أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - أحمد الخميسي - ميشيل باشليه واليسار الجديد














المزيد.....

ميشيل باشليه واليسار الجديد


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 1446 - 2006 / 1 / 30 - 09:35
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


في 16 يناير هذا العام فازت ميشيل باشليه في انتخابات الرئاسة في تشيلي . والرئيسة الجديدة في الرابعة والخمسين ، مطلقة ، ولديها ثلاثة أطفال ، توفي والدها – جنرال في سلاح الجو – تحت وطاة التعذيب في سجون الديكتاتور بونيشيه الذي أطاح بحكم سلفادور الليندي عام 1973 بتدبير أمريكي . اعتقلت عام 75 لنشاطها في الحزب الاشتراكي ، ثم نفيت إلي أستراليا ، وأصبحت طبيبة أطفال ، ثم درست العلوم العسكرية ، فعينت فيما بعد – في حكومة الرئيس لاجوس - وزيرة للصحة عام 2000 ، ووزيرة للدفاع بعدها بعامين ، والآن أصبحت أول سيدة تحكم بلدا في أمريكا اللاتينية ، وتعد نساء بلدها بنصف مقاعد الحكومة . تطرح ميشيل باشيليه مرشحة ائتلاف يسار الوسط برنامجها الرئاسي في النقاط التالية : تصفية الأسس الدستورية التي تبقت من حكم الطاغية بينوشيه – تعميق الديمقراطية – انهاء معاناة الفقراء والمحرومين والأقليات – إقامة مجتمع أكثر عدالة – مواصلة السياسات الاقتصادية التي قلصت نسبة الفقر بمقدار النصف – منح المرأة فرص عمل أوسع – إصلاح نظام المعاشات – رصد ميزانية أكبر للتعليم والصحة – مواصلة الانفتاح على الاستثمارات الأجنبية . ويأتي انتصار ميشيل باشليه استكمالا لانتصارات اليسار الجديد في أمريكا اللاتينية التي بدأت من فنزويلا مع وصول هوجو شافيز – صديق كاسترو الحميم- إلي الحكم عام 1988 وإعلانه أن : " جذور الفقر والجوع وتلوث المياه تمثل النموذج الاقتصادي المفروض على العالم بواسطة الرأسمالية الوحشية واللاأخلاقية " ، وأن : " الدول الصغيرة والفقيرة والمتخلفة لا تملك سوى الاتحاد " . ثم جاءت بعد ذلك البرازيل حين انتخبت لولا دي سيلفا – من عمال التعدين – رئيسا للبلاد في 2003، ثم حل الدور على الأرجنتين بعدها بعام فوصل إلي الحكم الزعيم اليساري نيستور كريشنر ، وفي نهاية 2005 اكتسح الانتخابات في بوليفيا قائد يساري آخر هو إيفو موراليس وهو أول زعيم من السكان الأصليين يحكم بوليفيا منذ خمسمائة عام . وبذلك أصبح حوالي ثلاثمائة مليون نسمة ( من أصل 365 مليون في أمريكا اللاتينية ) يعيشون في ظل حكومات يسارية . والقاسم المشترك بين دول أمريكا اللاتينية التي انعطفت يسارا هو الفقر المدقع ، والأزمة الاقتصادية ، وفشل برامج الإصلاح الاقتصادي وفق تعليمات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي . وفي فنزويلا التي تعد أغنى بلدان القارة بالنفط يعيش 80 % من السكان (من أصل 25 مليون نسمة ) تحت خط الفقر ، وفي البرازيل التي تشكل نصف مساحة القارة ويبلغ تعداد سكانها 180 مليون نسمة يعيش 55 % من السكان تحت خط الفقر ، ويبلغ تعداد الأرجنتين 35 مليون نسمة نصفهم تحت خط الفقر ، وفي بوليفيا
وتحتوي أرضها على ثاني أهم مخازن غاز في القارة يعيش ثلثا السكان تحت خط الفقر،
ويعاني في تشيلي ( من أصل 15 مليون ) خمس السكان من الفقر . البؤس الطويل الأمد ونهب ثروات تلك الشعوب ، وفشل كل برامج الإصلاح الاقتصادي وفق الوصفة الأمريكية ، فجر ذلك الوجود اليساري الذي لم يكف عن النشاط من قبل لعقود طويلة . ويشترك اليسار الجديد في أمريكا اللاتينيه في أنه ليس ذلك اليسار التقليدي بالمعنى الماركسي ، أو الشيوعي ، إنه يسار يعتمد على الطرق الدستورية والانتخابات ، والمزاوجة بين دور القطاع العام والقطاع الخاص ، والتعامل مع الاستثمارات الأجنبية ،
وتبني سياسات مستقلة بدرجات مختلفة عن شروط صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، وإعادة الاعتبار لدور وسيطرة الدولة بدرجات مختلفة ، ومضاعفة ميزانية التعليم والصحة ، والقيام بإصلاح زراعي محدود ، وتوسيع حقوق السكن والمعاشات ، وتعميق الديمقراطية دستوريا وفعليا ، وتوفير الخدمات الاجتماعية ، والرقابة على الأسعار ، والتحكم في موارد البلاد . وأخيرا تبني سياسة مواجهة العولمة الرأسمالية و"الليبرالية الجديدة" المتوحشة . وبطبيعة الحال فإن الأصول الفكرية للزعماء اليساريين الجدد مختلفة ، كما أن درجة عدائهم للاستعمار الأمريكي متفاوتة ، ولكنهم يحاولون جميعا أن يخرجوا من إطار السيطرة المطلقة لقوانين العولمة والهيمنة الأمريكية ، ليطرحوا نموذجا يساريا ، لا يدعي لنفسه ما تدعيه كوبا ، لكنه يحاول تحسين أوضاع بلاده بانتزاع حقوقه في التنمية والأرباح والثروات لصالح شعوبه ، ويحاول أيضا أن يتبنى سياسة واضحة بشأن التهديد الأمريكي للشعوب الأخرى . ومازال المجال مفتوحا أمام انتصارات أخرى ، إذ لا يستبعد الكثيرون أن يفوز اليساري القديم إيمانويل أورتيجا وجماعته السانديستية في الانتخابات القادمة في نيكاراجوا ، بعد أن فشلوا في ذلك عام 1990 . قد يكون جديرا بالذكر أن المقاومة العراقية التي تستنفد جهد وانتباه الأمريكيين قد ساعدت يسار أمريكا اللاتينية بدرجة أو بأخرى في النجاح الذي حققه ذلك اليسار الجديد . تحقيق النجاح ممكن في بلدان أشد فقرا وتخلفا من مصر ، فلماذا لم تستطع التيارات اليسارية والقومية والعلمانية عندنا أن تحصد شيئا في الانتخابات النيابية الأخيرة ؟



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحيل فؤاد قاعود .. موال الرفض والحرية
- الجوائز الأدبية وكرامة الكاتب
- اعتذار للشعب السوداني ، واستنكار لما جرى
- بروزاك .. صديق المبدعين
- ألفريد فرج .. في وداع الخيال
- الوجه الآخر لفوز الإخوان في مصر
- يوميات جندي أمريكي في العراق
- من أين يأتي الحزن ؟
- أقباط مصر .. هل يريدون الكثير ؟
- أحداث باريس وكلمات ألبير كامي
- الثقافة والطائرات
- المسألة القبطية وماجرى في الاسكندرية
- اللحظة الحرجة
- علاء الأسواني وروايته التي أثارت ضجة
- هي وأخواتها علماء العراق
- الرواية اليوم
- الانهيار الاقتصادي عصر مبارك
- الثورة مع الاستعمار
- فاجعة مسرح بني سويف
- نجم .. من الذاكرة !


المزيد.....




- اُعتبرت إدانته انتصارًا لحركة -MeToo-.. ماذا تعني إعادة محاك ...
- الحرب الأهلية في السودان تدخل عامها الثالث… نزيف أرواح متواص ...
- فيديو متداول لاكتشاف قاذفات أمريكية شبحية في الأجواء الإيران ...
- الإليزيه: استدعاء السفير الفرنسي في الجزائر وطرد 12 من موظف ...
- إطلالة محمد رمضان وجدل -بدلة الرقص- في مهرجان -كوتشيلا-.. ما ...
- هل كشفت فيديوهات الصينيين التكلفة الفعلية للماركات الفاخرة؟ ...
- مطرب يقسم اليمنيين بأغنيته -غني معانا-.. ما القصة؟
- لقطات حصرية من الفاشر المحاصرة وسكانها يوثقون لبي بي سي صراع ...
- كيف جلب -بيع- جنسية الدومينيكا مليار دولار للدولة؟
- غزة.. موت ينتشر وأرض تضيق


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - أحمد الخميسي - ميشيل باشليه واليسار الجديد