أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد بوجنال - عندما تفتقر النخب إلى الثقافة














المزيد.....


عندما تفتقر النخب إلى الثقافة


محمد بوجنال

الحوار المتمدن-العدد: 5513 - 2017 / 5 / 7 - 23:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




إن الدولة، أية دولة، بناؤها، تطورها، تقدمها أو تخلفها رهين بالمستوى الثقافي لنخبتها، إن عاليا فثقافة نخبها تكون عالية، وإن متدنيا، فثقافة نخبها تكون متدنية. ونعني بالنخبة كل المسئولين عن الشأن الوطني العام من قبيل المسئولين بالحكومة والبرلمان والقضاء وباقي المؤسسات الوطنية والجهوية والإقليمية والمحلية. أما الثقافة فنحددها في ضرورة فهم معنى الوجود والموجود ،على الأقل في حده الأدنى، سواء على الصعيد الوطني أو الإقليمي أو الدولي.
صحيح أن النخبة المغربية من أعلاها إلى أدناها، مع استحضار الاستثناء، ضعيفة ثقافيا؛ لذا، فهي نخبة تفتقر إلى ثقافة الوطنية لصالح ثقافة الكذب والفساد، فتدلي بإحصاءات ظاهرها وادعاؤها دوما التنمية والازدهار – وهي مفرداتها -، وحقيقتها دوما التقهقر والتخلف؛ هذا حصل ويحصل على مختلف المستويات والمؤسسات؛ فالصحة منذ عقود والنخب تتكلم عن كونها تعرف تقدما يشرف البلد بينما الواقع، ومنذ عقود يفند ذلك حيث النقص المهول علة مستويات التجهيز والأدوية والموارد البشرية؛ وقطاع التعليم منذ عقود وهو يعاني من التخبط ولا أهمية البرامج والمناهج والتكوين؛ لكن، ومنذ عقود والنخب المسئولة والفاقدة لعنصر التأهيل ومعنى الوجود والموجود المغربي، تمطر مسامع الشارع المغربي بتطور التعليم واحتلاله المصاف المشرفة على المستوى الإقليمي؛ ومختلف المؤسسات الإدارية: من مقاطعات وجماعات وضرائب وغيرها، فكلها، ومنذ عقود، تمطر الشارع المغربي، في أبحاثها وتقاريرها بأنها مؤسسات حققت تقدما ملموسا في الاستجابة لمصالح المواطن والوطن؛ في حين نجدها، ومنذ عقود، تنخرها السلطوية والمحسوبية وتفشي الفساد وفق معايير وتقاليد الأمية، واللامبالاة بالشأن الوطني العام مع التظاهر بالمسئولية لذر الرماد في الأعين.
ما سبق قوله يؤكد أن النخبة المغربية، في مجملها، نظرا لفراغها الثقافي، فهي نخبة تتميز بالكذب والفساد؛ أو قل إن سلوك الكذب والفساد يرجع في جزء كبير منه إلى ضعفها الثقافي الذي لن يفرز سوى النخب التي لا تفهم معنى تحمل المسئولية، ولا الوطن والوطنية؛ إنها نخبة الهمزات والصفقات وهو مؤشر الجهل. فكيف يمكن لنخبة لا تعرف معنى الوجود والموجود المغربي أن تخطط وتبني المناهج والبرامج التعليمية لأن الأساس بالنسبة لها في القطاع – وغيره من القطاعات – هو عملية الاسترزاق وشطب وتشطيب الوطن والوطنية من ساحة الضمير؛ فالنخب تلك هي أصلا تفتقر إلى الضمير أو قل تمتلك ضميرا فارغا من معنى البناء وخلق شروط النمو والتنمية.. ويمكن تعميم هذا التحليل على باقي القطاعات حيث التكون الثقافي لصالح الهمزات والصفقات وأشكال الكذب والفساد المعتبر بالسلوك ذي القيمة الحضارية كما تراه النخبة تلك؛ أو قل أن تصريف كذبها وفسادها يتم تمريره وفق أساليب معادية لمصلحة المجتمع؛ ولا حاجة لنا بذكر أسماء وزراء لا يتقنون سوى النكث والتهريج.
هذه هي حقيقة النخب المغربية: الجهل والتسلط والكذب والفساد. وهنا لابد من استحضار السؤال الأهم الذي به نفهم عداء النخبة للثقافة وحرصها على أن المسئولية هي، وبالكاد، إنجاز وتحقيق المصلحة الخاصة، وأن معنى الوجود والموجود المغربي لا يمكن أن يكون إلا كذلك. وبالفعل، فهي ثقافة الكذب والفساد كما أرضعتهم إياها مختلف المؤسسات المغشوشة والمخدومة كالأسرة والبرامج والمناهج التعليمية والمحكيات الدينية ووسائل الإعلام والأغاني المهرجة. إنها الثقافة التي عملت على تدمير وإعاقة ولادة المولود الجديدة الذي هو الثقافة ذات الأهداف النبيلة في تحقيق النمو والتنمية التي هي نقيض الكذب والفساد.
وافتقار النخبة إلى الثقافة يعني،وبالكاد، عدم فهمها وإدراكها قضايا ومشاكل المجتمع المغربي؛ هذا حدث منذ عقود وما زال مستمرا؛ نخب رأسمالها التسلط والنهب والكذب والفساد؛ لذلك لا نندهش إذا أنصتنا إلى قول الفيلسوف الألماني نيتشه (القرن 19) الذي لمسناه ونلمسه في مجتمعنا المغربي، وبأشكال مغربية، وهو ما يؤكد في نفس الوقت ضرورة الإنصات إلى تاريخانية عبد الله العروي؛ يقول نيتشه ما مضمونه : النخبة جهاز كذاب. فما المنتظر من نخب متتالية – مع الاستثناء – تتميز بالدرجة الدنيا من المستوى الثقافي سوى الكذب والفساد.



#محمد_بوجنال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحكومات العربية التي شيطنت الجسد واحتقرت العقل
- محصلة تغييب الجسد في عالمنا العربي
- اختطاف جسد الفرد ثابت الدولة العربية المخطوفة
- اختطاف العقل صنيعة اختطاف الدولة
- اختطاف الدولة علة انتصار الأمركة
- اغتصاب الجسم والعقل قاعدة التسلط العربي
- سيطرة -عقل العولمة- قمع ل -عقل العالمية-
- في الانتخابات تكون اللغة خبيثة
- المتصدرين للإنتخابات ، مطلب السوق
- باللغة المحتلة تمت صياغة الواقع المحتل
- احتلال اللغة مؤشر الفساد والدمار والاقتتال
- - العقل الجمعي - مطلب الكينونة والتاريخ
- العقل كينونيا عدالة ونخبويا انحراف
- المكان العربي الرأسمالي مهندس عقل العامل والفلاح
- مطاع صفدي: في حاجة العرب إلى ثقافة التنوير
- العقل العربي وتحديات المنطقة
- - الثورة الثقافية- مطلب عربي
- خير الدين حسيب: قوة الثقافة الملتزمة تستدعي الكتلة التاريخية
- نديم البيطار : الثورة الثقافية أولا فالاجتماعية تاليا، فالاش ...
- سمير أمين : - الثورة الثقافية أولا -


المزيد.....




- -رأيت نفسي كجارية جنس-.. CNN تتحدث مع ناجيات من اعتداءات مزع ...
- أعنف هجوم منذ سقوط الأسد.. قتلى وجرحى بانفجار سيارة مفخخة في ...
- هل يمكن أن تطبع الجزائر مع إسرائيل؟ - مقابلة مع لوبينيون
- تحقيق عسكري: فشل خطير في منظومة القبة الحديدية خلال الساعات ...
- السعودية والإمارات ضمن الخيارات لاستضافة قمة بوتين وترامب
- أطويلٌ طريقنا أم يطولُ.. نتنياهو يتجنب العبور فوق الدول المم ...
- مظاهرات ألمانيا الحاشدة ضد اليمين.. أسبابها وخلفياتها!
- أدلة على فيضان هائل أعاد تشكيل البحر الأبيض المتوسط
- تأثير غير متوقع لمسكنات ألم شائعة على الذكاء وسرعة التفكير
- منظومة -غراد- الروسية تستهدف مواقع تمركز القوات الأوكرانية


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد بوجنال - عندما تفتقر النخب إلى الثقافة