عبد المجيد طعام
الحوار المتمدن-العدد: 5536 - 2017 / 5 / 30 - 01:20
المحور:
الادب والفن
وصلتني رسالة على الواتساب من مجهول كتب فيها:" العلم الحديث لم يكتشف إلا القليل من الحقائق العلمية المتواجدة في الإسلام..قرآنا و عبادات ما يعني أننا– نحن المسلمين– متفوقين على الغرب بملايين السنوات الضوئية"
أثارت المقدمة فضولي و قررت أن أواصل قراءة الرسالة ، ربما أجد فيها شيئا من اليقين الذي أبحث عنه ، فسار بي صاحبها في رحاب التمجيد و التهليل و المطلق و المجرد و كتب بكثير من الانشراح و الفخر:" آخر ما توصل إليه عالم غربي هو المعجزة العلمية الطبية المتواجدة في حركة الشاهد أثناء التشهد أو التحية .بين العالم أن هذه الحركة تعدل الدورة الدموية و تحمي الإنسان من أخطر الأمراض كالشلل النصفي و السكتة القلبية، و على ضوء هذا الاكتشاف العلمي الخارق أسلم العالم الغربي "
مباشرة بعد أن أعلن صاحبي خبر إسلام العالم حتى جعل الحروف تصدح :" الله أكبر..الله أكبر" ثم كتب ما يلي:" إن أنت نشرت هذا الخبر بين كل أصدقائك و معارفك ستحصل لك مفاجأة في اللحظات القليلة القادمة …و يصلك خبر سعيد خلال أربع و عشرين ساعة….لا تتردد اغتنم الفرصة.."
في البداية ترددت و لكن قلت في نفسي :" لن أخسر شيئا ..أغتنم الفرصة…." أرسلت الرسالة إلى كل معارفي على الواتساب ثم دخلت الحمام لأنعش جسدي بماء بارد في يوم حار، و أنا أرمي الماء على رأسي وجدتني أفكر في طبيعة الخبر الغريب و اصطفت أمام عيني تساؤلات أغرب :" كيف سيكون موقف أصدقائي مني بعد هذه الرسالة ؟ ماهي المفاجأة التي تنتظرني خلال اللحظات القادمة؟ "
أخذت حظي من الانتعاش فهممت بالخروج من الحمام لكن فجأة يرتفع جسدي إلى الأعلى و أسقط بكل قوة أرضا على عظام الحوض ، بمشقة طلبت الاستغاثة من زوجتي ، أوقفتني بصعوبة و كان الألم قاسيا اضطرني كي ألزم الفراش لأكثر من أسبوع، لا أستطيع أن أمشي لقضاء حاجتي إلا بمساعدة زوجتي و عصاي.
خلال كل إقامتي القسرية على السرير لم أتوقف عن التفكير في الصديق المجهول و الرسالة و المفاجأة … كبرت مخاوفي و كنت أنتظر مرور المدة التي حددها صاحبي بقلق كبير مخافة أن تحصل مفاجأة أخرى تغير كل مسار حياتي ولكن قبل أن تنقضي المدة بينت الفحوصات الطبية التي أجريتها أنني لم أتعرض لكسر في الحوض…و قال لي الدكتور :" السي عبد المجيد راه عظامك صحاح …أكيد أن نسبة الكلسيوم في عظامك معتبرة لهذا السبب لم تصب بأي كسر."
#عبد_المجيد_طعام (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟