حسن البياتي
الحوار المتمدن-العدد: 5523 - 2017 / 5 / 17 - 23:39
المحور:
الادب والفن
سارق الوجوه البصْرية
شعر: د. حسن البياتي
السارقُ - مقلوباً تحت النهدِ –
إبنُ العبدِ
ذو صوتٍ تهريجيّ أنكر من صوت القرد
والمسروقُ كتابي الموسوم ( وجوه بصْريهْ ) -
من إبداعي ، من عرقي ودمائي ،
من ديجور حياتي الغرقى
في دوّامة اوجاعي الجسميهْ ...
دخل السارق داري ذات مساءِ
تموزيٍّ محموم الأجواء
في صحبة إنسان صافي الودِّ ،
حَسَن النـيـّهْ
ما زلتُ أرى فيه خيرَ صديق ِ.
لكنْ تابعه الاحمق مخلوق جدُّ صفيق ِ
أحرجنا ، في إلحاح ٍ ممجوجٍ نابي ،
أنْ يأخذ عشريناً من نسْخاتِ كتابي
للبيع بسعرٍ أدنى جداً من سعر السوق ِ
في نادي الأخوان كبار السنِّ
حمل الاسفارْ
وانزاح عن الأنظار .
لكنَّ الاخوان كبارَ السن
لم يبصر أحدٌ منهم أيَّ وجوهٍ بصْريهْ ،
نزلتْ في خرْج ٍ مشبوهٍ ملعونْ
في ليلة صيفٍ خمريه !
- أين النسخ العشرونْ ؟
قلْ ، يا هذا المخلوقُ اللامأمون !
- عندي ، لا ، ما عندي
لا أدري ، من يدري ؟
سلْ عنها مولانا الصافي الودِ
أو سلْ خِلـّي –
عبدَ اللهِ البعلي ...
التحقيقُ الباهتُ يجري ،
واللص الأخرقُ في وضعٍ مزرِ ،
يتخبط في القول ِ
ويردد مخمورَ الفكر :
- عندي ، ما عندي ، لا أدري ...
( خدري الچاي خدري ) !
التحقيق البائس ما زال ، بلا ساقٍ ، يجري
في دوامة مـدٍّ واهي الجزْرِ .
لكنَّ الأمر الأجدر بالذكر
أنْ ثمةَ تحقيقٌ آخر قد أَدركَ في يسرِ
أنَّ المخلوق اللامأمونْ
هو ، في الواقع ، ظلٌّ مُعتمْ
للأصل المختلـَس الظلِّ –
عبدِ الله البعلي .
فاسمع مني واعلم !
أما النسخ العشرونْ ،
فلقد عافت قعْرَ الخرج الملعون
كي تنزل ضيفاً في دكانِ الوراقِ
عبدِ اللهِ ٱبنِ أمينِ الحلاقِ
لتباع بسعرٍ معتبر راق ِ ...
كـُشِـف الخزْيُ الأعظمْ
وانهارت اسرارُ اللغز المبهمْ .
فافهم واسلم
وتعوذ باسم الله الحي القيوم الباقي
من شر أكفِّ العيارين السرّاقِ !
لندن تشرين اول/ اكتوبر 2010
#حسن_البياتي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟