أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ايمان عبد الستار عطاالله - الاستعارة والزمن قراءات في كتاب الفلسفة في الجسد/جورج لا يكوف ومارك جونسون














المزيد.....

الاستعارة والزمن قراءات في كتاب الفلسفة في الجسد/جورج لا يكوف ومارك جونسون


ايمان عبد الستار عطاالله

الحوار المتمدن-العدد: 5536 - 2017 / 5 / 30 - 02:00
المحور: الادب والفن
    


الاستعارة والزمن
قراءات في كتاب الفلسفة في الجسد/جورج لا يكوف ومارك جونسون
يُعد الذهن بأشكاله واشتغالاته منظومة لاعادة بناء الفكر الفلسفي على وفق اسس مغايرة لما هو متعارف عليه مسبقاً ضمن منظور تجريبي يجعل من الفكر عبارة عن فلسفة في الجسد, في اشارة الى علائقية مترابطة بين المادة والفكر شكلت جدلية في الدراسات الفلسفية القديمة من خلال الربط بين (الروح والجسم), (العقل و الجسد), (الذهن و الدماغ). فظهر من يدافع عن الواحدية المادية من الماديين في تعارض تجلى فيما بعد مع المتبنين للثنائية من خلال الفصل بين (المادة والفكر)والمتمثلة بالمثاليين لتأتي بعدهم المدرسة الفينومينولوجيا بإعلانها إن الجسم يمتلك قصديته الخاصة, وهذا ما رسخه (ميرلوبونتي) في كتابه (الراي- المرئي), أما عند ديكارت فقد تمثلت العلاقة بين الجسم والعقل بتصارع بين نوعين من القضايا وهي تصورات علوم الطبيعة وتصورات علم النفس, وقد ادت التطورات الكبيرة في مجالات الكيمياء العضوية والمجهرية الى اكتشاف العصبونات ودراسة وظائفها وخصائصها, فتولدت فكرة مركزية تبناها كل من (لايكوف وجونسون) في كتابهما (الفلسفة في الجسد) تمحورت حول إن تصوراتنا مرتكزة على وفق استعارات مرتبطة بالجسد, فقولنا (المعرفة رؤية) عبارة عن استعارة إن ما نعرفه هو ما نراه والرؤية هي من خواص الجسد.
وقد استند (لايكوف وجونسون) في تصورهما هذا على نظرية تفاعلية تسعى الى تفسير التصورات الاستعارية على وفق البعد التجريبي البشري وتفاعله مع المحيط. محققين بذلك طرحاً ينص على إن الاستعارة طريقة لفهم تجربة معينة من خلال تجربة أخرى, فعلى سبيل المثال(نحصر فهمنا لتجربة الزمان من خلال تجربة المال) كما في عبارة (نفذ الوقت)أو (الاسراف في الوقت)أو (الوقت المدخر) الخ, لكن هذا التصور الاستعاري قد لا يعطي التصور الكامل من خلال تصور اخر بل قد يرتكز على جزء من التصور ويهمل جزءاً اخر أو قد يُعطي التصور أكثر من استعارة واحدة.
وعودة الى الزمن الذي يحتوي مفهوماً معقداً وواسع, بوصفه متشكل داخل انسقتنا التصورية, فكل اشكال فهمنا للزمن ترتبط بتصورات أخرى مثل الاحداث والحركة والفضاء, فما نُطلق عليه مجال الزمن هو مجال تصوري نستعمله لطرح بعض الاسئلة بصدد الاحداث عبر مقارنتها باحداث أخرى فعلى سبيل المثال عند مشاهدتنا لعرض مسرحي فإنا نقوم بالمقارنة بين بداية ونهاية العرض المسرحي بوصفه حدثاً, مع احداث تتكرر بصورة مطردة في اي اداة من أدوات قياس الزمن كما هي في الساعة وحركة بندولاتها المتوالية, فبواسطة التكرارات المتتالية لاحداث مادية من نفس النوع يمكن تحديد مدة معينة من الزمن, فضلاً عن انه من غير الممكن تعريف الزمن على انه شيء في حد ذاته, انما من خلال مقارنته بالاحداث فتصورنا للزمن ناتج عن خصائص متعلقة بالاحداث, ومنها إن الزمن اتجاهي ولايُعكس, لان الاحداث لها بداية ونهاية, كما إن الزمن متصل متواصل لان الاحداث متواصلة. والزمن يُقاس بالتكرارات لان الاحداث يمكن إن تُعدّ. وهذا يعني إن تجربتنا الواقعية للزمن تتم بتوافقية مع تجربتنا الواقعية للاحداث. لهذا يتم اختيار احداث معينة لتصنيفها ضمن مقاييس معيارية زمنية كما في حركة عقارب الساعة المتوالية. لذا فمن المنطقي القول إن لا يمكن افتراض نسقي لتصونا للزمن دون اللجوء الى الاستعارة لاننا في بنائنا لتصورنا للزمن نستعمل عدداً من الاستعارات ولكل استعارة ميتافيزيقيا خاصة, كما إن لاستعمال الحركة في الانسقة التصورية للزمن دور مهم, لكن ليس بالمفهوم الفيزيائي للحركة الذي ينص على انها تغير في المكان عبر الزمن بل تكون معكوسة من الناحية المعرفية, فالحركة اولية والزمن هو المتصور الاستعاري النافذ من خلال الحركة وخير مثال هو في استعارة التوجيه الزمني المتلخص في وجود مُلاحِظ يُواجه المُستقبل, فالمستقبل الى الامام والماضي يمثل الخلف فيما يمثل الحاضر موقع المُلاحِظ.
إن استعارة التوجيه الزمني لها مجال فضائي بدون الاشارة الى الحركة فربما يكون المُلاحِظ ثابت أو متحرك.
وبهذا تكون الاستعارة عبارة عن وسيط يشكل ارقام بموجبها تتالف نقط على خط مستقيم, فالارقام تنتقي النقط على خط لتشكل لحظات من الزمن وهنا تكمن الضربة القاضية التي وجهها (لايكوف وجونسون) للمتيافيزيقيا التي تنادي بصدق الاستعارة ففي عبارة (الزمن يتدفق) والتي تُعد جملة صادقة للكثير منا, من خلال استعارة تدفق المياه. لكن لو افترضنا إن هذه الاستعارة حرفية, اي إن هناك تدفقاً حقيقياً وليس استعارياً للزمن وهنا يطرح(لايكوف وجونسون) تساؤلاً في حال كان الزمن يتدفق على وفق استعارة حرفية فعلية إن يتدفق بمعدل معين بالنظر الى الزمن, اي يستوجب وجود زمن ما في درجة اعلى يتدفق الزمن بالنظر اليه؟!.اي اعتماد العبارة بوصفها استعارة حرفية مع تفسيرها استعارياُ وهذا شيء غير مجد وغير ومنطقي.



#ايمان_عبد_الستار_عطاالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى المجهول
- ثقافة المراة في المجتمع
- انهار لا تجف
- العيادة المسرحية
- مصطلح التطهير بين ارسطو وبريخت


المزيد.....




- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ايمان عبد الستار عطاالله - الاستعارة والزمن قراءات في كتاب الفلسفة في الجسد/جورج لا يكوف ومارك جونسون