|
الشيوعية هي الحل!
عادل احمد
الحوار المتمدن-العدد: 5520 - 2017 / 5 / 14 - 23:24
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
أطرح "الشيوعية هي الحل" هنا كشعار سياسي واجتماعي لحركة الطبقة العاملة العراقية. لماذا الشيوعية ولماذا هي الحل؟ ومن هنا اريد ان اتطرق الى تحليل هذا الشعار وطرحه للحركة العمالية والشيوعية في العراق. نحن رأينا خلال قرن من الزمن في تاريخ العراق الحديث اي منذ تأسيسه، العديد من الحركات السياسية والاجتماعية المختلفة، ورأينا حكوماتهم وسلطاتهم المتنوعة من الملكيين الى الجمهوريين والقوميين والاسلاميين والاسلاميين القوميين والطائفيين وغيرهم.. ورأينا انظمة وقوانين ومحاكم مختلفة ومتنوعة، ورأينا قادة ورؤساء ووجوه سياسيين متنوعيين طوال قرن من الزمن وحتى يومنا هذا. اذا اختلفت وجوه هذه الانظمة والحكومات بعضها عن البعض من اجل السلطة السياسية ونوعية الحكومة وطريقة ادارة المجتمع، فأنهم جميعهم متفقين ومتحدين في ان يكون سير اتجاه حكمهم من اجل الطبقة الغنية والرأسمالية واصحاب الاموال والاراضي. اي ان جميع الحكومات والرؤساء والاحزاب الحاكمة لم تكن الا خادم لمصالح الطبقة الغنية وصاحبة الاموال. وكذلك رأينا بأم أعيننا أن المصائب والحرمان والفقر والحروب والدمار التي تكبر وتضخم يوما بعد يوم هي من نصيب الجماهير، والتي صارت تحن الى ماضيها اكثر واكثر. جميع الحركات الاجتماعية والسياسية واحزابها حتى يومنا هذا بعيد كل البعد عن اماني وتطلعات الجماهير لحياة كريمة. وجميع هذه الحركات لم تجلب غير المأساة والاغلال والعبودية لاكثرية المجتمع وهم العمال والكادحين والفلاحيين الفقراء واصحاب المهن الصغيرة. لان مصالح الاغنياء تتضارب دائما مع مصالح الفقراء.. والاغنياء يعتاشون على دماء وعرق الفقراء. ونحن رأينا حلول وبدائل مختلفة طوال تاريخنا الماضي والحاضر حتى وصلت الامور الى هذا اليوم. ان الملكيين والجمهوريين في العراق لم يكونوا مختلفين كثيرا، ان من عاش في هاتين الفترتين لم يحصل على اي تغير في نمط حياتهم وان التغيير لم يجلب خبزا اضافيا لسفرتهم الخالية.. ولم يجلب استراحة يوم اضافي الرفاهية الى عملهم الشاق والمتعب.. وان الاسلاميين والقوميين والطائفيين الحاليين، جلبوا شيئا جديدا وهي الرجعية والتعصب الديني والطائفي والقومي الى المائدة الفارغة للعمال والكادحيين والفقراء. جميع البدائل والحلول السياسية والاجتماعية حتى يومنا هذا لم تنجح في الامتحان الاجتماعي وفي امتحان الرفاه والكرامة الانسانية. ومن هذا المنطلق فأن جميع الحلول السياسية والاجتماعية لم تكن حلولا بالنسبة لاكثرية المجتمع، بل كانت حلولا للطبقة الغنية وتراكم راس المال اكثر والحفاظ عليه. ان اي حل تكون الطبقة الغنية على رأسه سيكون بمثابة كارثة بالنسبة للطبقة الفقيرة، ولهذا السبب جميع الحلول حتى يومنا هذا هي حلول رجعية مغمسة بالفقر والحرمان. لماذا أطرح الشيوعية؟ ان الشيوعية هي حركة اجتماعية للطبقة العاملة بالضد من النظام الرأسمالي. وان الشيوعية هي النقد الاجتماعي لنظام العمل المأجور والرأسمال وهي النقد لجميع القوانين وسلطة الرأسمال. الشيوعية هي النقيض للنظام الاقتصادي والاجتماعي الحالي، وهي وليدة لتناقضات المجتمع الرأسمالي الحالي وآلياته.. الشيوعية ليس طرحا مثل بقية الطروحات، بل هي طرح معين من وجهة نظر الطبقة الصانعة للمجتمع الحالي اي الطبقة العاملة. ان الطبقة العاملة هي خالقة كل الثروة في المجتمع وهي الطبقة الوحيدة التي تتحمل عواقب حركة الرأسمال ومصائبه. الشيوعية هي بمثابة الناقد الاصلي والثوري الوحيد لمجتمع الاغنياء والرأسمال، ولهذا تعتبر الحركة الشيوعية هي الحركة الاصلية والثورية حتى النهاية، اي حتى تنتهي الطبقات وينتهي استغلال الانسان بيد الانسان. ولهذا السبب الحركة الشيوعية تبقى دائما حركة اجتماعية متجذرة، تبقى مع بقاء النظام الرأسمالي. لماذا هي الحل؟ لان الحل الشيوعي لا يقتصر على الاصلاحات، ولا يقتصر على التغيرات الطفيفة في النظام الحالي، بل هي الحل الجذري لجميع مشاكل ومعضلات المجتمع الرأسمالي. ان الحل الشيوعي يقضي على الفقر عن طريق اشتراكية وسائل الانتاج وانهاء العمل المأجور. اشتراكية وسائل الانتاج تعني جميع الثروة وجميع ما تنتجه القوة الانسانية ليس من اجل الربح وتراكم رأس المال، وانما من اجل توزيعه وتبادله بالتساوي بين جميع افراد المجتمع. ان الحل الشيوعي يقضي على الحروب وتقسيم الانسان الى القوميات والاجناس واللون، لان ليس هنالك داعي بأن تقاتل من اجل زيادة الانتاج مع البشر، بل تزداد الصراع مع الطبيعة من اجل رفاهية المجتمع لا اكثر. ان شعار "الشيوعية هي الحل" اليوم اكثر ضروريا من اي وقت اخر. لا يوجد مكان امن على الكرة الارضية لم يصله شر الرأسمال ومصائبه، ولا يوجد أنسان اليوم لم تطحنه ماكنة قوة الرأسمال وحركته لتقضي على مستقبله وانسانيته.. ان كل انسان على هذه الكرة الارضية يقضي الليل والنهار بالتفكير فقط في كيفية بقائه حيا او ان يكون مستقبله بلا معاناة او ان يموت بشكل لائق على الاقل. في العراق الوضع اكثر مأساوية وان الانسان والمفهوم الانساني لم يبقى لها مكان، حكومة الميليشيات الاسلامية والقومية تسرق خيرات المجتمع في وضع النهار، وان البنوك العالمية مليئة بأموال المسؤولين السراق والنهاب، والفقر وانعدام الامان والجوع والقتل الطائفي اليومي وتصنيف كل المناطق والمجتمع على اساس هويته الدينية والقومية وفرض اكثر القوانيين رجعية في التأريخ.. الحل لانهاء هذه الاوضاع المأساوية لا يكمن بأختيار احدى الحلول لهذه الجماعات وانهاء صراعاتهم، بل يكمن في التخلي عن جميع حلول وبدائل طبقة الاغنياء سواء ابو العمامة او ابو السترة. وان البديل الوحيد المختلف عن كل هذه البدائل هو البديل الشيوعي، والذي يضع الانسان في مكانه وفي كرامته ويسترجع الارادة الانسانية للانسان نفسه. هذا الشعار هو شعار واقعي وهذا ما يطلبه الفقراء في العراق ولكن طرحه بشكل اخر، نحن بحاجة ان نطرحه كشعار سياسي للاجابة على جميع المشاكل الاقتصادية والاجتماعية الحالية في المجتمع بلا تردد، وهذا ما يقوي عزيمتنا اكثر بأن ندافع عن الانسان وكرامته.
#عادل_احمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
يوم العمال العالمي والنضال في مرحلتنا
-
نحتاج الى جريدة عمالية عامة!
-
دورة جديدة من العنجهية الرأسمالية بقيادة امريكا!
-
يجب ايقاف المجازر في سوريا فورا
-
بريكست ومستقبل القارة الاوروبية والطبقة العاملة
-
المجزرة الدموية في الموصل.. وموقفنا !
-
في ذكرى كومونة باريس.. السلطة الطبقية للعمال امر ممكن!
-
كلمة في ذكرى انتفاضة اذار 1991
-
الحركة النسوية والشيوعية العمالية أحدهما يكمل الأخر
-
الشيوعية العمالية ومهمة هذه المرحلة!
-
نحتاج الى العمل الثوري لقلب الاوضاع!
-
في انتخاب ترامب، من هو الخاسر؟
-
المشاكل والقضايا في المجتمع هي قضية الصراع الطبقي!
-
الرأسمال.. وعملياته القذرة
-
مصائب وهم اليسار اللاعمالي!
-
في استقبال عام الجديد!
-
ما الذي يجري في الموصل؟
-
عالم ما بعد حلب!
-
تصريحات بوريس جونسون والنفاق الغربي!
-
ديمقراطيتهم.. وطريقنا للحرية!
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند
/ زهير الخويلدي
-
مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م
...
/ دلير زنكنة
-
عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب
...
/ اسحق قومي
-
الديمقراطية الغربية من الداخل
/ دلير زنكنة
-
يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال
...
/ رشيد غويلب
-
من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية
/ دلير زنكنة
-
تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت
...
/ دلير زنكنة
-
تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت
...
/ دلير زنكنة
-
عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها
...
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار *
/ رشيد غويلب
المزيد.....
|