فاروق سلوم
الحوار المتمدن-العدد: 1447 - 2006 / 1 / 31 - 09:10
المحور:
الادب والفن
على عشب ايامنا..عشب خطوات الجنون
خطوات الطرق اللانهائية
كنت تكتبين صفاتي
وانا اكتب حزني على دورة الطرقات
كل شوارع المدينة المشردة هي ملاذنا
ماكنا سنغادر اثمار الملح والتراب
وجوهنا تلوحها الشمس
واسماؤنا يكتبها الرصاص الطائش
تذكرين كم مرة احتلنا على الموت
حين ننحني تحت مستوى الأزيز
لتمضي الرصاصة الى الحائط
الذي نحتمي به
وحين نكون في العربة
نراقب الزجاج
كل الفوهات موجهة الى اي هدف
نحن الذين امسكنا حاشية الخراب
اضحك حين تعزف الطفلة
حركة بتهوفن الخامسة
مي مي فا صول..صول فا مي ري
دو دو ري مي ..مي ري ري..
اضحك من البكاء اننا في هذا الجنون
ننتظر قرنفلة المعلم
ليمنح الطفلة رائحة الحركة الجديدة
في سمفونية البقاء الفريد
ملحنا الذي يرميه جسدنا المتوحد
تعرّق الأنفعال خلف الرصاصة العابرة
كلما توهجت النار الرافدينية في موقدنا الصغير
ليس من قلب سواك
رغم قلب البلاد الكبير
اننا نرتشف القهوة..ونلتم
لنبقي على ماتبقيى من الجنون
لنضحك خلف زجاج وجوهنا
واكفنا تعجن العشب والشعير والملح لنار الموقد
يتهجى الصحاب على خطوات الباب
كلمات الحب وهي ترتجف
هي آخر ماتبقى حين اخطأنا التوقيت
فيما يريق المذيع ..آخر المفردات
ليهذي المتحدث من زاوية في السويد
او حانة في مؤتمر الأغتراب اللذيذ
يعلمنا الصبر والوعود والكآبة
أصوات الأصدقاء الذين أختاروا الخراب البغدادبي الجميل ملاذا
يفدون على زاويتنا الحميمة
وردة نرجس في كف صديقة ايامنا
وقنينة نبيذ التمر المعتّق
وفاكهة وحلوى
يرميها صديق السنوات على الطاولة
تعبر رصاصات الصباح
ونتحلق حول خبزنا الذي يمنحنا عبير الحبوب الرافدينة الهجينة
مزيج الدقيق والرصاص والفكرة
مزيج الكاس ونبيذ التمر ..والرضى الخجول
فيما يدرج الأطفال حول اصابع البيانو
لحركة أخرى تمنحنا الشعور بالرسوخ والحب
تغتسل ظهيرتنا بقداسنا..لم يكن الليل ممكنا
تلمنا الظهيرة ..وقد عبرنا الطرقات المغلقة
وقبلات الرصاص الغامضة..
لنرفع قمر ظهيرتنا
..قمر الفجيعة ..والدخان
_________________ بغداد
#فاروق_سلوم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟