فلاح هادي الجنابي
الحوار المتمدن-العدد: 5530 - 2017 / 5 / 24 - 17:28
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بعد أن هدأت الاصوات المتعالية من جانب المتنافسين في مهزلة الانتخابات الايرانية، وبعد أن صفي الامر على الملا روحاني لحاجة النظام له کي يخرجه من ورطاته و مآزقه لتمرسه في خداع العالم و التمويه عليه، فإنه من الضروري و المهم مراجعة الاعترافات المثيرة التي أعلنوا عنها في وجه بعضهم عن الاوضاع المأساوية في إيران في ظل حکمهم القمعي المتخلف.
هذه الاعترافات الواردة على لسان المرشحين للإنتخابات و الذين هم مسٶولون بارزون و ليست معلومات مستقاة من جهات أخرى أو مجرد تخمينات و التي کشفوا النقاب خلالها عن حجم الکوارث و المصائب و المآسي التي حلت بالشعب الايراني من خلال حکمهم الاهوج الذي جعل من إيران کلها مجرد إقطاعية لخدمة مآربهم المشبوهة، وإن هذه الاعترافات و ماقد وردت فيها من معلومات مذهلة عن حجم الخراب و الدمار الاقتصادي و الاجتماعي في إيران، يجب أن يکون درسا و عبرة لکل من يحلم بإستنساخ هذا النظام الفاشل أو يرى في قدوة و مثل أعلى.
من جملة المعلومات التي تفضح نظام الملالي و تکشف الواقع المأساوي في إيران من جراء الفساد و النهب الحاصل من قادة و مسٶولي هذا النظام، ماورد بخصوص أن 25 مليون يعيشيون في فقر مطلق وينامون جائعين، وإن معدل البطالة 40 بالمئة و ان قوات الحرس تهرب السلع من 114 رصيفا في الموانئ، و الامكانات وثروات المجتمع بيد 4 بالمئة و 96 بالمئة من سكان البلد محرومون من هذه الثروات والامكانات، کما أن الفوارق الطبقية قد إزدادت بنسبة 7 نقاط خلال الاعوام الاخيرة وهناك 16 مليون من سكان البلد يعيشون في العشوائيات و 11 مليون شاب بدون سكن يجب بناء مالايقل عن مليون سكن لهم سنويا و عدد الأميين الذين لا يعرفون القراءة والكتابة أكثر من 10 ملايين.
هذه الارقام المفزعة تشرح و تفسر بدقة بالغة ماقد فعله نظام الملالي طوال 38 عاما من حکمه الاسود القمعي الدموي، وکيف إنه قام بتوظيف کافة إماکنيات و ثروات الشعب الايراني من أجل تنفيذ مخططاته بتصدير التطرف الاسلامي و الارهاب و تأسيس الاحزاب و الميليشيات المتطرفة التي تنحصر مهمتها في نشر التطرف الاسلامي و الارهاب و محاربة قيم التقدم و الحضارة، وبطبيعة الحال فإنه لو تسنى لجهة محايدة کي تدقق في هذه الارقام و تطابقها مع الواقع، فإن الحقيقة ستکون أمر و أدهى، ذلك إن هذا النظام قد عودنا دائما على کشف جانب من الحقيقة و ليس کلها، ومن هنا فإن بقاء هذا النظام يعني بالضرورة دفع الاوضاع في إيران نحو المزيد من التدهور، والسٶال هو الى متى؟ وهل سيستمر الوضع في إيران هکذا الى الابد؟
#فلاح_هادي_الجنابي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟