|
اشكاليات تعاطي الاخر مع -الآخر- : العمارة نموذجا
خالد السلطاني
الحوار المتمدن-العدد: 1445 - 2006 / 1 / 29 - 12:31
المحور:
الادب والفن
تهتم الدراسة في تمجيد الحوار الثقافي المرموق بين الذات والاخر ، من خلال متابعة اكتشاف " الذات " لاهتمامات " الاخر " ، فيما يخص رؤية الاخير لـ " الاخر " المختلف ثقافيا وجغرافيا واثنيا ؛ وكيفية تعاطيه لحل اشكالات الفهم الخاص والمتفرد للارث الحضاري المغاير ، مع الحرص على توظيف مقاربات فكرية غير مسبقة تنشد رؤية الحدث كما هو ، لا كما يتعين له ان يكون ، وعبر " ميكانيزم " مفهوم " التأويل " الذاتي ، المؤسس لفعل الحوار الحضاري الرفيع ؛ والذي تعود نتائجه التطبيقية بفائدة ابستمولوجية و مهنية ايضا ،على كلا طرفي الحوار ؛ " حوار " – طالما كان حضوره في المشهد الثقافي الاقليمي، سببا لتقييمات متنوعة ومتباينة ؛ ولهذا فان الدراسة تسعى الى تسليط الضوء على اهمية ذلك الحوار البناء ، الذي منه يستمد الابداع الحقيقي مرجعيات متعددة ومتجددة له .
نالت المنطقة العربية او ما يعرف بمنطقة الشرق الاوسط ، اهتماما خاصا من قبل الغربيين وتحديدا الاوربيين منهم ، كونها المنطقة الاقرب الى قارتهم جغرافيا ًاولا ، وثانيا ان معظم دول المنطقة الحالية كانت يوما ما خاضعة للنفوذ الاستعماري الاوربي ، الامر الذي حتم وجود علاقات جبرية مع الدول الاوربية . ولئن صاغت " المركزية الاوربية " في السابق ، منظومة تراتبات هرمية للعلاقة مع الاخرين ، ولاسيما في الجانب الثقافي منها ،( وهومجال اهتمامنا الحالي لشمول العمارة في ذلك الجانب )، مانحة نفسها مشروعية " سلطة " اعتبار المعايير الاوربية وقيمها كنموذج وحيد ومحدد للتمدن والتحديث ، فان اشكال القطيعة الثقافية مع الغرب التى مارستها " الانتلجينسيا " الوطنية التى اضطلعت بمهام الحكم اثرالاستقلال السياسي عن الدول الاوربية الاستعمارية ، وسعيها وراء هدف تثبيت الهوية الوطنية والقومية متوسلة لبلوغ ذلك الهدف بارتداد ماضوي ، اعتبرته وسيلة وحيدة ناجعة لتحقيق تلك القطيعة ، نجم عنه بان وجد دعاة القطيعة انفسهم في مأزق حقيقي وتناقض قاس ٍ مع مفردات الحياة اليومية لشعوبهم ، تلك المفردات المؤسسة للبناء المعرفي والذي تكون ّ معظمه على المعارف والعلوم الغربية ، فضلا على ان معظم المؤسسات الاقتصادية والسياسية المشكلة للجهاز الحكومي للغالبية من تلك الدول ، تدين بوجودها الى الانظمة والمؤسسات التى ابتدعها الغرب ذاته ، الامر الذي يجعل من المستحيل اقامة قطيعة مماثلة بينها وبين نظيرتها في الغرب كما يود ويأمل مروجو تلك الاطروحة . وقد نتج عن دعوات القطيعة والانغلاق والتجاهل التى مارسها بعض الحكام " الوطنيين " تجاه الثقافة الغربية عموما والاوربية على وجه الخصوص ، نتائج عكسية لم تسفر سوى ارساء مفاهيم " وهم " الذات المتعالية المتوهمة بالصفاء والنقاء ، وتكريس " الاخر " كحالة معادية تستوجب الحذر والتوجس والرهاب منه ، كما ساهمت تلك الدعوات الى ترسيخ " ايديولوجيا " الغاء الاخر المختلف ، وعدم الاعتراف به وبمنجزه ، وانتشار" ثقافة " ممارسة القرارات المسبقة التى لا تستند على معرفة حقيقية به ، ولا مهتمة في محاولة ادراك كنه مشروعه الثقافي . وفي مواجهة تينك المقاربتين ، اللتان نراهما مغلقتين : المقاربة الاولى التائقة الى صوغ معايير ثقافية معينة رأيناها تستند الى مرجعية محددة ووحيدة ، وساعية الى فرض قيمها على الاخرين من دون مراعاة ظروف الزمان والمكان ؛ والثانية الرافضة " للاخر " ابتداءا ، كما اشرنا ولا تعترف بمنجزه ، والغاصة حتى اذنيها باطروحة تثبيت " الهوية الوطنية او القومية " المتكئة على منظومة قيم مترعة في " ماضويتها " و " متطلعة " الى الزمن السالف كمصدر وكمرجعية وحيدة لتشكيل تـلك المنظومة ؛ في مواجهة تلك الحالة نشأت الحاجة الى تقصي مقاربة آخرى ، مقاربة مبنية على التفاعل الثقافي ،والتعاطي بمعيار تكافؤ الخصوصيات الثقافية المتنوعة ، والابتعاد قدر الامكان عن ممارسة الالغاء والاقصاء والاختزال جانبا ً ، والحرص على فهم " الاخر " وثقافته وبالتالي عمارته ، من دون حاجة لهيمنة ولاعادة انتاج القيم الثقافية / المعمارية اياها ؛ او التشبث بنزعة الانطواء واهمال " الاخر " وتجاهل منجزه الثقافي / المعماري . وقد ساهم في تسريع ايجاد تلك المقاربة وأكد حضورها في المشهد الثقافي العالمي ، مسعى تيارات ما بعد الحداثة الى تأسيس كيان معرفي متكامل ، يتوافق منجزه مع ظهور واقع جديد وملموس متشكل بفضل النجاحات التى احرزتها الثورة العلمية – التكنولوجية، ووفرة المعلومات وتزايد الاتجاه نحو العولمة . لم يكن ظهور المقاربة " الثالثة " في الخطاب الثقافي العالمي رهين فترة السنين القليلة الماضية مع ان الفترة الاخيرة هي التى ابانت بشكل صريح ومباشر خصوصيات تلك المقاربة وسماتها الواضحة . والامر الاكيد بان حضورها الثقافي / المعماري البليغ في الوقت الراهن ، يرجع الى ارهاصات سابقة ، شاب ظهورها كثيرا من التشتت والتباعد ، واشتغل على ثيمتها مبدعون في اوقات مبكرة جدا ً . يمكن لمتتبع مسار المقاربة الجديدة ان يلحظ ثمة خصائص معينة ومحددة انطوت عليها تلك الفعالية الابداعية. لم تكن تلك الخصائص متمثلة في مثال معين حصرا ، وانما يمكن رصدها في جملة امثلة متفرقة ومتعددة ، شكلت بمجموعها ظاهرة المقاربة التى نتكلم عنها ، ونحاول هنا قدر المستطاع تثبيت بعضا ً منها ، كي يمكننا ، لاحقا ، بموضوعية ان ندرك اهمية وقيمة النشاط المعماري الذي نشأ في المنطقة العربية والمصمم من قبل آخرين ، وتحديدا الغربيين منهم . ونحن هنا نسقط بتعمد الفعالية التصميمية التى انحازت الى الاتجاه الاول التى تكلمنا عنها سابقا ً ، تلك المقاربة المستندة على محاولات فرض القيم المعمارية الخاصة بها والتى تستقي مرجعيتها التصميمية من ما يسمى " بالمركزية الاوربية " وقيمها ومبادئها على خصوصية فضاءات بيئية وثقافية مختلفة عنها ومغايرة لها ، ، والتى في الحقيقة لم يقدر لها ان تثري المشهد المعماري بامثلة تصميمة رصينة تغري في الاحتذاء والمحاكاة . يتطلع الجهد المعماري الذي نتكلم عنه الى ممارسة نوع من تغاضٍ ، وحتى تنصل عن مساعي اقامة تراتب هرمي Hierarchy بين الثقافات ، معترفا باهمية وقيمة منجز الثقافات " الاخرى " ، بعيدا عن الحكم عليها او تقييمها بمنظور يعتمد على قيم جمالية خاصة . وهذا الجهد الثقافي هو الذي يدفع بالمعماريين على وجه الخصوص للتعاطي مع مفهوم العمارة خارج اقانيم Hypostasis علم الجمال الكلاسيكي الذي سادت سلطته في الخطاب الفلسفي الغربي لفترات طويلةً . من هنا تبدو تلك المحاولة وكأنها كشف جديد لمنظور آخر غفل عنه النقاد من قبل ، وبالتالي اضحى من الضرورة بمكان التعاطي مع العمارة بوصفها منتجا ليس فقط متشكلا وفقا لاشتراطات علم الجمال الكلاسيكي ، وانما بوصفها صنيعا مشغولا بالاضافة الى القنوات المعرفية المؤسساتية ، فانه ناتج ايضا عن تظافرمجموعة عمل الاجناس الابداعية الاخرى مثل الفنون البصرية والموسيقى الشعبية والفن الشعبي وحتى الفن الشفاهي ،التى تشترك جميعا بذائقتها الفنية وفطنتها المكتسبة عبر قرون من التجريب في ارساء وتحقيق ذلك الصنيع ؛ بعبارة اخرى يتأسس صنيع العمارة المهجنة من حضور " فرشة " مفاهيم متنوعة ، مفاهيم ما انفكت تتشكل بصورة دائمة طالما كانت هناك جماعات بشرية تبتغي التفاعل فيما بينها ، وتغتني باضافات مهمة من ذلك الخزين الذي يرفد العمارة والثقافة بقيم معرفية جديدة . من هنا تتكشف وتتبلور خاصية تكوينية جديدة طبعت الناتج المعماري بطابع خاص ، تميز به منجز المقاربة الثالثة ، وهذه الخاصية معنية بجعل تشكيلات الناتج المعماري غير مشروطة بحضور القيم الجمالية والمتطلبات الوظيفية والقواعد الانشائية لوحدها فقط ، كما كان الامر متعارفا عليه من قبل ، وانما تجعل ذلك المنتج وليد اشتراطات معرفية عديدة ومتباينة في اختصاصاتها بضمنها المعارف البيئية والتاريخية والانثروبولوجية وعلوم الاجتماع والاقتصاد السياسي . تنزع رؤى المعماريين المهتمين بالمقاربة الثقافية التى نحن بصددها ، والتى دعوناها بالمقاربة الثالثة ، الى التعاطف ومن ثم القبول بنتائج فعالية التهجين المعماري ، الفعالية المعنية بتراكب مرجعيات ثقافية مختلفة ،لانتاج منجز معماري جديد غالبا ما تكون لغته التصميمية على ايدي المعماريين الجادين ذا حضور مميز في الخطاب المعماري ، جراء انتماء عناصره التكوينية الى خصوصية اجواء الثقافات المشاركة في عملية التهجين ؛ لكننا يتعين ان نشير بان بلوغ ذلك المنجزالمتفرد كان دائما رهنا ً بحضور حالتين ، أولهما التحقق من عدم تسييد او أفضلية ثقافة على آخرى ، وثانيا التسليم بظاهرة اوجه الاختلاف بين تلك الثقافات ، ليتسنى بعد ذلك الدنو بسلاسة الى تخوم المشاركة الفعالة . ويعد حضور هاتين الحالتين ، امرا ً لا مندوحة منه لجهة اتمام مهام عملية التثاقف بصيغتها الابداعية. من جانب آخر ، تغدو ظاهرة الانزياح المعماري نحو " الجنوب " ، التى نرصد موجتها الواسعة الان والتى بدأت حركتها في العقود الاخيرة الماضية ، وكأنها تؤسس لمنتج معماري بخصائص معينة تتجاوز المرجعيات التى شكلتها طبيعة الثقافات الوطنية والقومية . بمعنى آخر ، ان المنتج المعماري الجديد وان انتمى الى خصوصيات ثقافية معينة ومختلفة ، فانه في ذات الوقت يسعى الى تجـاوزها فـي آن واحد . وهذا المنهج المركب الجدلي الذي يعتمد على مفهوم " الانتماء والتجاوز " ، هو الذي يسم الفعالية الابداعية الخاصة بالمقاربة الثالثة بسمة الفرادة والتميزّ . فمن جهة يحرص المعماريون الغربيون العاملون في مناطق غير غربية ،( وكذلك المعماريون غير الغربيين العاملين في بلاد اخرى غير بلادهم ) الى ان تكون قراراتهم التصميمية منسجمة مع تنظير مستقى من خزين معرفي وجمالي محدد . بيدان توظيف مثل تلك القرارات اياها في فضاءات آخرى ، وفي مواقع مغايرة كان يتطلب في كثير من الاحيان تصويبا وتعديلا مستمرين لسنن ذلك التنظير واشتراطاته ؛ اي ان ثمة حراك لجدلية دائمة تتجاذب نوعية القرارات المنتمية الى اصول معرفية معينة ، من ناحية ، ومن ناحية آخرى ، هناك الرغبة في مواءمة تلك القرارات مع اشتراطات المكان الجديد والعمل على انسجامها مع طبيعة المناخ والبيئة الثقافية المغايرة ، ويتم ذلك من خلال تجاوز " دوغماتية " التشبث النصي في ادراك مفهوم تلك القرارات وعدم التسليم بمصداقيتها المطلقة . ثمة ممارسة ممّيزة يمكن رصدها في بعض اعمال المعمارين الغربيين العاملين في المناطق الجنوبية . وتشغل الان تلك الممارسة حيزا ملموسا من النشاط المعماري الذي نتكلم عنه . كثيرا ما تنطوي سمات تلك الممارسة المعمارية على مبالغة في تأكيد عناصر تكوينية محددة ، تكون عادة مستلة من مفردات لغة العمارة التقليدية وتوظيفها بصورة مغالية في الحلول التصميمية للمباني المشيدة في تلك المناطق ، توخيا ، كما يطمح مصمموها الى تأكيد خصوصية المكان ، ونكهته و "روحه " . بيد ان النتائج المعمارية المترتبة جراء تلك الممارسة ، والمعتمدة اساسا على الفهم السريع والسطحي لثقافة الاخر ، وعدم التمييز ماهو اصيل و " شعبوي " ، يجعل من تلك الممارسة ، التى يلجأ اليها العديد من المصممين والحائزة على تقبل محسوس من قبل بعض المستفيدين ، يجعل منها نوعا من الاستطرادات التوليفية الحافلة بالعناصر " المَعَـارضَة " الباستيشية Pastiche الرخيصة . وسوف لا نعير اهتماما كثيرا لتلك الممارسة ، نظرا لخواءها التكويني ، وحصر اهتمام " منجزها " في الاعلاء من غرائبية الفعالية البنائية والالحاح في تمجيد شعبويتها . في خضم عملية الانزياحات الكبرى المؤسسة لظاهرة الممارسة المعمارية في فضاءات مختلفة ، تبرز اشكالية معرفية جديدة ، يتعين اولا ً ، تحديدها ، ومن ثم تفسيرها ، حتى لا يتسنى استثمار دعوات " التعددية المطلقة " ، وتوجيهها وجه مختلفة ، تضر ّ في الاخير بمصداقية الحوار الجاري المعبر عنه بالممارسة المعمارية . فالادراك السطحي لمفهوم التعددية ، يمكن له ان يظهر رجحان كفة ثقافة معينة على آخرى ، ما لم تدرك الخلفيات التاريخية بامعان ، التى ساهمت من جهة في ارتقاء بعض من تلك الثقافات المتحاورة وضمورالبعض الآخر منها ، والتى في محصلتها نجمت ظاهرة اللامساواة في التمثيل الثقافي . ومن دون الالمام الكافي بهذا الجانب المفاهيمي ، ومن دون الاستعداد لتقبل نتائجه ، فمن الصعب بمكان الحصول على منجز تصميمي مثير ، ناشئ عن تلاقح القيم الثقافية المؤسسة لتلك المفاهيم المعمارية ؛ وبغير ذلك ، فان مفهوم التعددية المعمارية يأخذ منحا ً آخر ، منحى يماثل الى حد كبير اتاحة الفرصة " لعمارات " منتمية لثقافات مختلفة " بالكلام " من دون الاصغاء الواحدة للاخرى ، الامر الذي سينجم عنه مشهدا بيئيا ً حافلا بضجيج العناصر التوليفية Eclecticism ، والتى لا يمكن لها الا ان تكون تعبيرا عن احتفاءات ساذجة للتعددية . ربما ساعدت عملية " تفكيك " خلفيات الفعالية الابداعية المؤسسة للمنجز المعماري ، والتى حاولنا ان نشير الى بعض منها ، الى تأشير اهمية معالم ذلك المنجز الحصيف وتأثيراته على طبيعة البيئة المبنية لكلا الطرفين المتحاورين . بيد ان اهتمامنا في منهجية التحليل والتفكيك ينبغي ان لا ينظر اليها كمحاولة لخلق منظومة فكرية / ايديولوجية صارمة ، يسترشد بها لوحدها لمعاينة الظاهرة المفحوصة ، بل يتعين ادراكها وتقييمها ضمن سياق مجرى المعرفة الواسع الذي لا يتحدد بضفاف ؛ فتعدد المرجعيات الثقافية المشكلة للحدث المرئي افضي الى مفهوم تعددية المناهج الذي به ( بهذا المفهوم ) ، يمكننا ان نفحص وندرك الحدث الجديد من نواحي معرفية متنوعة ، لا تتحدد بآليات واشتراطات منهج نقدي معين . فالمعرفة ينظر اليها الان ، كنتاج دائم التشكل والتغيير ، وبالتالي فان كيانها اوسع من ان يـُلبّس رداء منهج محدد ؛ انها منتج بامكانه ان يؤثر ويتأثر ،الامر الذي يضيف موجبا ً آخرا لمصداقية الركون والاعتماد على اطروحة تعددية المناهج ؛ وفي حالتنا المهتمة بالشأن المعماري وفي ضوء آايات تعددية المناهج ، تعد المقاربة التصميمية التى سعينا الى فرز سماتها بمثابة ظاهرة لفعالية ابداعية نراها مثمرة ، تتعاطى مع فعالية تأويل النص الاخر من قبل " الاخر " ، ذلك " الاخر " الذي انتقيناه بعناية ، بصفته ذاتاً مثقفة ومبدعة في آن . وضمن حدود هذا الاطار المعرفي فان الظاهرة التى تكلمنا عنها قد اندرجت مفاهيمها مؤخرا في ادبيات النقد الحداثي ضمن تحديدات اصطلاحية عديدة ؛ ولعل مصطلح " مابعد الكولونيالية " ،كاحد مناهج مابعد الحداثة ، هو الاقرب لمفهوم تلك الممارسة ، مستعينين بادوات نقد مناهج ما بعد الحداثة في اضاءة الحدث المدروس من جوانب عديدة ، ومستفيدين ما تم نشره عن مفهوم " ما بعد الكولونيالية " ، بضمنها العدد الخاص من مجلة " القاهرة " المصرية العدد ( 180 ) نوفمبر 1997 والمكرسة مواضيعها لذلك المفهوم .
لقد اشرنا في معرض كلامنا السابق عن اتجاهات ظاهرة الانزياحات نحو الجنوب . وهذه الظاهرة قابلها بالطبع انزياح آخر مؤثر وهام ، بحركة معاكسة من " الجنوب " ذاته نحو " الشمال " . وبحكم اقتصار الدراسة وتحديد اطر اهتماماتها بسياقات الاتجاه الاول ، فسوف لا يتسنى لنا تناول الجانب الاخر من ظاهرة " الانزياحات " الثقافية ،معترفين بان كلا الجانبين لهما تأثير مهم واساسي لجهة ترسيخ الاسس النظرية والتطبيقية للاطروحة المعمارية التى نحن بصددها ، والناطقة " بصوت " مميز في ّالخطاب الثقافي العالمي المعاصر . ثمة اسباب عديدة ساهمت مجتمعة في جعل الظاهرة المعمارية الناتجة عن حركة الانزياح الثقافي باتجاه الجنوب ، لان تكون ظاهرة معمارية مؤثرة ، قيمّ بعض نشاطها كونه نتاجا مبدعا وطليعيا ً في الوقت نفسه . ونرى ان معرفة وتقصي موجبات تلك الظاهرة وبواعثها سيكون امرا مفيدا ومطلوبا لجهة التقييم الموضوعي . ومن ضمن الاسباب الرئيسية التى اثرت في بزوغ الظاهرة وحضورها المميز في الممارسة المعمارية ، هي مايلي : اولا- قلة الكادر المهني في غالبية مناطق دول الجنوب . ثانيا- نقص الخبرة المهنية المتخصصة لدى الكادر " الوطني " ، ولا سيما في مجالات معينة كمشاريع الاسكان والتخطيط وتصميم وتنفيذ المشاريع المعمارية والهندسية الكبرى . ثالثا – شحة الكادر المتخصص في اعمال الخدمات الهندسية كالاعمال المدنية والكهربائية والميكانيكية والصحية . رابعا – النزوع نحو تسريع عمليات التحديث والاعمار في البيئة المبنية المحلية ، والتوق لاستخدام اساليب ومواد انشائية حديثة وغير تقليدية . خامسا ً – تطلع بعض النخب السياسية والمهنية المؤثرة في اتخاذ القرار ببلدانها ،في الحصول على تصاميم مميزة ، تتساوق لغتها التصميمة مع مجرى التوجهات المعمارية الحداثية العالمية ، بحكم اطلاع تلك النخب على مجريات المتغيرات الثقافية في بلاد الغرب ، وتأكيد الرغبة في محاورة الاخر . سادسا – وفرة الموارد المالية في بعض الدول العربية ، وخصوصا في الدول النفطية مثل العراق والسعودية ودول الخليج ، والتى تجلت بها ظاهرة الانزياح المعماري بصورة واضحة ، فضلا على افتقار تلك الدول على ابنية مناسبة تلبي مختلف احتياجات انماط المؤسسات الناشئة التى فرضتها سيرورة التقدم السريع الجاري في تلك الدول .
وقد تكون ثمة اسباب اخرى على قدر من الاهمية لم يتسن لنا ذكرها الان ، عملت على تبيان وتكريس ظاهرة دعوة معمارين غربيين للعمل في بيئة المناطق الجنوبية ؛ بيد الامر المهم هو ان كثيراً من المعماريين المساهمين في هذه الظاهرة ، انطوت تصاميمهم على لغة معمارية حداثية ؛ كما ان لهم حضورأ بارزا في المشهد المعماري سواء كان ذلك في بلدانهم ام على النطاق العالمي . والملاحظ ان غالبية المعماريين الغربيين الذين عملوا في مناطق الجنوب ، كانوا بشكل وبآخر متعاطفين مع اكثرية فحوي النقاط التى تكلمنا عنها سابقا ً ؛ فبالاضافة الى طبيعة ثقافتهم وتطلعاتهم الداعية الى قبول الاخر ، والاعتراف بمنجزه ، فان نتاجهم الابداعي هو الذي كرس في الاخير ، مفهوم الظاهرة التى دعيناها " بالمقاربة الثالثة " الظاهرة الفريدة في منجز الممارسـة المعمارية العالمية. سنتناول لاحقا بعضا من تلك الممارسات ، التى نرى في تكويناتها التصميمية نزوعا واضحا لتجسيد الحدث المعماري الذي نحن بصدده . ليس في نيتنا بالطبع تسجيل كل ما تم ّ انجازه في هذا المقام وتقصي نماذج الظاهرة تصميم وراء تصميم ، او مبنى وراء مبنى ؛ لكننا سنتوقف مليا على بعض الامثلة التصميمية لمعمارين معروفين سعوا وراء اثراء الخطاب الثقافي بممارسة معمارية فريدة في قيمها ، واستثنائية في لغتها التصميمية . وسنحاول بعد اتمام العرض السريع لمنجز النتاج المعماري اياه ، ان نصل الى خلاصات وتقييمات عامة لهذا النشاط الحيوي والبارز في منجز العمارة المعاصرة ، والذي اسهمت تطبيقاته في اثراء الممارسة المعمارية سواء في مواقع الجنوب ... اوفي مناطق الشمال ايضا ً . وتجدر الاشارة باننا قد حدننا اطار اهتمامنا للظاهرة التى نتكلم عنها في حدود منجز عمارة الحداثة ، المنجز الذي تسعى هذه الدراسة الى ادراك قيمه وتطمح الى فحصه وتحليله بموضوعية .
تكاد تكون مساهمة " لو كوربوزيه ( 1887-1965 ) Le Corbusier - المعمار العالمي الشهير من اوائل المحاولات الجادة في قراءة منجز العمارة العربية – الاسلامية قراءة تأويلية ، قراءة مفعمة بالاحترام العميق لمنجز تلك العمارة والاعتراف الطوعي باهميتها . ويتعين الاشارة الى ان ادراك وفهم محاولات المعمار الفرنسي المعروف ينبغي ان تكون ضمن السياق التاريخي لمسيرة لو كوربوزيه المعمارية : الغنية والمتشعبة ؛ ولاسيما محاولاته في ايجاد " فورم " تصميمي جديد متشكل من قيم ومبادئ معمارية جديدة . ورغم ان جميع التصاميم المعدة من قبل المعمار والمخصصة الى المنطقة العربية لم تنفذ ( عدا تصميم واحد مخصص الى بغداد / العراق نفذ بعد وفاة المعمار ، سنشير اليه لاحقا ) ؛ فان قيمة تلك المشاريع العربية واهميتها المعمارية من ناحية التكوين الفضائي والمفردات ، ستظل تمثل اضافة جادة في تطورمعجم اللغة المعمارية الحداثية ، وفي الاخص دراساته المتعلة بـ " كاسرات الشمس " - Louvers ؛ ( وهي عوارض ثابتة او متحركة توضع عادة في واجهات المباني تسهل دخول الهواء مع حجب اشعة الشمس ورد ّرذاذ المطر) ؛ تلك الدراسات التكوينية القيمة التى تمّ استنباطها ، وبايحاء واضح من خصوصية البيئة المبنية العربية التى صمم لها ، ومن ادراك واع ِلثقافة المكان وتأويل مجتهد للحلول المعمارية التى افرزتها الفعالية التجريبية المغتنية بالفطنة الشعبية واستمرارية التقاليد ؛ ونزعم بان رائدية توظيف تلك الدراسات قد اغنّت المعالجات الواجهية للعمارة الحديثة ، وانتشل الاخيرة من عواقب الطريق المسدود ، التي بدأت تظهر بوادرها بصورة مقلقة جراء التكرار الممل لاستخدامات مفردات واجهية بعينها في غالبية نتاجات العمارة الحديثة . يعتبر حدث تصميم فيلا سكنية في قرطاج بتونس سنة 1931 ، اول محاولة جادة في مسعى المعمار لتجريب قيم " العمارة الحديثة " خارج بلدان القارة الاوربية . واذ كانت الحلول التكوينية للفيلا تعيد " اجواء " عمارة البيوتات السكنية التى اشتغل عليها لو كوربوزيه ابان تلك الفترة ؛ فان ما يضاف الى تلك الحلول هو نزعة المعمار لتفهم تبعات تأثير عـامل المنـاخ المحلي الجديد وشمسه الساطعة ، وما ترتب عنه من تقصي قرارات تصميمـية تتواءم وظيفتـها مع اشتراطات العامـل الجديد . بيد ان الدرسات الواسعة والمستمرة التى اشتغل عليها لو كوربوزيه لتخطيط واعمار مدينة الجزائر ، والممتدة منذ 1936 ولغاية 1942 ، تكشف لنا مدى اهمية القيم الجديدة المستنبطة من ادراك عميق لقيم الثقافة الاخرى ، ومحاولة المعمار في تفسير بعض عناصر تلك الثقافة ، والسعي وراء موائمة جادة بين المنطلقات النظرية التى يتكأ عليها المصمم المعروف ، وخلاصة التجارب البنائية في المكان الجديد ، التى تجسدها الحلول المعمارية التطبيقية منظورا اليها وفق موشور فعالية التأويل . وما المعالجات الواجهية الرائدة التى انطوى عليها " برج الجزائر " المتعدد الطوابق والحافلة بحضور كاسات الشمس سوى ، في اعتقادنا ، تمثيل لاكتشافات مبدعة ، متأتية من خلال تأويلات جسورة ، اشتغل عليعا المعمار الفرنسي ، وهو في لحظة تلاقي مثمرة مع منجز الثقافة العربية في تجلياتها المعمارية . ومعلوم ان تلك الكشوفات الاولية " للكاسرات " وما تلاها من دراسات فنية وعلمية معمقة ساهمت جميعها في ظهور واضافة مفردة تكوينية جديدة للمعجم التكويني لتيار " العمارة الحديثة " ؛ تلك المفردة التى لاقت قبولا واسعا من غالبية المصممين بمناطق جغرافية وثقافية متنوعة ؛ لما اكتنزته المفردة اياها من حسن الاستجابات الوظيفية المترعة بطاقة جمالية كبيرة . وتجدر الاشارة بان دراسات " لو كوربوزيه " النظرية والتطبيقية لمفردة " كاسرات الشمس " التى استخدمها لاول مرة في تصاميم المباني المخصصة الى مدينة الجزائر ، قد سبقت ظهور مبنى " ريو دي جانيرو " ( 1939 ) بالبرازيل ذات الواجهة المميزة والرائدة في توظيف " الكاسرات " ، والتى جراءها انبهر العالم المعماري بها لطزاجة اسلوب تكوينات الواجهة وحضورتلك المفردة بصورة بليغة ومقنعة ؛ المفردة التى تم محاكاة استخدامها لاحقا ً في كثر من المباني ذات الوظائف المختلفة المصممة من قبل معمارين عددين والمخصصة الى مناطق اثنية وثقافية متنوعة . في الخمسينات من القرن الماضي ، وجدت الحكومة العراقية انذاك مسوغات عديدة للاستعانه بخيرة معماريين عالمين مرموقين وتكليفهم باعداد تصاميم ذات مقاسات ووظائف مختلفة سعيا الى تحقيق مشروع طموح لاعمار البلاد ضمن فترة زمنية قصيرة ، ومن ضمن الاسماء المدعوة لتلك الغايات كان " لو كوربوزيه " الذي كلف عام 1957 باعداد تصاميم " المجمع الرياضي " للعاصمة العراقية . يسترجع " لو كوربوزيه " في تصميمه لمجمع بغداد الرياضي فكرة تصميمة سابقة كان قد اقترحها ايضا لمشروع مجمع رياضي في باريس سنة 1939 . وظاهرة استرجاع افكار مشاريع سابقة وتوظيفاتها مرة اخرى لمشاريع مخصصة الى بيئات ثقافية مغايرة ، سنراها متحققة لدى كثر من المعماريين الذين عملوا لدول الجنوب . ونشير في هذا الصدد الى مشروع مجلس الاعمار ووزارة الاعمار ببغداد ( 1957 ) والمصمم من قبل " جيو بونتي ( 1891-1979 ) Gio Ponti " ، والذي ايضا يستعيد المصمم الايطالي المعروف هيئته من هيئة مبنى سابق هو “ برج بيرللي Pirelli Tower "( 1956-58 ) في ميلانو بايطاليا . وثمة سوابق اخرى لمعمارين آخرين عمدوا الى نقل نتاجهم السابق الى بيئات مختلفة ثقافيا وبيئيا ، كمثال " الفار آالتو " الذي سيأتي ذكره لاحقا . بماذا يمكن تفسير هذه الظاهرة ؟ بادئ بدء ، لا يتعين اسقاط نتائج الاستقصاءات التصميمة التى وصل اليها المعمار جراء دراسات مضنية وعميقة اجراها على موضوعة تصاميم سابقة قريبة من " ثيمة " مشاريع سيقدر له العمل عليها لاحقا . فالقناعات التصميمية التى تمّ تحقيقها لا تتلاشى ببساطه من وعى المعمار كما انها لا تزول بسهولة من ذخيرة المعمار لمجرد ان مشروعا ما لم يكتب له التنفيذ او اهمل تحقيقة لسبب ما ؛ ذلك لان تأثير تلك القناعات لدى المعمار ستظل تعمل بوعي او دونه في تقصي الحلول التصميمية للمشروع الاتي . هذا من جانب ، ومن جانب آخر ، وبحكم طبيعة الدراسة التى نحن بصددها ، فان ظاهرة التحولات الموقعية للمشاريع المصممة من قبل بعض المعماريين ، وامكانية معايشتها لاجواء وامكنة مختلفة ، تدلل فيما تدلل على عزوف طوعي لمنظومة التراتب الثقافي وحتى تقويضا لها . فالمعمار الذي يصمم مشروعا لبيئة ثقافية معينة ، سوف لا يجد غضاضة في توظيف ذات الافكار التصميمة لمشاريع معدة الى بيئات آخرى ، والتى لا يمكن لها ( اي لهذه الثقافات الاخرى ) الا وان تكون موضوع اعتراف واحترام المصمم اياه ، وبالتالي فنحن ازاء تكريس ظاهرة " عدم تسييد " ثقافة على آخرى ، كما اشرنا سابقا ، بل ثمة ترسيخ ندية متكافئة يمكن الخروج بها اثر تلك التحولات . ورجوعا الى تصميم " لو كوربوزيه " للمجمع الرياضي البغدادي ، فان مصير المشروع ، كما اغلبية المشاريع الاخرى ، لم يكتب لها التحقيق في حينها ، وتم لاحقا في سنة 1976 تنفيذ " القاعة الرياضية المغلقة " فقط ، بمشاركة تصميمية من مكتب لو كوربوزيه بباريس ، التى اتسمت هيئتها على حضور تقصيات لو كوربوزيه المعمارية الاخيرة ، ولا سيما ابحاثه فيما يخص استخدامات " المودلير " كمنظومة تناسبية حددت ابعاد ومقاس وفورم القاعة المغلقة البغدادية .
مدرسة العمارة الاكاديمية الملكية الدانمركية للفنون
#خالد_السلطاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
جبرا ابراهيم جبرا : المثقف رساما ً
-
تنويعات عمارة ما بعد الحداثة
-
كتاب - خواطر السنين - : مكان .. يتوارى
-
العمارة ، بصفتها قبولاً للآخر : عمارة مبنى سفارة الدانمرك في
...
-
معاداة الاخر : ايران نموذجا
-
عمارة زهاء حديد :واقعية الفضاء الافتراضي
-
عمارة مابعد الحداثة : المصطلح والمفهوم
-
زمن - الجهاد - الارهابي : زمن الارتداد المشين
-
عمارة مكتبة الاسكندرية : الحيز ، المكان ، والزمان
-
سلالة الطين : الكاتب ، والكتاب
-
تسعينية جعفر علاوي - العمارة بصفتها مهنة
-
مسجد ما بعد الكولونيالية
-
رسالة مفتوحة الى برهان شاوي
-
صفحات منسية من تاريخ العراق المعماري: مبنى مجلس الامة-الى ال
...
-
تحية الى 9 نيسان المجيد
-
نكهة العمارة المؤولة
-
مصالحة ام ... طمس حقوق؟
-
مقترح شخصي ، لادانة جماعية
-
المشهد المعماري في الدول الاسكاندينافية بين الحربين - صفحات
...
-
الانتخابات و - رياضيات - الباجه جي المغلوطة
المزيد.....
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|