|
فضائح العقل الملحد - دراسة في تهافت الحجج العلمية و الفلسسفية لمقولة الإلحاد - ريتشارد داوكنز نموذجا - مقدمة الكتاب
عادل عبدالله
الحوار المتمدن-العدد: 5524 - 2017 / 5 / 18 - 12:07
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
- 1 - حين نتّخذُ من كتاب " وهم الإله " لعالِم البيولوجيا التطوّرية " ريتشارد دوكنز " مدخلاً و نموذجاً تطبيقياً لنقد مقولة الإلحاد في الفكر و الثقافة الغربية المعاصرة بأسرها - كما يشير عنوان كتابنا لهذا المعنى - فإنّ لمثل هذا الإجراء المنهجي ما يبرره من المقدمات و الحقائق الموضوعية التي لا أقول تسمح به فقط، بل و تجعله إجراءً موفّقاً و مُيسّراً يمكّن القرّاء من الإطّلاع عن كثب على جميع تلك الحجج و الإستدلالات المسوّغة لمقولة الإلحاد في الثقافة الغربية، على الأخص بعد أنْ عمل داوكنز على جمع الكثير من تلك الحجج في مؤلّفٍ واحدٍ له، من أجل وضعها في لحظةٍ مواجهةٍ فكرية و علمية مستعرة تسعى الى النيل من جميع تلك الأفكار و المعتقدات الدينية التي تقف ضدّاً عليها . و لمّا كانتْ طبيعة المواجهة هذه مصممةً بحسب أهواء داوكنز و طريقة فهمه الفلسفية الجائرة والقاصرة عن بلوغ حقيقة الصراع بين مقولتي الإلحاد و الإيمان، رأينا أنّ كتاب " وهم الإله " يمثّل عينةّ نادرةً و وسطاً نقدياً أمثلاً للكشف عن طبيعة الصراع هذا و ممكنات أطرافه المعرفية بعد عرضها بطريقة منصفة تعززها الوقائع و تشهد لها الوثائق لتمنح القارئ الكريم تصوّراً صادقاً عن حقيقة الإلحاد المعاصر و أسسه المعرفية المسوّغة له، تلك التي عمل كتاب داوكنز على تصويرها منيعةً متماسكة لا بدّ و لا خلاص للدين و المتدينين من رفع الراية المعرفية البيضاء على قلاعهم إذعاناً و إقراراً منهم بحتمية حسم ذلك الصراع لصالحها . نعم، لقد كان لمثل هذا الإجراء النقدي ما يبرره من الوقائع، سواءٌ أتعلق المنهج هذا بطريقتنا الخاصة في التعامل مع كتاب داوكنز و مقولة الإلحاد على نحوٍ عام من جهة، أو تعلّق الأمر نفسه – من جهة أخرى - بمؤلّف الكتاب السيد ريتشارد داوكنز الذي حرص في كتابه هذا على أنْ ترتفع نبرةُ صوته عالياً و هي تجاهر بالإلحاد مبشّرةً بعقيدته و بخياره الأفضل للناس حيناً أو تتسعُ على نحو بالغ الوضوح حيناً آخر، من أجل أنْ تبدو هذه النبرةُ الخاصة مثقلةً بحمل رسالة إنسانية شاملة لا بدّ لـ " كاهن الإلحاد " ريتشارد داوكنز من إيصالها الى ألناس، لا بوصفه الناطق الرسمي العلمي و الثقافي المتحدث اليهم نيابةً عن تاريخ الإلحاد و الملحدين جميعا فحسب، بل بوصفه المًنقذ المنتظر و الفاتح المحرّر الذي سيستخدم جميع الوسائل التأليفية الممكنة المحظور منها و المباح، الواقعي و المختلق، اعتقاداً منه باستجابته لدعوة وجهها الناسُ له وهم متضرعون يترقبون بصبرٍ فارغ قدومه لإنقاذهم من شرور الدين و ويلاته النفسية و العقلية و الإجتماعية التي تبطش بهم في كلّ حين، كما تسفرُ مقدمةُ كتاب "وهم الإله" و الكثير من فقرات فصوله بكل وضوح عن هذه المعاني كلّها . إذن، فقد أدّى ريتشارد داوكنز اليمين الدستورية على أن يتّخذ من الله عدّوا له و إنّ يكون كتابه "وهم الإله" خطبةً لاذعةً موسّعة ضدّ الدين على نحو عام، و ضدّ الإيمان بالله على نحو خاص، كما يقول الفيلسوف الأميركي الشهيرAlvin Plantinga، من حيثُ أنّ الكتاب هذا و هو " يعالج في المقام الأول قضية الأخلاق، يتبنّى حملةً صليبية لا أخلاقية تتسمُ بالتكبّر و العجرفة، و لا يتحدث صاحبها كفيلسوف يعالج الأدلة ليصل الى استنتاجات منطقية، إنّما يتحدثُ كواعظ أصولي يرسم طريق ألخلاص و يهدد بالطرد من الرحمة، جميع أولئك المؤمنين بالله ممن لم يهتدوا بعد لعقيدة الإلحاد و دعوته لهم، كما يقول الفيلسوف الملحد " مارتن رويس " ، بل هو كتاب صبّ الزيت على النار، و تمّت قراءته بوصفه إعلان حربٍ على الدين ألسائد كما يقول Stewart Robertفي عرضه النقدي المفصل للكتاب . - 2 – أشرنا خلال الفقرة السابقة الى جهتين من الأسباب و المبررات التي تسوّغ لنا التعامل النقدي مع مضمون كتاب داوكنز بوصفه نموذجاً يمكّننا من توجيه النقد لمقولة الإلحاد كلّها من خلاله، و لئن كانت الفقرة الأولى مخصصةً لعرض بعضٍ من الوقائع التي تخصّ داوكنز من مجموع تلك المبررات، فإنّ الفقرة الحالية ستكون مخصصة لعرض أسبابنا الخاصة و مبرراتنا لأتخاذ ذلك الإجراء النقدي المتداخل الموسّع منهجاً لنا، و على النحو التالي: أولاً : لمّا كان داوكنز قد استحضر في كتابه " وهم الإله " عدداً كبيراً من نصوص الحجج و الإستدلالات التي قدّمها الفلاسفة و العلماء لجهة إثبات وجود خالقٍ متعالٍ للكون و الحياة، في محاولة منه لدحضها و تفنيدها أمام أعين الملأ، لم يكن – بكلمة حقٍ تُقال– أميناً منصفاً في طريقة استحضاره لمجموعة الحجج تلك وفقاً للنصوص الصحيحة التي وضعها أصحابها، إنّما عمد و بقصدٍ مبيّتٍ على تحريفها و تشويهها بهذه القدر أو ذاك، ظنّاً منه أنّ إخراجها بهذه الهيئة الجديدة المزوّرة ستمكّنه من تحقيق غايته المغرضة في النيل منها و التشهير بها، بل و السخرية منها أيضا، لكن ورغم ذلك كلّه، أيْ رغم عبث داوكنز بتلك النصوص و تحريفها حدّ مسخ أصولها يمكن القول بثقة بالغة بأنّ محاولات داوكنز في تفنيد تلك الحجج و الردّ المقابل عليها، لم تكن في حقيقيتها سوى فضائح معرفية مخجلة و محزنة، الأمر الذي أضطرنا الى مجموعة من الإجراءات يمكن عدّها أسبابا و مبررات تسوّغ لنا النظر الى نقد مضمون كتاب داوكنز بوصفه نقداً لمقولة الإلحاد كلّها، أمَا عن مجموعة الإجراءت هذه فهي: أ : استحضار تلك الحجج و الاستدلالات التي قدّمها العلماء و الفلاسفة لجهة إثبات وجود الله، بحسب نصوصها الأصلية، أي قبل أن تمتدّ يدُ داوكنز للعبث بها و العمل على تشويهها، و هو إجراء معرفي ينجز نفسه بطبيعة الحال في الفضاء المعرفي الواسع لصراع مقولتي الإيمان و الإلحاد، أي بعيداً عن الحدود الضيقة الخانقة لعرض المقولتين كما قُدّمتا في كتاب " وهم الإله " و هذا ما فعلناه بالتحديد في كثير من ألمواضع، منها على سبيل المثال، خلال استحضار داوكنز لحجج القديس توما الإكويني و بليز باسكال للرد عليها، قدر تعلّق الأمر بالنصوص الفلسفية، و منها أيضاً طريقة استحضاره لمبدأ " التعقيد غير القابل للاختزال " بصورة بالغة التشويه و البذاءة قدر تعلّق الأمر بالتعامل العلمي لداوكنز مع النصوص المنتقاة من هذا الميدان المعرفي لغرض تفنيدها. ب: لمّا كان نقدُ داوكنز لتلك الحجج و البراهين و الأدلّة على وجود الله نقداً قاصراً عن تفنيدها، ساخرا منها، مثيرا للحزن و الشفقة في نوع فهمه لها و في طرائق تفنيده لمضامينها، عملنا خلال ردّنا عليه، على فضح هذه المسائل كلّها مبينين على نحو بالغ الوضوح، الفارق المعرفي الكبير جداً بين الصيغ المنطقية المحكمة التي أودعها أولئك العلماء و الفلاسفة في حججهم و استدلالاتهم، و بين طريقة الردّ المضحكة التي استخدمها داوكنز لتفنيد حجج خصومه بعد أنْ أكرهها على المكوث في فضاءٍ ضيّق نتيجةً لفهمه السئ لها. و ليس يخفى على أحد، أن مثل هذا الإجراء التصحيحي يتطلّب تعريف القارئ الكريم و على نحو موسّع يتخطّى الحدود المعرفية لكتاب داوكنز، بالأهمية المنطقية و التاريخية لتلك الحجج أولاً، ثم معالجتها و التعامل معها و نقدها من بعد، وفقاً للنصوص الأصلية التي وردتْ فيها، و هي المسألة التي تكفل لنا بكل تاكيد، لا بيان التماسك المنطقي لتلك الحجج و امتناعها عن سبل النيل منها حسب، بل تكفل لنا في الوقت نفسه، الكشف عن : أنّ ريتشارد داوكنز لم يدحض و لم يفنّد من مضامين تلك الحجج القوية سوى المغالطات و التحريفات التي أضافها بنفسه اليها، أو تفنيده لفهمه الخاص المغلوط عن مضامين تلك النصوص، و هذا ما اتفق المناطقة على تسميته بمغالطة رجل القش . ثانياً : لم تكن مجموعة الحجج و الاستدلالات الفلسفية و العلمية التي حرص داوكنز على انتقائها بعناية، ممثلةً في حقيقتها إلاّ للنزر اليسير من مجموع حجج الفلاسفة و العلماء الرامية لإثبات وجود الله، ناهيك عن كونها ممثلة لأفضل الحجج و أقواها و أمنعها على الدحض، الأمر الذي استدعى منّا بالضرورة عرض مجموعة أخرى من حجج العلماء و الفلاسفة لجهة اثبات وجود الله، و هو أمر تغافل عنه داوكنز بصورة كلّية ، ربّما لجهله بنوع تلك الحجج و عدم اطلاعه الخاص على مضامينها، او ربّما لمعرفته بها و تفضيله خيار التغاضي عن استحضارها احتراماً لقدرته المعرفية الضئيلة في الحجاج معها، و مثل هذا الإجراء المتمثل باستحضارنا لمجموعة أخرى من حجج الفلاسفة لجهة اثبات وجود الله – مما سكت داوكنز عنها - يعدّ بطبيعة الحال مبرراً آخر يعزز منهجنا في التداخل و الإنتقال من المضمون المحدود لعرض قضية الالحاد كما وردت في كتاب " وهم الإله " الى المضمون الواسع الذي تتكشف عنه مقولة الإلحاد بأجمعها. ثالثاً : كان ريتشارد داوكنز قد طرح في كتابه " وهم الإله " مجموعة كبيرة، خطيرة و مهمة من الأسئلة التي تحاول النيل من عقائد المتدينين، ثم غادر المكان على عجلٍ دونما تحريره أية إجابة عنها، ربّما لجهله بتلك الإجابات أو ربّما في محاولة خبيئة منه لإيهام قرّاء كتابه بأنّ هذا النوع من الأسئلة التي تمّ له طرحها عن حقيقة الإيمان، تحرج المتدينين بعدم إمكانهم الإجابة عنها أبداً، و هو أمرٌ مخالف للواقع المعرفي – الفلسفي و العلمي – الذي يخبرنا على نحوٍ بالغ الوضوح بأنّ ما خلّفه داوكنز من أسئلة معلّقة الإجابة، قد تمت الإجابة عنها جميعاً بطرق مقنعة صحيحة من قبل نخبة من العلماء و الفلاسفة في مراحل مختلفة من تاريخ المعرفة البشرية، و ليس يخفى أنّ عرضنا تلك الإجابات يضعنا في قلب الإشكال المعرفي لمقولة الإلحاد في صراعها المستمر مع عقيدة الإيمان بالله عند حدود الميادين المعرفية الثلاث، أعني الدين و العلم و الفلسفة . رابعاً : في أكثر من موضع من كتابه " وهم الإله " كان داوكنز يعمدُ الى استحضار عددٍ من الأفكار الإلحادية المهمة التي سبق له طرحها في بعضٍ من مؤلفاته السابقة او مقابلاته التلفزيونية أو مناظراته الأكاديمية العامة، لكن من دون أنْ يمرّ على ذكر الردود القاسية التي تعرّضتْ لها أفكاره تلك، مفنّدةً أيّاها أو فاضحة مغالطاتها، الأمر الذي أضطرنا الى الرجوع الى تلك الردود و عرضها كلّما سمح السياق لنا بذلك، و هو نوع إجراءٍ آخر يتطلّب توسيع دائرة نقد الإلحاد و تفنيد حجج داوكنز لصالحه . خامساً : بإختصار شديد، ثمة صراعً ناشبٌ مستعر بين مقولتي الإيمان و الإلحاد، تخوضه نخبٌ من العلماء و الفلاسفة حول موضوعات معرفية كبرى، ظنّ ريتشارد داوكنز أنّ مثل هذا الصراع قد تم حسمه لصالحه من خلال مجموعة الأفكار التي تضمّنها كتابُه " وهم الإله " و هو تصور لا حقيقة له البتة، كما سيتولّى كتابنا إثبات ذلك، أمّا عن طبيعة الموضوعات الكبرى هذه فهي كالتالي : - التصميم الذكي للكائنات الحية المعقّدة الذي ينسبُه المؤمنون الى خالق مدبّر عظيم في مقابل الطبيعة العمياء التي ينسبُ اليها الملحدون عملية الخلق الحياتي عبر عاملي الصدفة و الزمن . - المبدأ الإنثروبي و نظرية الأكوان المتعددة، و هما النظريتان اللتان يفسّر من خلالهما الملحدون السببَ في وجود الثوابت الفيزيائية الستّ التي تنظّم عمل الكون في مقابل المسؤولية الإلهية التي يفسّر من خلالها المؤمنون السبب في وجود تلك القيم الفيزيائية المنظّمة لعمل الكون بأكمله . - إعتقاد الملحدين بأن المعرفة العلمية هي النوع الوحيد الموثوق به و أنها نوع المعرفة االذي بوسعه – وحده - الإجابة عن جميع الأسئلة التي يطرحها الوجود الإنساني بما في ذلك الأسئلة الميتافيزيقية المتعلقة بوجود الله و خلود النفس و مآلها بعد فناء الجسد، و هو اعتقاد يرفضه المؤمنون بشدة حين يفرّقون بين نوعين من المعرفة، معرفة فيزيقية يتخصص العلم بالإجابة عنها و معرفة ميتافيزيقية يتخصص كل من الدين و الفلسفة بتوفير الإجابات المقنعة عنها . ثمة أيضاً موضوعات كثيرة أخرى تم التعرض لها في كتابنا هذا ردّاً على التصوّر الداوكنزي لها، منها الجهل التام لداوكنز بتاريخ الفلسفة و طرائق التأليف وفقاً للمعطيات المعرفية لهذا الميدان، و منها رهان باسكال على الحياة الآخرة و رهان الملحد على إلهٍ جاحد، منها أيضاً إمتناع داوكنز عن إجراء الحورات مع الفلاسفة و العلماء المؤمنين مخافة فضح ممكناته المعرفية الضئيلة، و منها التشويه المثير للشفقة في عرض داوكنز لوقائع محاكمة العالم الأميركي الكبير مايكل بيهي، منها أيضاً : حقيقة إلحاد آينشتاين و نوع تديّنه، فرضية الـ DNA بوصفها قضية معلومات حسب، العدوانية الإلحادية، النزعة العلمائية المتشددة و التصور المادي المحض للحياة بأسرها، إعلان مبدأ " التعقيد غير القابل للإختزال " عن موت الدارونية الى غير رجعةٍ، فريةُ إله الفراغات، إجابة الحجّة الغائية عن السؤال المتعلق بوجود الله من خلال حقائق العلم و كشوفاته الحالية، المحرّكات العجيبة لذيول البكتيريا السوطية، الإستحالة العلمية لإنبثاق الحياة عن طريق الصدفة، الأساليب الموجعة لنقد العلماء مضامين مؤلفات داوكنز، و غير ذلك كثير من الموضوعات التي وجدنا أنها لم توفَ ما تستحقه من العرض و العناية بحسب الطريقة التي عمل داوكنز على استحضارها في كتابه وهم الإله. بقي أن أضيف ثلاث ملاحظات مهمة، هنّ على التوالي: إنّ استخدامنا لمفردة " فضيحة " بصيغة الجمع في عنوان كتابنا لا يمكن عدّه بِدعاً من القول أو سابقة تبالغ في وصفها للعقل الملحد بحسب النموذج المعرفي و المحتوى المعرفي الذي قدّمه داوكنز لهذا العقل، إذْ أنّ ثمة العشرات من عناوين الكتب و المقالات و البحوث التي اتخذتْ من كتاب داوكنز " وهم الإله " موضوعاً نقدياً مباشراً لها، قد استخدمت هذه المفردة نفسها أو غيرها مما هو أكثر قسوةً منها . أما الملاحظة الثانية فهي، إن استخدامنا لمفردة " مقولة Category " في عنوان كتابنا، إنّما أُريد بها التأكيد على معنى " التعليم الكلي " لهذا العقل الملحد فضلاً عن الإشارة الى " المظهر المعرفي " الذي يتبناه نظاماً معرفياً لتفسير الكون و الوجود و الحياة . أما الملاحظة الثالثة فمفادها القول المباشر المطمئنّ لمضمونه، بأنّ عهد الإلحاد الفلسفي بطروحاته " الرصينة " أعني ذلك الذي بدأ مع ديفيد هيوم مروراً بفيورباخ و ماركس و نيتشة و فرويد، و صولاً الى إنطوني فلو - الذي يُعدّ الفيلسوف الأشهر و الأكثر تأثيرا في نشر عقيدة الإلحاد في القرن العشرين قبل تحوله في أواخر حياته الى الإيمان بالمسيحية - أقول إنّ ذلك العهد قد ولّى الى غير رجعة بعد أنْ تمّ لجيل من الفلاسفة المؤمنين تفنيد جميع طروحاته و إثبات تهافتها و بطلانها ، الأمر الذي يعني أنّ الأساس الثقافي الوحيد المتبقي لنمو مقولة الإلحاد و انتشارها، هو الأساس العلمي المتمثل بنظرية داروين، و هي القضية المركزية التي يتبناها داوكنز في كتابه " وهم الإله " مثلما هي القضية التي تُعدّ مهمة دحضها و تقويض منطقها العلمي و مقدماتها النظرية إحدى المهام الرئيسة لكتابنا هذا . أحسب الآن أنّ السياق قد أصبح مهيّئاً للولوج في عالم داوكنز السحري من خلال المداخل السبعة التي سيتكفل الفصل الأول – بائع الإلحاد المتجول - من كتابنا بفتحها .
#عادل_عبدالله (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مرثية الشعر لنفسه
-
أسوة بالرياضيين عندما تنضب مواهبهم، لماذا لا يعلن المبدعون ا
...
-
الشعر و التصوّف ، تكامل أم ممانعة ؟
-
الصوفية و السريالية، مساواة أدونيس الجائرة
-
إنتحار واقعي في عالمٍ افتراضي
-
صراخ على جبل ( إتنا)
-
في النصوص الميتا - شعرية، نهج البلاغة نموذجا
-
المثقفون و المجتمع في دكتاتوريات العالم الثالث
-
الذين يقرأون و هم يركضون - بحث في تشويه الدرس العربي لشخصية
...
-
فضائح الفكر العربي المعاصر- قراءة جديدة لكتاب الاسلام و أصول
...
-
إعتراف
-
الموت والوجود - تأملات في مفهوم الكائن الحي و النقيض له
-
منطق الواقع يطيح بمنطق أرسطو
-
قصائد صوفية
-
نيتشه : مولد المأساة من روح الموسيقى
-
وقائع موت الشعر في فلسفة هيجل 2
-
موت الشعر في فلسفة هيجل
-
الموهبة الشعرية - بحث في أصولها و معناها
-
الكتابة بوصفها خلاصا من الكتابة - مقاربة شعرية لفهم (اختلاف)
...
-
هيجل - نيتشه الصراع على هيراقليطس
المزيد.....
-
-معاد للإسلام-.. هكذا وصفت وزيرة داخلية ألمانيا المشتبه به ا
...
-
-القسام-: مقاتلونا أجهزوا على 3 جنود إسرائيليين طعنا بالسكاك
...
-
من -هيئة تحرير الشام- إلى وزارة الخارجية السورية.. ماذا تعرف
...
-
جزيرة مايوت المنسيّة في مواجهة إعصار شيدو.. أكثر من 21 قتيلا
...
-
فوائد صحية كبيرة للمشمش المجفف
-
براتيسلافا تعزز إجراءاتها الأمنية بعد الهجوم الإرهابي في ماغ
...
-
تغريدة إعلامية خليجية شهيرة عن -أفضل عمل قام به بشار الأسد
...
-
إعلام غربي: أوروبا فقدت تحمسها لدعم أوكرانيا
-
زعيم حزب هولندي متطرف يدعو لإنهاء سياسة الحدود المفتوحة بعد
...
-
أسعد الشيباني.. المكلف بحقيبة وزارة الخارجية في الحكومة السو
...
المزيد.....
-
تداولية المسؤولية الأخلاقية
/ زهير الخويلدي
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
المزيد.....
|