محمد البكوري
الحوار المتمدن-العدد: 5523 - 2017 / 5 / 17 - 08:57
المحور:
الادب والفن
جبلية أنت
جلية "الأنا"
جليلة المكارم ...هي أنت
ذليلة المحارم ...هي "الأنا"
على مسافات "حجرة السيد" كثيرا للمَنَى... ما ناشدنا
على طول الطريق الذي لا ينتهي إلا ليبدأ... للدموع ذرفنا
تيمنا بالبركة وطلبا للحركة... غالبا ما جازفنا
أنت والحب، كما ترددين... سيان
أنت الثريا وأنا الثرى
وبينهما، كما تعرفين ... شتان
أنا "الوراء" وأنت الورى
وكلاهما، كما تدركين... صنوان
أيتها الماسكة بتلابيب قلبي
أيتها القابعة في غياهب جبي
أيتها الجالسة فوق أرائك لبي ... إني أنتظرك كالعادة في كل صباح باكر
وأنت كالعادة لا تأتين
إلا وشفق الحنين
يعلن أنه السَّمْسَمُ الغادر !!!
ودعتك بعد أن رشفنا قليلا من "عين زيتون"
لم تبال كما لم يخطر على بالي، أن ما أصابك /أصابني هو سحر الجنون ناديتني : "وداعا أيها الحبيب!" غازلت صوتك : " ما أجملك! يا صفير العندليب"
تيقنا حينها أن ما أصابنا ضرب من المس
جاملنا حينها تراتيل الهمس
قهرنا حينها خبائث النفس
أعلنا حينها-ومعا- أن الليل مهما يطول فنهايته مأسوية ببزوغ الشمس
شمس "حجرة السيد" التي لا تأفل
كمياسم زهرتها الأرجوانية التي لا تذبل
كسدرة نبقها التي بالطعم الحلو تحبل!!!
أتذكرك أنا الصغير... الصغير جدا
أتذكرك يا" حجرة السيد"... دوما وأبدا
فتخاطبني المسافات التي أضاجعها منتشيا بلذة الغبن :
يا فتى! إنها ذاكرة وقت ولى وفات!
إن ذاكرة الزمن الذي مضى، هي ذاكرة البهاء الذي انقضى
فإياك أن تحن يا هذا!
حينها أدرك جيدا
أننا -في ذاكرة "حجرة السيد"- عبيدا
وأن لسعة المسافات صيرتني عنيدا "!!!
وأن هلاكي لامحالة سيكون شديدا
وأن ما ينقصني كثيرا، هو أن أنأى بنفسي بعيدا... بعيدا ...بعيدا ...
وأن زلتي البتراء التي لا تغتفر
أو هزيمتي النكراء التي لم تنتظر
هي أني
" من قدح صدأ رنينه
رشفت من الزمن حنينه!!!"
تجرعت الرشفة المسمومة
فقررت في خطوة غير محسومة
أن أنام "مخمورا" في أحضان ذاكرة مذمومة
مرة أخرى تخاطبني المسافات
بامتعاض
باتعاظ :
أيها " الأبله الأبهى"
لما لم تقفز يا حبيبي فوق سياج الخطايا ؟؟؟
والأدهى... دوما... أنك ستتيقن يوما
أنك لامحالة ستعانق المنايا
#محمد_البكوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟