أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حيدر محمد الوائلي - لعنة أن تعلم














المزيد.....

لعنة أن تعلم


حيدر محمد الوائلي

الحوار المتمدن-العدد: 5536 - 2017 / 5 / 30 - 09:27
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لعنة أن تعلم

حيدر محمد الوائلي
[email protected]

في عالَمٍ (بفتح اللام) جاهلٍ يصبح العالِم (بكسراللام) منبوذاً.
لا يريد هكذا عالَم ان يفهم من عالِم ما ينجيه ويوعيه بل أن يتبع اصنام وراثة الفكر وأصنام التلقين الأعمى وأن تركب سفينة الأصنام لئلا تبتل بالماء ولَم تكلف نفسك جهد خطوة تعبر بك الى الرصيف!!
هذه الخطوة حياة ونجاة وفكر وعروة وثقى لا انفصام لها.

يصبح العالَم مفتوحاً على موارد الحياة بجهله في الوقت الذي ينزوي العالِم مكسوراً لا يكترث لفكره الكثيرين.
ربما ينساق ذهن البعض لدى ذكر العالِم صورتين نمطيتين مغلوطتين حول مصطلح (العالِم) وهما في مجتمعاتنا أما (رجل الدين) أو (المخترع) فكلاهما يسمى عالِماً.

تعريف العِلْم (هذه المرة بكسر العين) كما في معجم (المعاني) هو (إِدراك الشيء بحقيقته) وكذلك عرّفه مجمع اللّغة العربية (المعجم الوجيز) هو (كل نوع من العلوم والمعارف والأفكار والتطبيقات. وهو مجموع مسائل وأصول كليّة تدور حول موضوع معين أو ظاهرة محددة وتعالج بمنهج معين وينتهي إلى النظريات والقوانين).
هنا يأتي ماهو أفضل من العالِم، فتاريخياً انشقت الفلسفة عن العِلم فصارت الفلسفة أوسع وبقى العلم تخصصياً. عُرِفَت الفلسلفة بأنها (حب الحكمة وطلب المعرفة والبحث عن الحقيقة). العالِم ينبغي ذكر تخصصه بينما المفكر والمثقف هو أعم وأوسع، فعالِم الدين مثلاً يسمى عالِماً شرعياً قد درس الفقه والاصول ضمن حيزاً دينياً.

يصبح الكل عالِماً بمجال تخصصه على الأقل والسؤال هنا كم عدد المثقفين والمتفكرين في مجتمعاتنا؟!
قليلٌ ما هم بلا أدنى شك!

هل ان صاحب الشهادة أتعب نفسه واطلّع وقرأ وثقف نفسه جيداً بعيداً عن دائرة اختصاصه ليفهم مايدور حوله على الأقل كي لا يصبح تابعاً ذليلا لتيارات وتوجهات وشهوات نفسية وفكرية تصيره كالاعمى متخبطاً.
وهل نشر ثقافته بعد ان نال نصيباً منها.
أم أصبح التفلسف تهمة ترمى بها من أراد وعياً أو من رام فكراً تنويرياً.

هذا التفلسف الذي هو رسالات السماء التي تفلسفت باسم الله لتدعو الناس عن طريق التفلسف ليكونوا متفكرين.
التفلسف هو نظريات الفكر البشري الحي التي صاغت معالم ادارة الدول وانظمة الحكم وأسست لقوانين ودساتير هي اساس التعاملات اليومية في كل شيء.
من قولٍ جميلٍ لأحد عظماء الفكر البشري وهو ارسطو في كتابه (دعوة للفلسفة) ص 34 يقول: (يجب علينا أن نصبح فلاسفة إذا اردنا أن نُصرّف شؤون الدولة بصورة صحيحة، ونشكل حياتنا الخاصة بطريقة نافعة).

وللأسف يصبح صاحب العلم والفكر كصاحب عاهة في هذا المجتمع الغاط في تشوهات موروثات الجهل والعقيدة فيصبح سيادة القبح فضيلة ومحل اشادة في الوقت الذي يصبح صاحب العلم والثقافة الجميلة منبوذاً كصاحب رذيلة.

هي لعنة الفكر والتفكر.
هي لعنة أن تعلم وسط كثرة ممن لا يعلمون ممن أكثرهم للحق كارهون.

يتبعها قريباً مقالة (عِلم أن لا تعلم).



#حيدر_محمد_الوائلي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خواطر في ليلة جمعة
- كان لي أمل
- مجتمع الجهل المركب
- خفايا صفقة جهاز كشف المتفجرات المزيف
- في سجن مديرية الأمن بالبصرة
- وطن من الذكريات
- الفنان صباح السهل... بشاعة نظام وخيانة زوجة (القصة الكاملة)
- ساعد الله العراقيين
- الحسين وتجار الدين والسياسة
- صديقي والدين والسياسة وابن الكلب
- وصلت النمسا
- الفاسد الصلف النزيه
- انتخابات الشرك بالله في بريطانيا...!
- بين الحلة والزرقاء
- مَقتَلة في الشعيبة
- سلامي من قلبي حُسين
- يوميات
- بين فكي نقابة الصحفيين العراقيين
- ما خانك الأمين فالخائن أمير المؤمنين
- وشاح الحروف العربية بألوان الاعظمي وشعر طه


المزيد.....




- الجيش الأمريكي يستعد لخفض قواته في سوريا
- الخارجية الإيرانية تستدعي القائم بالأعمال الأرجنتيني
- فرنسا.. حكم بسجن مؤثرة جزائرية
- إيقاف مستشار رفيع في البنتاغون عن العمل على خلفية التحقيقات ...
- -وول ستريت جورنال-: واشنطن تريد استغلال الرسوم الجمركية لعزل ...
- السفارة اليابانية تعلن تخصيص 3 ملايين يورو لصندوق إعادة إعما ...
- مجموعة السبع تدعو لوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار في السود ...
- وزير الخارجية الأميركي يبحث مع رئيس الوزراء الأردني الوضع في ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن إسقاط طائرة مسيرة محملة بأسلحة قدمت من ...
- تونس: مصرع ثلاثة تلاميذ جراء انهيار سور مدرسة يشعل الاحتجاجا ...


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حيدر محمد الوائلي - لعنة أن تعلم