعماريه عن اداء مهامهم اما كسلا او خوفا او فسادا وتربحا من كل وحده جديده تبنى حتى وان كان الثمن فى النهايه ارواحا تزهق ومدخرات تضيع وار تشرد وكوارث لا يعلم مداها الاالله ..!!
الاسكندريه المنكوبه تصرخ يا ساده فهل من مجيب .. وهل ننتظر طويلا حتى نرى حلا حاسما على الاقل لوقف هذا البناء الهيستيرى لمده زمنيه محدده يتم التفرغ خلالها لحل ماساة المبانى التى تم بناؤها بالفعل والاسر التى سكنتها .. القضيه اكبر من محافظ او رئيس حى او قانون يشرع .. اصبحت قضية الاسكندريه الان اكبر من كل هؤلاء وربما لا يصلح لعلاجها سوى ان يتدخل رئيس الدوله وقواتها المسلحه بكل طاقاتهم لايقاف هذا العبث المرعب الذى لا يدل الا على ضعف الدوله وفقر القوانين المنظمه وتراخى المسئولين عن منع هذه الجرائم المتكرره فى وضح الهار على مرأى ومسمع من الجميع .. هل حقا نحتاج محافظا بقوة وصلاحيات وقدرات وحسم رئيس الجمهوريه لأنقاذ هذا الوضع المأسوى ام تتردى الاوضاع اكثر واكثر لتستمر الكارثه .... لك الله يا مدينتنا الحزينه ..!!!
#امجد_المصرى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اين ذهبت بهجتك يا رمضان ... ؟؟؟
-
وماذا بعد ....!!!
-
الانتخابات الرئاسيه فى مصر 2018 بين الواقعيه والخيال
-
يوتوبيا العالم الافتراضى
-
الشباب بين الحريه والفوضى
-
ميكيافيللى ... امير الدهاء
-
كوكب مارك
-
برلمان الضروره وضرورة البرلمان
-
القوى الناعمه .. رصاصات بلا الم
المزيد.....
-
إعلان وصول الرهائن السبعة المفرج عنهم من خان يونس إلى إسرائي
...
-
إصابة شاب برصاص الجيش الإسرائيلي في مخيم جنين واقتحامات غربي
...
-
ترامب يطرح سؤالا على برج مراقبة مطار ريغان
-
سماعات ذكية لمراقبة صحة القلب
-
جهاز للمساعدة في تحسين النوم والتغلب على الأرق
-
ماذا يعني حظر إسرائيل للأونروا بالنسبة لملايين الفلسطينيين؟
...
-
كيف يفكر دونالد ترامب في إعادة إعمار غزة؟
-
الإمارات تتسلم أول دفعة من مقاتلات -رافال- الفرنسية في صفقة
...
-
ميركل تنتقد زعيم حزبها بسبب تمرير خطة اللجوء بأصوات -البديل-
...
-
الجيش الإسرائيلي يغتال أسيرا محررا في نابلس (صورة)
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|