جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 5519 - 2017 / 5 / 13 - 23:56
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
لغاتنا الكذابة
عندما يريد العربي ان يعبر عن السعادة يقول على سبيل المثال لقد اثلجت رسالتك صدري او قرّت عيني و انك تتعجب اذا اخذت العبارة حرفيا و ابتعدت عن المجاز و الاستعارة: هل هذه كذبة ام حقيقة خاصة و انك متاكد بان الثلج لا يسقط في المحيط الصحراوي ليثلج صدر البدوي و هناك من لم ير الثلج في حياته. يعتقد الفيلسوف الالماني نيتشه بان الانسان لا يستطيع ان يكون صادقا لان اللغة في اصلها مبنية على الكذب. في حين يعتبر مواطن المناطق الحارة المطر نعمة من الله تعتبره الالمانية بسبب كثرة الامطار مشكلة.
مما يزيد الطين بلة ان لكل شخص صدق خاص به اي اننا امام صدق نسبي فقط فمثلا لو اوقف شرطي المرور سيارة بسب سرعة السياقة سيكذب اصدق الناس لاجل مصلحته لذا يقوم كل حزب ديموقراطي عند الانتخابات بنشر الاكاذيب لتشويه سمعة المعارض و تلميع سمعته و كلما كبرت سخافة الكذب صدقته الاغلبية و يختلط الكذب بالصدق في عقلية المؤامرة ليتحول الكذب الى الصدق و حقيقة لا غبار عليها و لكن هل هناك مكان على كرتنا الارضية دون غبار؟
احيانا لا يقول الانسان الحقيقة الكامله لانه بكل بساطة يجهلها. هل يمكن ان نعتبره كذابا ام جاهلا بالحقيقة؟ و هذا ينطبق تماما على الذي يؤمن بخرافات الاديان اي اننا لسنا امام انسان كاذب بل امام انسان يصدق بحدود قدرته العقلية و لكن الكذب في تصرفات الانسان هو كرهه للكذب و عدم قبوله ان ينعت بالكذاب رغم انه يلجأ اليه لاجل مصلحته و هذا يعني ان الذي يكره الكذب كذاب. الكذب حاضر في جميع المحادثات البشرية و السؤال هو هل تستطيع ان تكون صادقا مع العدو و انت تعلم ان عدوك سيستغل صدقك لاجل القضاء عليك؟
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟