أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر زنكنة - العمامة فخرٌ وكرامة














المزيد.....

العمامة فخرٌ وكرامة


جعفر زنكنة

الحوار المتمدن-العدد: 5531 - 2017 / 5 / 25 - 12:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما نتصفح تاريخ العراق المُعاصر وأحداثه المصيرية من ثوراته وحركاته التحررية إلى المؤامرات الداخلية والخارجية لدول الاستكبار العالمي عليه، نجد أن للعمامة الدور الأبرز في كل تلك الأحدث. وبالرغم من أن البعض يحاول حصر دورها في مجال الحلال والحرام فقط، إلا أن الجمهور الواعي اليوم يدرُك جيداً ما قدمته العمامة المحمدية من تضحيات أفشلت جميع المخططات الاستكبارية ويدرُك أيضاً أنها من صنعت الحياة من جديد.
ولو استعرضنا دور العمامة ومواقفها على مدى التاريخ سنجد ذلك الدور واضحاً من خلال مواقف مراجعنا الربانيين بالتصدي لكل خطر كان يُهدد العراق والإسلام، ففي الحرب العالمية الأولى رأى مجتهدو النجف الأشرف في هجوم الإنكليز على العراق تدخلاً سافراً على وطنهم، فأفتوا بالجهاد لينخرط الشعب بأطيافه كافة، بما فيهم العلماء وطلبة العلم، بثورات شعبية دفاعاً عن وطنهم ومقدساتهم من الاحتلال الإنكليزي. وبعد إعلان حالة الانتداب دعا المرجع الشيخ ميرزا محمد تقي الشيرازي الشعب العراقي إلى مقاومة الاحتلال والثورة على الانتداب، فهب الشعب حاملاً سلاحه، فكانت الثورة العراقية الكبرى التي أرغمت الإنكليز على إعلان الحكم الوطني.
وظلت العمامة مستمرة بالتصدي إلى حين سقوط الطاغية صدام، وبالرغم من أن العمامة السياسية كان لها الدور الأبرز في إسقاط ذلك الصنم الذي كان يتربع على صدر العراق والذي شن حرباً مكشوفة ضد العمامة بشكل رئيس مما أدى إلى قتل العلماء وتهجيرهم، إلا أن البعض دعا إلى حصر دورها في المسجد فقط.
وبعد سقوط نظام الديكتاتور لم تسلم العمامة من الحرب الناعمة والخشنة عليها من الاستكبار العالمي المتمثل بأمريكا وإسرائيل، فكان أول استهداف بشكل علني في عملية إرهابية سافرة للعمامة السياسية في العراق، وفي الوقت الذي أخذ فيه الكثير يميل للقبول بفكرة الأمريكي المُخلّص من الحصار والداعي إلى استيراد دستور ورئيس بوصايا أمريكية، وقفت العمامة بوجه ذلك المخطط، ودعت إلى كتابة الدستور بأيادٍ عراقية، وفرض إرادة الشعب في تقرير مصيره.
بعد أيام من إجراء الانتخابات، ظهرت تيارات جديدة بعمل جديد ومُنظم، كان هدفها تعبئة الشارع ضد العملية السياسية وإرجاع كل فشل إلى العمامة المتمثلة بالمرجعية، لتتضح من هناك البصمات الواضحة للأيادي الأمريكية لإدراكهم دور المرجعية وقدرتها على إفشال مخططاتهم، فكان العمل هو دعم تلك التيارات، مثل العلمانية الفقيرة التي ليس لديها شيء سوى الترويج لفكرتها القديمة الجديدة (فصل الدين عن السياسة)، وبعض الحركات الدينية المصطنعة التي كانت تحمل أفكاراً عقائدية منحرفة كان الهدف منها ضرب العمامة في العراق.
وعند دخول عصابات داعش الأراضي العراقية، ووصولها الى أسوار بغداد، اختفت أصوات العلمانيين والليبراليين، لتهب العمائم السود والبيض بفتوى المرجعية الدينية لتلقين الجماعات الإرهابية دروساً من بطولات سيد الشهداء ووفاء أبي الفضل ÷، فتحققت الانتصارات. ومع عودة الحياة بفضل العمائم ورجالها، عادت الأصوات النشاز بالشعار الجديد (باسم الدين باگونا الحرامية) الذي أرادوا منه تسقيط الدين من خلال إسقاط المتدينين عن طريق تسويق كلمتين من هذا الشعار (الدين، الحرامية) لتترسخ في العقل اللاواعي للجمهور أن الدين مُلازم للحرامية فيكون المتدين في نظر الجمهور هو الحرامي، والمدني (اللا متدين) هو الشريف والحريص على وطنه، وإن أردتم التخلص من الحرامية فاتركوا الدين، وهذا ما كان يرمي إليه هذا الشعار ومروجوه والجمهور الناعق الذي لم يكن يعي خطورة هذا المخطط.
قلنا سابقاً، وما زلنا نقول، إن السراق لبسوا لباس الدين، سواء من أجل مصالحهم أم من أجل تنفيذ مخططات كُلّفوا بها بتمويل خارجي، ومن أراد أن يعرف أصحاب العمائم المحمدية الأصيلة فلينظر اليوم لمن يقف على سواتر العزة والكرامة في جبهات المعارك لتطهير الأرض ممن احتلها وسخّر أهلها وأرضخهم لأفكاره السوداوية، ومن ينظر بعين الوعي يدرك عظمة تلك العمائم التي استظل العراق بظلها طوال هذه السنوات لما قدمته من تضحيات في سبيل العيش بعزة وفخر وكرامة.



#جعفر_زنكنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احنه أهلكم لا تخافون
- قمة أم قمامة؟
- هيهات منا الذلة
- مواقع التواصل سلاح ثقيل في الحرب الناعمة !
- بلاد ما بين الحشدين


المزيد.....




- بعد إعلان حالة التأهب القصوى.. لماذا تشعر اليابان بالقلق من ...
- -روتانا- تحذف أغنيتي شيرين الجديدتين من قناتها الجديدة على ي ...
- منطقة حدودية روسية ثانية تعلن حالة الطوارئ مع استمرار تقدم ا ...
- كييف تتحدث عن تقدم قواتها في كورسك وموسكو تعلن التصدي لها
- هاري كين يكشف عن هدفه الأبرز مع بايرن ميونيخ
- منتدى -الجيش - 2024-.. روسيا تكشف عن زورق انتحاري بحري جديد ...
- وزير تونسي سابق: غياب اتحاد مغاربي يفتح الباب للتدخلات الأجن ...
- أيتام غزة.. مصير مجهول بانتظار الآلاف
- سيناتور روسي يؤكد أن بايدن اعترف بتورط واشنطن في هجوم كورسك ...
- حصيلة جديدة لعدد المعاقين في صفوف القوات الإسرائيلية جراء حر ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر زنكنة - العمامة فخرٌ وكرامة