أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عقيدي امحمد - دراسة حول عرض مسرحية المنتحر














المزيد.....

دراسة حول عرض مسرحية المنتحر


عقيدي امحمد

الحوار المتمدن-العدد: 1445 - 2006 / 1 / 29 - 12:04
المحور: الادب والفن
    


مسرحية المنتحر اقتبس نصها الأستاذ مالك العقون عن نص للكاتب نيكولاي ايردمان ، وخرجها للمسرح الوطني ، مع طاقم من الممثلين المحترفين ، خرجي المعهد الوطني العالي للفنون المسرحية ، وقام بإنجاز السينوغرفيا الأستاذ يحي عبد المالك .
وكما يقال " إن مصائب قوم عند قوم فوائد " هذا ما يتخلص على الأقل من قصة موت سليم البطل الذي كان فائدة لبعض السماسرة من اجل تحقيق أهدافهم الشخصية ، في الوقت الذي يكتسب فيه سليم مكانة مرموقة في وسط المجتمع ، خاصة عندما تصبح له أهمية بالغة لدى رجال الفن ، والثقافة والإعلام ، ذالك أن سليم توقف عن العمل لمدة سنة ، وهذا ما جعله يعيش التهميش من طرف جيرانه ، وفي أحدى الليالي وعندما لا يجد سبيلا إلى النوم يسأل زوجته عن العشاء ، وهذا مايؤدي الى شجار بينهما ، حيث يخرج سليم من الغرفة ويختفي ، حيث تعتقد زوجته انه يريد الانتحار ، فتخبر الجيران ، الذين حاولوا منعه . يتبنى فكرة الانتحار ليس لان اليأس قد نال منه وإنما لكون فكرة الانتحار قد سهلت من عيشه وأعطته مكانة ، ودورا اجتماعيا ، ونتيجة لهذا ، اندمج في محيطه من جديد ، وهنا يبدأ عرض مستمر لشخصيات غريبة ، تحاول الحصول عن موته من أجل خدمة مصالحها الشخصية ، والملفت للانتباه في العرض ، الذي أدى الدور الرئيسي فيه الممثل المحترف عباس محمد إسلام باقتدار ووقار ، ومجموعة الممثلين منهم فتيحة وراد ، وسعيدي مرزوق ، وسلامي عمر ، وياسين زايدي ، وحجلة خلادي ، ونسرين صبرة بلحاج ، وفضيل عسول ، و بلغياط ريضا ، وبراهيم شرقي ، وفرحات بن يزى ، وحميد بوحايك ، ومحفوض بركان , وعلي ثامرت ، حيث لم يكونوا دون البطل ، وهذا ما جعل العرض المسرحي يجري بدقة ، من حيث الإيقاع والحركات ، والأداء ، والإضاءة ، ويأتي هذا نتيجة حسن اختيار المخرج للمثلين كل في مكانه ، وكذالك اختيار التقنين الذين استطاعوا من خلال مهارتهم تحويل العرض إلى مساحة متناغمة توحي بالعديد من الدلالات الفنية ، لتصبح فيما بعد قيادة العرض مثل قيادة فرقة سيمفونية ، أنما بلغة يشترك فيها الممثلون والتكوينات البديعة في فضاء مسرحي شاعري أنيق ، حيث جاءت حركاته مدروسة بإمعان وإتقان ، الأمر الذي جعل قاعة المسرح الوطني تغوص في صمت عميق من بداية العرض حتى نهايته وهذا من اجل اكتشاف المعدلة التي رسمها المخرج .
صمت ثقيل ربما بث الخوف والتوجس في قلوب المؤيدين ، لم يصفق الجمهور خطأ ، كما يجري أحيانا بين لوحات العروض المسرحية ، بل استقبل العرض بكامله ، ونغمس الحضور في حضوره ، ثم كانت حماسة الجمهور أكبر مما كنا نتصور من قبل ، أمام عرض مسرحي صرف فيه كلام ينضج بالحكمة ، كما فيه صور تعبيرية تنضج بالحيوية والفن ، وهذا بفضل المخرج الذي سار على خطوات مسرحيون عالميون ، هذا بالتأكيد ، وإذا كنت أتمنى أن أشاهد تنويعا أخر لانتصار مالك العقون ، من الممكن أن يكون حققه من قبل في عروض لم تتح لي فرصة مشاهدتها . مع أن التحدي الصعب مع الموهبة الحقة سيفتحان أفاقا أوسع لتجربة هذا الفنان الفريدة ، وهذا في الجمع مابين احتراف الإخراج والاقتباس ، للأسف الشديد فإن هذا الطراز نفتقده ، وعندما يقاربه بعض المسرحيين يفعلون بانتقائية ومحاكاة واستعارات أجنبية تجعل الحصيلة كوكتيلا غير متجانس النكهة واللون والرائحة ، والهدف هو العبث الفني من اجل إبهار العديد من المهتمين بالثقافة ، وليس التعبير الفني للتواصل مع جمهور عريض يتطلع شوقا إلى مسرح جديد ، ونستطيع القول في الأخير أن مسرحية المنتحر هذا العرض الجميل بعث نشوة روحية حقيقية في النفوس ، وليس بوسعنا سوى ان نرفع له إبهامينا معا متمنين لمخرجه مالك العقون وطاقمه مزيدا من الانتصارات في ميدان الفن الرابع .



#عقيدي_امحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التجربة المسرحية في الجزائر
- مسرحية التمرين بين العرض والنص
- دراسة نقدية حول مسرحية الكترا
- المسرح المدرسي فضاء لاكتشاف المواهب وترسيخ الاسس التربوية
- دور الموسيقى الشعبية في ترقية المجتمع التواتي
- توني موريسون روايتها تجسد السخرية المأساوية


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عقيدي امحمد - دراسة حول عرض مسرحية المنتحر