أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الهيموت عبدالسلام - خيانة المثقفين














المزيد.....


خيانة المثقفين


الهيموت عبدالسلام

الحوار المتمدن-العدد: 5520 - 2017 / 5 / 14 - 23:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


1) الخيانة هي التوصيف الذي يليق بمعظم المثقفين المغاربة، وهي ليست كباقي الخيانات بل إنها الخيانة الأصلية أو أم الخيانات ،إنها الخيانة التي تتسبب في مصير ومستقبل بلد بكامله ، إن المثقف في الغالب الأعم أكثر مصداقية من السياسي لكونه القادر على قول الحقيقة ،ولكونه الناطق باسم هموم وتطلعات شعبه، والمُعبر عن روح بسطاء هذا الشعب بعيدا عن السلطة الزائفة والمجد المصطنع وعن اللهاث وراء المال والمقاعد ،إن المثقف هو من يصنع عظمة ومكانة وطنه بين الأوطان ،إن نضاله كان قصة أو رواية ،نثرا أو شعرا ،رسما أو موسيقى ،فيلما أو تشكيلا ، مقالا أوفكرا ، لا تحكمه في إبداعاته هذه مقتضيات اللحظة وضغطها وملحاحيتها بل يشتغل المثقف على تغيير الرؤى والتصورات وعلى تحرير العقل والسمو بالذوق ونشر ثقافة الاختلاف وحب الحياة وفتح الأعين على المحيط والعالم ، ونفض الغبار عن طبقات الجهل والشعوذة اللذين هما عماد الاستبداد لإطالة عمره وإبقاء الشعب غارقا في أحضان البؤس الفكري وشظف العيش.

2) المثقفون أكبر وأحذق من يٌجيد التبريرات فهم حين يعجزون عن الانخراط في النضال السياسي يبرِّرون عجزَهم بتبعية الثقافي للسياسي ،وحين يَهبّ الشعب في حركات كما حصل مع حركة 20 فبراير تجد المثقفين يجيبونك بأن هذه الحركة تقودنا للمجهول ، وحين يغرق الشعب في الأمية والفوضى والضجر فإن المثقف بدل ممارسة التوعية لفئات الشعب وترجمة همومه ودلِّهم على أسباب فقرهم وجهلهم فإن يعتبر هذا الشعب يعاني من التخلف التاريخي ، فهل اشتكى أيها المثقفون يوما "علال الفاسي" و"عبدالله إبراهيم" و"أبراهام السرفاتي" و"عمر بن جلون" و"محمد عابد الجابري" و"عبدالله العروي" من تبعية المثقف للسياسي ؟ هل اختبأ هؤلاء وراء مقولات التأخر والمجهول وغيرها من المقولات؟ ، هؤلاء المثقفون قبل أن يكتبوا في مجالات الفكر والإبداع والفلسفة والتنوير والتجديد الديني والقضية الفلسطينية والطبقة العاملة كانوا مناضلين حزبيين استرشدت بتنظيراتهم الحركات والأحزاب التي كان يناضلون فيها.

3) على المثقفين اليوم –كما يقول تشومسكي- أن يثبثوا وجودهم الفكري والحضاري وليس الوجود المادي الذي أصبح هو الشغل للأغلبية الساحقة من هؤلاء المثقفين ، على المثقفين أن يعوا الدور المنوط بهم حتى لا يتحولوا لمجرد فضلات المجتمع وبشكل صريح كما يقول "رولان بارث" إلى زوائد مجتمعية . إن عصر النهضة الفنية والإصلاح الديني وعصر الأنوار والموسوعيون والعقلانية والحداثة وما بعد الحداثة في أوربا تحققت بفضل مثقفيها وبإبداعاتهم وتضحياتهم تعيش أوربا مجدها اليوم ،والمعتزلة والفلاسفة المسلمين والشعراء الكبار مثل "أبي الطيب المتنبي" و"أبو العلاء المعري" و"محمود درويش" وحركات الزنوج والقرامطة والبابكيين وغيرها من شكلوا منارات مضيئة في التاريخ العربي الإسلامي ،إن الثورات السياسية كل الثوراث فإن المثقفين من كان وراءها والبعض منهم مثل جون "بول سارتر" و"ميشيل فوكو" وغيرهم لم يكونوا وراء هذه الثورات فقط بل في مقدمتها كما هو الشأن في الثورة الطلابية التي هزت أوربا 1968.

4) ليس كل المثقفين مارسوا الهروب من الواقع ومن مواجهة مشاكله الحارقة وليس كلهم يعانون من النرجسية حتى أصبح يٌخيَّل للمثقف أن قصيدته أو مقاله أو قصته هي آخر ما لم يستطع الإتيان به الأوائل، وكأن خربشاتهم الغارقة في المازوشية هي نصوص لديستوفسكي التي أجابت بلغة الأدب الرفيع طبعا عن أسئلة كبرى كالحب والأخلاق والجريمة والجنون... ، الحديث هو عن مثقفين مرضى بذواتهم ويحسبون كل صيحة عليهم ،مثقفين دخلتهم "سوسة الفلوس" كما يقول الشاعر "عبداللطيف اللعبي"،المثقفون الذي نتحدث عنهم وهم السواد الأعظم هم من فقدوا سمة التواضع ويعانون من العجرفة المرضية،هم الغارقون في الإخوانيات والمجاملات والمروريات والهروب من النقد والتفاعل الفكري ، في الزمن البعيد كان تقاس مكانة المثقف بالمناظرات وجها لوجه أما الآن فالنسخ واللصق والسرقة الفكرية لمجهود الأخر ين أصبح فكرا وثقافة ، فبدل المقارعة الفكرية والاجتهاد والبصمة الشخصية والحفر المعرفي طغى قاموس أصبح للمتتبع أن يحسب عدد مفرداته وهي بالمناسبة كلها إشادة بالاستبداد ونيل رضى وعطف الحاكمين أملا في ديوان أو سفارة أو مؤسسة من مؤسسات الدولة ، إنه منتهى البؤس أن يصبح المثقفون مثل معظم السياسين مجرد جواري وخدم وحشم يتنافسون ويتصارعون من أجل أن يحظوا بعطف وعطايا الأسياد.



#الهيموت_عبدالسلام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفقراء
- القمة العربية لصالح من تُعقد؟
- درسٌ من -إسرائيل-
- عن أسباب الإعفاءات الأخيرة
- ثروة شباط وعبثية السياسة في المغرب
- هل الشعب دائما على حق ؟
- صادق جلال العظم ورواية آيات شيطانية
- فيديل كاسترو وجدارة الحياة
- المزاد المخزني
- تلك الفصيلة البشرية
- مفارقات المشهد السياسي المغربي على ضوء انتخابات 7 أكتوبر
- على هامش التصويت والمقاطعة لانتخابات 7 أكتوبر
- على هامش قضية عمر وفاطمة القياديان بحركة التوحيد والإصلاح
- فصل المقال فيما بين النظام السياسي المغربي والأحزاب من اتصال
- الطرق الخمسة لولوج النخبة المخزنية
- في الحاجة الوجودية إلى الفلسفة
- صادق خان عمدة لندن وفزاعة الإسلاموفوبيا
- فقط في المغرب
- لاتصلح النصوص ما أفسدته النفوس
- الهجمات الانتحارية على بلجيكا وماذا بعد؟


المزيد.....




- هذا الهيكل الروبوتي يساعد السياح الصينيين على تسلق أصعب جبل ...
- في أمريكا.. قصة رومانسية تجمع بين بلدتين تحملان اسم -روميو- ...
- الكويت.. وزارة الداخلية تعلن ضبط مواطن ومصريين وصيني وتكشف م ...
- البطريرك الراعي: لبنان مجتمع قبل أن يكون دولة
- الدفاع الروسية: قواتنا تواصل تقدمها على جميع المحاور
- السيسي والأمير الحسين يؤكدان أهمية الإسراع في إعادة إعمار غز ...
- دراسة تكشف عن فائدة غير متوقعة للقيلولة
- ترامب يحرر شحنة ضخمة من القنابل الثقيلة لإسرائيل عطّلها بايد ...
- تسجيل هزة أرضية بقوة 5.9 درجة قبالة الكوريل الروسية
- مقتل ثلاثة من أفراد الشرطة الفلسطينية بقصف إسرائيلي لرفح


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الهيموت عبدالسلام - خيانة المثقفين