|
الدور الهدام لسورة الفاتحة 2
سامي الذيب
(Sami Aldeeb)
الحوار المتمدن-العدد: 5526 - 2017 / 5 / 20 - 12:03
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
كما وعدتكم، استمر هنا بعرض مفهوم الآيتين اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ (اليهود) وَلاَ الضَّالِّينَ (النصارى) اعتمادا على كتابي: الفاتحة وثقافة الكراهية، والذي صدر في اربع لغات: العربية https://goo.gl/FBKDDe الفرنسية https://goo.gl/mUIWnF الإنكليزية https://goo.gl/aeHdu2 والألمانية https://goo.gl/Duz1mp ونبدأ بالمقدمة . المقدمة ----- اركان الإسلام خمسة وهي: الشهادة والصلاة والصيام والزكاة والحج. وفي الشريعة الإسلامية، من ينكر فريضة الصلاة يعتبر مرتدًا وينفذ عليه حد القتل. ومن لا يؤدي الصلاة كسلًا يعتبر آثمًا ويجبر على أدائها، وإن رفض ذلك يقتل. ونجد عقوبة القتل حتى عند ابن رشد الحفيد (توفى عام 1198) الذي يُنظر له كفيلسوف متنور. ويحق لرب العائلة إلزام افراد عائلته الذين يتقاعسون عن الصلاة على إدائها، وهو ما ينطبق حتى على القاصر بداية من عمر عشر سنين، وفقا للحديث: مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر. . وحتى في يومنا هذا على المسلمين إداء الصلوات الخمس والكف عن أي عمل خلال أوقات الصلاة المحددة. وهناك فتوى سعودية تطلب من الدولة فصل الموظف الذي يرفض إداء الصلاة ويسمح لزميله ان يقتله . وتنص المادة 306 من قانون العقوبات الموريتاني على عقوبة القتل بكل صراحة. فهي تقول:
كل من ارتكب فعلًا مخلًا بالحياء والقيم الإنسانية أو انتهك حرمة من حرمات الله أو ساعد على ذلك، ولم يكن هذا الفعل داخلًا في جرائم الحدود والقصاص أو الدية يعاقب تعزيزًا بالحبس من ثلاث أشهر إلى سنتين وبغرامة من 5000 أو قية إلى 60000 أوقية. وكل مسلم ذكرًا كان أو أنثى ارتد عن الإسلام صراحة، أو قال أو فعل ما يقتضي أو يتضمن ذلك، أو أنكر ما علم من الدين ضرورة، أو أستهزء بالله أو ملائكته أو كتبه أو أنبيائه يحبس ثلاثة أيام، يستتاب أثناءها، فإن لم يتب حكم عليه بالقتل كفرًا وآل ماله إلى بيت مال المسلمين. وإن تاب قبل تنفيذ الحكم عليه رفعت قضيته بواسطة النيابة العامة إلى المحكمة العليا. وبتحقق هذه الأخيرة من صدق التوبة تقرر بواسطة قرار سقوط الحد عنه وإعادة ماله إليه. وفي جميع الحالات التي يدرأ فيه الحد عن المتهم بالردة يمكن الحكم عليه بالعقوبات التعزيرية المنصوص عليها في الفقرة الأولى من هذه المادة. كل شخص يظهر الاسلام ويسر الكفر يعتبر زنديقا يعاقب بالقتل متى عثر عليه بدون استتابة ولا تقبل توبته إلا إذا أعلنها قبل الاطلاع على زندقته. كل مسلم مكلف امتنع من اداء الصلاة مع الاعتراف بوجوبها يؤمر بها وينتظر إلى آخر ركعة من الضروري، فإن تمادى في الامتناع قتل حدًا، وإن كان منكرًا وجوبًا قتل كفرًا، ولا يفعل في تجهيزه ودفنه ما يفعل في موتى المسلمين، ويكون ماله لبيت مال المسلمين، ولا تثبت هذه الجريمة إلا بالإقرار. . ووفقًا للشريعة الإسلامية، لا تصح الصلوات الخمس التي يجب على المسلم إدائها إلا إذا تم خلالها قراءة الفاتحة . ويتم أيضا قراءة الفاتحة خلال عقد الزواج وعند زيارة المقابر وفي مناسبات أخرى. والفاتحة هي السورة الأولى في القرآن وفقًا لمصحف عثمان المتداول، والسورة الخامسة وفقًا للتسلسل التاريخي الذي اعتمده الأزهر. وتتكون من سبع آيات من ضمنها الآيتان السادسة والسابعة التي تقول: اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ. صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ. . وما يهمنا في هذا الكتاب هو تفسير هذه الآية خلال العصور، وخاصة معرفة من هم المغضوب عليهم، ومن هم الضالون. والجواب يمكن اختصاره بجملة واحدة مفادها: المغضوب عليهم هم اليهود، والضالون هم النصارى، كما يسميهم القرآن، والذين يطلق عليهم عامة لقب المسيحيين. ولكن لا يليق رمي الكلام على عواهنه، بل يجب البرهنة على ذلك من خلال ما كتبه المفسرون وتقديم الحجج التي ساقوها. فمن دون هذه الحجج، لا يصح إعطاء هذا المعنى لعبارتي "المغضوب عليهم" و "الضالين". فمن الممكن ان يكون لهاتين العبارتين معنًا عامًا ينطبق على كل آثم وكل من يحيد عن السبيل الذي سنَّه الله. . وإن كان فعلًا هذا هو المعنى الذي إعطاه المفسرون لهاتين العبارتين، يحق لنا ان نتساءل كيف للمسلمين ان يتعايشوا في سلام ووئام مع اليهود والنصارى بينما يرددون هذا الدعاء في صلواتهم الخمسة ضمن سورة الفاتحة. وإن كان هذا موقفهم من اليهود والنصارى، وهم اهل الكتاب، فما بالك بموقفهم ممن لا ينتمون إلى اهل الكتاب؟ . في شريط متوافر على الأنترنيت ، ترد فتاة عمرها سنتان على أسئلة دينية. ومن بينها: من هم المغضوب عليهم، فتجيب اليهود، ومن هم الضالون، فتجيب النصارى. ماذا يمكننا ان ننتظر من الشباب إذا كانوا يلقنون منذ صغرهم مثل هذا التفكير؟ . يحترق اليوم المجتمع العربي والإسلامي في آتون الطائفية البغيضة. ويحق لنا في هذا الوضع ان نتساءل من أين أتت هذه الطائفية وهذا البغض؟ وكيف يمكننا ان نضع حدًا لهذا الوضع دون تغيير جذري للدين الإسلامي. إن الكراهية التي تتضمنها الآية السابعة من سورة الفاتحة نحو اليهود والنصارى لا تقتصر على هؤلاء. فالمسلمون بشر كباقي البشر، ولا يمكن للكراهية إلا ان تثمر رد فعل رافض عند من يعقلون بينهم. فكل واحد منا يبحث عن مُثلٍ في الدين، أي كان هذا الدين. وإذا لم نجد إلا الكراهية والتمييز في الكتب الأساسية للدين الذي ولدنا فيه، فسوف نشعر بنفور تجاه هذا الدين الذي يفرضه المحيط العائلي والمدرسي والمجتمعي والحكومي. . وهذا قد يفسر موجة الإلحاد التي تجتاح الدول العربية والإسلامية. فالنص الديني الأساسي لا يفرخ فقط ارهابيين يقطعون الرؤوس، ويسبون النساء، ويسترقونهن ويفرضون عليهن ملابس تحط من كرامتهن. لا بل يفرخ أيضًا رافضين للدين. وقد رأينا ذلك في الغرب عندما مارست الكنيسة سلطتها ولجمت حرية التعبير واشعلت الحرائق في معارضيها واقامت محاكم التفتيش. ونرى ذلك بين بعض المسلمين الذين يحرقون ويمزقون القرآن ويعلنون جهارًا رفضهم للإسلام. وهناك مصادر تقول بأن عدد الملحدين في العالم العربي والإسلامي قد يصل إلى قرابة 75 مليون شخص . وهذا العدد أكبر بكثير من عدد الإرهابيين، حتى وإن يظهر هؤلاء الإرهابيين بصورة أوضح في المجتمع بسبب تصرفاتهم العنيفة.
وينقسم هذا الكتاب إلى قسمين. القسم الأول يعرض سورة الفاتحة بصورة عامة. أما الجزء الثاني، فيعرض نصوص المفسرين عبر العصور مرتبين وفقًا لتاريخ وفاتهم. . وإلى مقال قادم . ادعموا حملة "الترشيح لنبي جديد" https://goo.gl/X1GQUa وحملة "انشاء جائزة نوبل للغباء" https://goo.gl/lv4OqO . النبي د. سامي الذيب مدير مركز القانون العربي والإسلامي http://www.sami-aldeeb.com طبعتي العربية وترجمتي الفرنسية والإنكليزية للقرآن بالتسلسل التاريخي: https://goo.gl/72ya61 كتبي الاخرى بعدة لغات في http://goo.gl/cE1LSC يمكنكم التبرع لدعم ابحاثي https://www.paypal.me/aldeeb
#سامي_الذيب (هاشتاغ)
Sami_Aldeeb#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الدور الهدام لسورة الفاتحة 1
-
الدور الهدام لسورة الفاتحة
-
لا تبنى كنيسة فى الإسلام - فتوى ازهرية عام 1997
-
هل اللعنات والشتائم من شيم الإسلام؟
-
بعد شنق الإستاذ محمود هل جاء دور البارون محمد؟
-
الثورة الصاخبة والثورة الصامتة
-
ضد حرق القرآن... ومع ترتيبه
-
شيخ الأزهر السابق يدعو إلى هدم الكنائس
-
متابع: الإسلام لا يستحق الإصلاح
-
إن كان عندك بيضات
-
حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في خمس دقائق
-
هل نؤجل الطعن في القرآن؟
-
هل يجرؤ الاساتذة مناقشة كتابي عن اخطاء القرآن؟
-
الخوف من الأنبياء الجدد (8): حضرة النبي الدجال
-
الخوف من الأنبياء الجدد (7): الملحدون هم الأنبياء الجدد
-
الخوف من الأنبياء الجدد (6): هوس المتدينين
-
الخوف من الأنبياء الجدد (5): نريد نبي مشاغب
-
القرآن تأليف حاخام مسطول - تعليق
-
جائزة نوبل للغباء
-
الخوف من الأنبياء الجدد (4)
المزيد.....
-
استهداف ممتلكات ليهود في أستراليا برسوم غرافيتي
-
مكتبة المسجد الأقصى.. كنوز علمية تروي تاريخ الأمة
-
مصر.. حديث رجل دين عن الجيش المصري و-تهجير غزة- يشعل تفاعلا
...
-
غواتيمالا تعتقل زعيما في طائفة يهودية بتهمة الاتجار بالبشر
-
أمين عام الجهادالاسلامي زياد نخالة ونائبه يستقبلان المحررين
...
-
أجهزة أمن السلطة تحاصر منزلا في محيط جامع التوحيد بمدينة طوب
...
-
رسميًا “دار الإفتاء في المغرب تكشف عن موعد أول غرة رمضان في
...
-
ساكو: الوجود المسيحي في العراق مهدد بسبب -الطائفية والمحاصصة
...
-
هآرتس: إيهود باراك مؤسس الشركة التي اخترقت تطبيق واتساب
-
الاحتلال يسلم عددا من الاسرى المحررين قرارات بالابعاد عن الم
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|