معقل زهور عدي
الحوار المتمدن-العدد: 1444 - 2006 / 1 / 28 - 03:55
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لأولئك الذين لم يتعبوا من التمسح بقضية الشعب الفلسطيني من أجل التغطية على واقعهم الاستبدادي وحرمانهم شعوبهم من ادنى حقوقها ، قدم الشعب الفلسطيني درسه الذي لاينسى في الديمقراطية .
أطنان من الحبر أريقت من قبل مسؤولين واعلاميين في التعبير عن اهتمامهم ( القومي ) و( الانساني ) بما يجري على الساحة الفلسطينية وتعاطفهم مع الشعب الفلسطيني ، وللأسف كان الهدف الحقيقي سرقة الانتباه عما يجري داخل بلادهم من استبداد وفساد .
وحين يجدون أنفسهم محاصرين من قبل عالم متغير لم تعد شعوبه تطيق الديكتاتوريات يلجؤون الى منطقهم المستهلك في كون التحديات الخارجية تتطلب ديمومة الاستبداد.
لقد كان بليغا الدرس الفلسطيني في الديمقراطية لأمثال هؤلاء ( ان رغبوا في أية دروس ) فالديمقراطية الفلسطينية تزدهر رغم كون الشعب الفلسطيني في بؤرة الصراع ، يعاني من الاحتلال والحصار وسياسة الأنظمة العربية اللاقومية التي تبخل عليه بكل شيء عدا النصائح .
الديمقراطية أيها السادة ليست ترفا لنؤجلها حتى ينتهي التحرير ، لكنها حاجة ضرورية للشعوب كالخبز والماء.
الديمقراطية هي المدخل الوحيد لتحصين البلاد واعادة بناء قواها الذاتية التي أنهكها الفساد والاستبداد.
الديمقراطية هي حق الشعوب المستلب على الحكام وليست منة أو عطية أو مكرمة للمساومة.
أجل لقد كنت كبيرة في قلوبنا دائما يافلسطين ، واليوم أنت أكبر ، حين شعبك يشعل منارة للحرية والديمقراطية رغم الاحتلال والاستيطان وتقطيع الأوصال.
لقد أثبت هذا الشعب الصغير المكافح للعالم بانضباطه الذي لامثيل له ، وتمثله للديمقراطية أنه يستحق الحياة والحرية ، ومن قلب معاناته وسجنه وجه صفعة للديكتاتوريات العربية ومن يحيط بها من مرتزقي الثقافة الذين تنهمر دموعهم الكاذبة حزنا على معاناة أطفال فلسطين ، وهم يتقلبون بين الفنادق والسيارات الفارهة ويراكمون أرصدتهم في البنوك ، أما ما يحدث في بلادهم وأقبية سجونهم وما يعانيه شعبهم فهو خارج اهتماماتهم ( القومية ).
والتحية للقيادة الفلسطينية الرشيدة التي قبلت بالديمقراطية وحكم صناديق الاقتراع وتداول السلطة والتزمت بمبادئها دون لف ودوران ، ولم تفكر بالانقضاض على المعارضة واعلان حالة الطوارىء بحجة ان العدو الصهيوني على الأبواب.
مهما كانت نتائج الانتخابات فالشعب الفلسطيني قد قال كلمته في تكريس الديمقراطية طريقة للحكم ، وخرج من التجربة منتصرا ، أقوى مما كان ، فارضا احترامه على العالم.
لقد أسقط المثال الفلسطيني الديمقراطي ورقة التوت التي مابرحت الديكتاتوريات العربية التستر بها للتهرب من استحقاق التغيير الديمقراطي فهل وصلت الرسالة ؟.
#معقل_زهور_عدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟