أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد محسن عامر - حرب عن الفساد أم فصل في معارك كارتيلات المال في تونس














المزيد.....

حرب عن الفساد أم فصل في معارك كارتيلات المال في تونس


محمد محسن عامر

الحوار المتمدن-العدد: 5530 - 2017 / 5 / 24 - 15:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



حملة الإيقافات المفاجئة التي طالت وجوها متنفذة في الإقتصاد التونسي و المترافقة مع سقوط شهيد في احتجاجات تطاوين في جنوب البلاد ، و التي أخذت طابعا عنيفا أغلق باب الحلول السلمية بالتالي وضعت الحكومة في مأزق شبيه بمأزق بن علي عشية ثورة 14 جانفي . حملة الإعتقالات التي انطلقت البارحة لرجال أعمال تصر السلطة على إنقاذهم من المسائلة عبر قانون المصالحة يطرح سؤالا مهما حول مدى جدية الحكومة في محاربة حيتان الفساد و كارتيلات المال الذين يتجاوز نفوذهم الإقتصاد نحو الإعلام و الأحزاب الحاكمة بل فيهم (رجل الأعمال شفيق الجراية) من يلعب أدوارا إقليمية مرتبطة بالملف الليبي.

هناك صورة انمحت من الذاكرة السياسية إما طوعا أو في إطار توافق ضمني على نسيانها . صورة كمال لطيف رجل الأعمال المعروف و جزأ من العائلة المالكة في عهد بن علي مع غازي الغرايري و وفد من الهيئة العليا لتحقيق الثورة في زيارة للولايات المتحدة الأمريكية ، تلاها ظهور آخر له في إعلان أول حكومة منتخبة بعد الثورة التي كان على رأسها حمادي الجبالي . السؤال البديهي هنا ماذا يفعل كمال لطيف في هذا المشهد الجديد و ما علاقته بالمجال السياسي "الديمقراطي الجديد"؟ حادثة أخرى غريبة حدثت ؛ رجل الأعمال المعروف العربي نصرة و صاحب قناة حنبعل يلقى عليه القبض بعيد أيام من الثورة بتهمة كبيرة جدا و هي "الخيانة العظمى" ثم يطلق سراحه لاحقا و يغلق الملف نهائيا . هذا يقول أن حكومات ما بعد الثورة لم تخلق قطيعة ما مراكز النفوذ التقليدية و إنما العكس اندمجت داخل منطق إعادة ترتيب لا غير لوضع هيمني سابق اختل مع الثورة .

التقرير الذ أصدرته منظمة "مجموعة الأزمات الدولية" حول تونس أن نحو 300 "رجل ظل" يتحكمون فى أجهزة الدولة بتونس ويعرقلون الإصلاحات، وأن بعضهم يعطل تنفيذ مشاريع تنموية بالمناطق الداخلية ويحرك الاحتجاجات الاجتماعية فيها، لا يعتبر أمرا جديدا أو صادما . قد يكون تصريح رحل الأعمال شفيق الحراية المعتقل الآن دليلا فجا عن سيطرة لوبيات المال على السلطة . حين يقول رجل أعمال نافذ داخل السلطة و له تأثير على مجريات الصراعات التي تحدث داخل أحزاب الحكومة و حتى النزاعات الداخلية في حزب الرئيس نداء تونس عن صراعه مع الحوت الكبير كمال لطيف " طلبت منه أن يمسك كلابه و أمسك كلابي" بوضوح وقح . لا نحتاج بعدها كي نحاول استقراء طبيعة الصراع السياسي في تونس ..و لكن لنسأل لماذا حدثت الإيقافات الآن بالذات ؟
منذ ثلاث سنوات و في سابقة غريبة ، يرفض الأمن تنفيذ أمر قضائي بإيقاف رجل الأعمال كمال لطيف و تعجز السلطة على المواجهة و تصمت . لماذا إذا يقع إيقاف خصمه اللدود النافذ شفيق الجراية ؟
الفرضيات الممكنة تقول الآتي :

أن تصريح عماد الطرابلسي صهر الرئيس المخلوع قد قال حقيقة أكثر من اللازم حول لوبيات فساد بن علي التي تحميها السلطة الحالية و صار لزاما على النظام التضحية ببعض الرؤوس من أجل النجاة (دوم التنويه أن التصريح في ذاته صراع بين الهيئة و الحكومة حول ملف العدالة الإنتقالية).
أن احتجاجات تطاوين التي سقط فيها الشهيد السكرافي قد دقت ناقوس الخطر حول إمكانية تحول الإحتجاجات إلى انتفاضة جديدة تطيح بالنظام الحالي لذا وجب القيام بحركة استباقية لم يجد بن علي وقتا للقيام بها مع عائلته المافيوزية أثناء الثورة .
أن صراع رجال الظل الخفي على الهيمنة على البلاد قد آل أخيرا لصالح الرجل القوي كمال لطيف .
أن ما يحدث لا يعدو أن يكون مسرحية جيدة الإعداد قادرة على ذر الرماد في العيون و بالتالي خلق تنفيس آني للأزمة الحالية سياسيا و اجتماعيا ..
بغض النظر عما يحدث، لا يمكن أن تكون هذه الحملة التي اعلنتها الحكومة ضد رجال أعمال نافذين لا يمكن أن ينظر لها من خلال حسن نوايا . فتاريخ الوفاقات و الدفاع الشرس على قانون مصالحة اقتصادية يبرأ بارونات الفساد لا يمكن أن يمنحنا ثقة في هذه الحركة الجديدة التي قامت بها السلطة ..هل هي حرب ضد الفساد ..لا نعتقد ذلك



#محمد_محسن_عامر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشباب و الإنتفاضات العربية: البحث عن الشرعية السياسية
- ماذا يريد محسن مرزوق من جبهة -الإنقاذ-
- شراء السياسة ، تحشيد الجماهير و بيع الشعب
- الإدمان على الغاز المسيل للدموع : المفروزون أمنيا في تونس.
- النخبة و تقديس الشعبوية
- وينو لستقلال يا دم الفلاڨة
- الحشيش إرهابيا
- نحو جبهة ديمقراطية موحدة في الانتخابات البلدية القادمة‎
- من الثورة إلى الردة
- قانون الإنتخابات البلدية : البندقية ، السلطة ، السياسة
- كرة القدم و الوطنية الرثة
- عن مأزق الليبيرالية التونسية
- اعترافات -يسارية- في ذكرى الثورة المغدورة
- إشكالية الأخلاق عند -العضو- اليساري
- الأمزغة ..العربنة ..التونسة
- عفى المجتمع عن من اغتصب
- الموساد ضيفا في تونس
- إلى روح الزعيم فرحات حشاد
- المراهقة الرسطمية و الشيخ الستيني المشهور
- يسار مهلل -للترامبية-


المزيد.....




- رد فعل غريزي مدهش.. فيلة تشكّل -دائرة تأهب- لحظة وقوع زلزال ...
- -يشمل نزع سلاح غزة-.. مسؤول في حماس يكشف تفاصيل المقترح الإس ...
- مؤتمر دولي حول السودان في غياب طرفي الصراع، وارتفاع الانتهاك ...
- الزائر الأحمر يربك سماء العراق وأكثر من 1800 حالة اختناق
- شركة يابانية تكشف عن ذئب آلي (فيديو)
- عريضة إلى نتنياهو من وحدة السايبر الهجومي والعمليات الخاصة ب ...
- مقتل 19 مدنيا وإصابة 85 آخرين بهجمات أوكرانية على مناطق روسي ...
- غوتيريش يعرب عن قلقه البالغ إثر استهداف مستشفى الأهلي في غزة ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل قصف غزة.. قتلى وجرحى وتدهور غير مسبوق ...
- الخارجية اللبنانية: المحادثات مع الرئيس السوري كانت بناءة


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد محسن عامر - حرب عن الفساد أم فصل في معارك كارتيلات المال في تونس