ياسين لمقدم
الحوار المتمدن-العدد: 5535 - 2017 / 5 / 29 - 14:35
المحور:
الادب والفن
حكاية من الأثر الشفاهي تتعدد صياغتها وتختلف من قطر إلى آخر، ولكنها تتوحد في الجوهر.
وهنا أقدم صياغة لها بعد أن روى لي الحكاية أحد الأصدقاء...
***********
يحكى أن ثلاثة تجار تخلفوا عن قافلتهم بسبب سوء الأحوال الجوية والزوابع الرملية. وحدث أن صادفوا خيمة عجوز راعية، فطلبوا منها أن تأويهم إلى أن تهدأ الزوابع.
وافقت العجوز "ميمونة" على طلبهم، وقدمت لهم الماء والحليب، فأغدقوا عليها بالعطاء.
وعندما قامت إلى الصلاة، انتبه إلى قراءتها أحد التجار، فذهل عندما رآها تردد بعد كل تكبيرة أسماء الأواني المطبخية التي تمتلكها بدل قراءة القرآن، وهكذا كانت تقول أو ما شابه (الله أكبر، الكأس، الغلاي، البراد، الإبريق، الطنجرة، البرمة، الكسكاس، الله أكبر...). فقرر التاجر أن يصلح لها أمر صلاتها.
خلال ثلاثة أيام، وبعد جهد كبير، تمكنت الراعية من استيعاب سورة الفاتحة.
انقشع عجاج الصحراء، فودع التجار مضيفتهم ووعدوها باللإتقاء خلال كل رحلاتهم.
بعد عام كامل، وفي رحلة عودة القافلة التجارية، تعمد التجار الثلاثة أن يسلكوا السبل الصحراوية المؤدية إلى خيمة الراعية التي آوتهم من زوابع القفراء، وقد حمَّلوا إليها بعض العيسِ بالهدايا والطعام.
وعند حلولهم بخيمتها وجدوها واجمة مكفهرة، وبعد أن استفسروها عن أسباب حزنها. أخبرتهم أنها بعدما ودعتهم في رحلتهم الأولى نسيت ما حفظته من قرآن، وتلاشت من ذاكرتها طريقة صلاتها الأولى.
فقال لها التاجر مطمئنا : "رددي في صلواتك أي كلمة تمر بذهنك وإن شاء الله ستقبل صلاتك".
ثم توجه إلى رفاقه متأثرا وقال : "ميمونة تعرف الله، والله يعرف ميمونة".
#ياسين_لمقدم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟